
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِــف بــالطُّلولِ ورَوِّهـا بـالأَدمُعِ
وقُـلِ العَفـا بعـدَ العَفـا للأَربُعِ
واتـرُك فُـؤادَك يَلتظـي حَيثُ الأسى
بَيـنَ الجَوانِـحِ فـي حَشـاً متصـدعِ
فـــالخَطبُ عَـــمّ وهــذه أرزَاؤُه
غَشـَتِ البلادَ بمـا بهـا مـن موجعِ
أوَمَـا مَـرَرتَ مـن العلوم وخِلتَها
لِفــراقِ مَـن تَهـوى بـأمرٍ مفظـعِ
أو مـا رأيـتَ لَـدُن دَرَيتَ لِحَالِها
حــي الفــؤاد بهيئةِ المُتَفَجِّــعِ
إذ بَـانَ مـن تَهـوى وأوهى رُكنَها
بيــنٌ يقــولُ لِطَرفِهــا لا تَهجَـعِ
قـد مَات حَبرُ العِلمِ إِنسانُ العُلا
بَحــرُ المعـارِفِ خَيـرُ شـَيخٍ أورَعِ
بَحرُ العُلومِ أخو الديانةِ والتُّقى
كَهـفُ الأَرامِـلِ واليَتَـامى الرُّضـعِ
الشـَّيخُ إِبراهيـم يَنبُـوعُ الهُـدى
ذو المَكرُمَـات وذُو المَقام الأَرفعِ
هـو ابـنُ جَاسـرٍ الهُمامُ المُرتَضى
طَـودُ الشـَّريعةِ ذو العلوم النُّفَّعِ
العابــدُ الأوّاهُ مصــباحُ الـدُّجا
بَــدرُ الدُّجُنّــةِ قُـدوةُ المُتَخَشـِّعِ
لــم تَلقَــه الأسـحَارُ إِلاَّ قائِمـاً
فـي السَّاجدين وفي الهُداة الرُّكَّعِ
ومواســِمُ الأيّــامِ تَشــهَدُ صـَومَه
كمَجَـــامعٍ للعِلـــمِ ذاتِ تَنَــوُّع
يًملــي علــى الطُّلاَب جَـمَّ فَـوائدٍ
عـن غيـرِ هـذا الحَـبرِ ذاتُ تَمَنُّعِ
ولقـد سَمَا بالعلمِ مِن فَوقِ السُّهى
ومضــى لحـقِّ العِلـم غيـرَ مُضـَيِّعِ
إنَّ الفضــائلُ شــَقّقَت لجُيُوبِهــا
أســـَفاً عليــه بأنّــةٍ وتَوَجُّــعِ
والعِلــمُ بــاتَ بعَـبرةٍ مُهراقـةٍ
حيـثُ ابـنُ جاسـِرٍ المحدِّثُ قد نُعي
هــذا كتـابُ اللـهِ يَبكـي فَقـدَه
والســـُّنَّةُ الغَــرَّاءُ ذاتُ تَفَجُّــعِ
والفِقــهُ ذاقَ لِمَـوتِه مُـرَّ الأسـى
مَــن ذا ســِواهُ لُمغنِـيٍ ولمُقنِـعِ
مــن ذا يُفِســِّرُ أو يُحَـدِّثُ بَعـدَهُ
فــي كُتبِــه والأُمهــاتِ اللُّمَّــعِ
مــن ذا يُــدَرِّسُ فِقهَنـا ويُنِيـرُه
بأَدِلّــةٍ تهــدي لــذاك المِهيَـعِ
ووَســائِلٌ للعِلــمِ يجـري دَمعُهـا
كمقاصــدٍ مــن غيـرهِ لـم تُسـمَعِ
لا غَـروَ أن يكـبي وَينـدُبُه التُّقَى
فَرُبُــوعُه مِــن بَعــدِه كـالبَلقَعِ
إِن يَجهَــلِ الأَقـوامُ يومـاً قَـدرَه
فــالكَنزُ يَجهَلُـه سـِوى المُتَطلِّـع
يـا عَينُ فابك مثلَ ما بكَتِ العُلى
كَنـزَ الفضـائِلِ والهَمـامَ الألمَعي
خَلَـتِ المنـازٍلُ والمَـدَارِجُ بَعـدَهُ
للسـَّائرِين إِلـى الجَنَـابِ الأرفَـعِ
وخَبَـا بنا العِلمُ الصحيح وأظلَمت
تِلـكَ المَشـَاهِدُ بَعـدَ ذاكَ الأنفـعِ
خَفَيَـت علـى النُّسـَّاكِ أعلامُ الهُدى
بَعـدَ ابـنِ جاسـرِ حَبرِنا المُتَضَلِّعِ
بعـد ابـن جَاسـِرٍ الـذي مِن هَديهِ
نَفـعُ الـوَرى ونصـيحةٌ لـم تُقطَـعِ
فـي الدِّين فِقدُ الشَّيخ أعَظَمُ ثلمَةٍ
مـا إن تُسـَد وخَرقُهـا لـم يُرقَـع
لَهفــي عليـهِ وَلَهـفَ كُـلِّ فَضـيلةٍ
تبكــي عليـه ورُبتَـةٍ لـم تُرقَـعِ
لهفــي عليــه ولَهـفَ كُـلِّ مَزِيَّـةٍ
غَـراءَ بَعـدُ مـن الجَـوى لم تَهجَعِ
لهفـي عليـه وفَقـدُه أصلَى الحشا
نــاراً تُــذيبُ وغُلَّـةً لـم تُنقَـعِ
لهفـي عليـه ومـا حَـوى من مَفخرٍ
فـي العِلـم والتَّقـوى وحِفظٍ أَوسَعِ
لهفـي علـى رَكبِ العبادةِ قَد وَهى
وكـذا الزَّهـادةِ بعـد ذاك الأورعِ
يـا قلـبً صـَبراُ فـالنَّوائبُ جَمَّـةٌ
مَـن ذا رأيـتَ من الوَرَى لم يُفجَعِ
يـا قلبُ صَبراً قد جَرى حُكمُ القضَا
مـا إِن يـرد جَزعـتَ أو لَـم تَجزَعِ
هَجَـمُ المنـونُ ومات أُستاذُ الوَرى
ومَضـَى النَّصـيحُ بِنصـحِهِ المُتَضـَوِّعِ
واستبشـرت بالشـيخ سـُكانُ الثَّرى
ومَضــى حميـداً نَحـوَ قَـبرٍ أوسـَعِ
فَلَـكَ الهَنَـا والجُـودُ قـبراً ضَمّهُ
فلَقَــد ضــَمَمتَ لِكـلِّ خَيـرٍ أجمَـع
لِلَّـهِ أنـتَ فَقَـد ثَـوَى فِيكَ العُلا
والعِلـمُ والتَّقـوى وأبهـى مُـوَدعِ
دامَت عليك على المَدى سُحُبُ الرِّضى
أبَـداً تَجُـودُ وصـَوبُها لـم يُقلِـع
يَسـقي ثَـراكَ مِنَ المَراحشمِ وَبلُها
كَســَحَائبٍ مِــن عَفــوِ رَبـي هُمّـعِ
يـا راحلاً عَنّـا إِلـى دار البَقَـا
لِلَّـــهِ دَرُّكَ مِــن حَــبيبٍ مُزمِــعِ
بَعـدَ التَّفَـرُقِ هَل لنا مِنكَ التِقَا
فلَنَـا الهَنَـا بـالمُلتَقَى بالطيِّعِ
نرجـو لِقَـاك مـع اللّقاءِ بِصَحبِنَا
وَسـطَ الجِنـانِ بِمَحـضِ جُودِ المُبدعِ
يـا مَعشـَرِ الإِخوَانِ مِن أَهلِ الصَّفَا
طُلابَ هــذا الحَـبرِ عـذبِ المَشـرَعِ
وصـِحابَه الأخيـار مِـن أَهلِ الوَفَا
ادعــو لشـَيخِكُم الجَليـلِ الأخشـَعِ
وتـذاكروا مـا قد عِلمتُم تَحمَدوا
أَمـرَ العَـواقبِ يـا بُدورَ المَجمَعِ
فالشـَّيخُ مَـاتَ وكُلُّنـا رَهنُ الفَنَا
قُضـيَ القَضـاءُ فَمَـا لَـهُ مِن مَدفَعِ
يــا رَبُّ فَــارحَم كُـلَّ آنٍ شـيخَنا
أبَـداً وآنـس شـيخَنا فـي المَضجَعِ
وَبِمَقعَــدٍ للصــِدقِ حَقــق أَرخَــه
يُرجـى لَـه الحُسـنى بِطيـب موضـع
الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان.عالم الكويت وفقيهها الأوحد، تميز بالزهد والورع، وانحنت له القلوب إجلالاً وتبجيلاً، كان منزله مدة حياته مجمعاً لطلبة العلم، واستفاد منه كثير من طلبة العلم في الكويت. سافر إلى الزبير سنة 1311هـ، وأقام بها مدة سنتين فدرس على أيدي بعض علمائها وفقهائها ثم رجع إلى الكويت عام 1312هـ، وأكب على القراءة والمطالعة حتى حصل على علم غزير. تولى القضاء سنة 1348هـ، وكان مثالاً للعفة والنزاهة والعدل.توفي في ليلة الثامن والعشرين من رمضان سنة 1349هـ، ورثاه الناس بدواً وحضراً من شتى الأقطار الإسلامية وبلغ مجموع القصائد التي قيلت في رثائه 114 قصيدة.وكتب عنه: (علامة الكويت الشيخ عبد الله الخلف الدحيان: حياته) تأليف محمد العجمي.