
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَطــبٌ ألــمّ فقطَّــعَ الأَكبَــادا
وملا العيــون مَـدامعاً وسـُهادا
وفَــرى القلـوبَ بأسـهُمٍ خراقـةٍ
تَــدَعُ الفـؤادَ مُمزّقـاً تَبـدادا
وحَشــى الحشـاء بلَوعَـةٍ وتَحَـزُّنٍ
وزفيــر وَجــدٍ يُعـدِمُ الإِيجـادا
رُزءٌ بـه حَصـَلَ العَنَـى ولَقَد عَلا
فــوقَ الوجُــوهِ كآبـةً وسـوادا
رُزءٌ بـه ذهـبَ الهَنَـا يا ليتني
مـن قبـل ذاكَ الرزءِ كُنتُ جَمادا
قَصـَمَ الظُّهُـورَ بـدوه فـي ليلـةٍ
فيهـا المصـائِبُ زَلزَلَـت أَطوادا
ولِهَـولِهِ ضـاقَ الفضـا ولقد طَما
بحــرُ الأَسـى ويُتـابِعُ الإٍِزبـادا
في ليلةٍ طرقَ المنونُ أبا الوَفى
عَبــداً أُضـِيفَ لمُحسـِنٍ فانقـادا
ورَمــاهُ قَصـداً طالِبـاً فأَصـابَه
بســيوفِ حَتــفٍ لا تـزالُ حِـدادا
فغـدا صـَريعاً لا يُجيـبُ مُناديـاً
ومَضــى شــَهيداً راكعـاً سـَجّادا
لِلَّــهِ دَرُّ جنــابِه مــن ناســِكٍ
مشـن صـَابِرٍ مـن صـَادقٍ أَو عادا
ذاك التَّقـيُّ أبـو المكارِمِ مُحسِنٌ
نجـلُ الكِـرامِ السـَّالكين سَدادا
الأريحــيُّ الأَلمعَـيُّ أخـو الـذّكا
طَلـقُ المُحَيّـا قـد قفَـى أمجادا
القــانِتُ الأوّاهُ يَنبـوعُ الصـَّفا
رَبُّ الهُـدَى في العِلم صَارَ مُنادا
صـافي الخـواطر يا لَهُ من طالِبٍ
خيــرَ الفِعـالِ ومُبتَـغٍ إِسـعادا
ذو هِمَّـةٍ فـي الـدّرس بَل وعِبادةٍ
وبَيــاضٍ عِــرضٍ لا يُشـابُ سـَوادا
للَّــه دَرُّ جَنــابِه مــن ســَالِكٍ
طُـرُقَ الهُـداةِ الطـالبين رَشَادا
للَّــه دَرُّ جَنــابِه مــن عَاقِــلٍ
وأخــي عَلاءٍ للتُّقــى قـد شـادا
قَضـَّى الحياة على الجميل فدَأبُه
كَســبُ المحامِــدِ طارِفـاً وتِلادا
يرضـى القضاءَ على الرّخاءِ وضدِّه
مــازالَ حَقــاً شــاكراً حَمّـاداً
للّــه يــذكرُ دائمــاً ومُلازِمـاً
طَلَــبَ العلـومِ وجعلَهـا أورادا
ويَصــون صــَوماً مُحسـِناً لصـَلاتِه
ويُقيـمُ فـي كَسـبِ الثناءِ جِهادا
الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان.عالم الكويت وفقيهها الأوحد، تميز بالزهد والورع، وانحنت له القلوب إجلالاً وتبجيلاً، كان منزله مدة حياته مجمعاً لطلبة العلم، واستفاد منه كثير من طلبة العلم في الكويت. سافر إلى الزبير سنة 1311هـ، وأقام بها مدة سنتين فدرس على أيدي بعض علمائها وفقهائها ثم رجع إلى الكويت عام 1312هـ، وأكب على القراءة والمطالعة حتى حصل على علم غزير. تولى القضاء سنة 1348هـ، وكان مثالاً للعفة والنزاهة والعدل.توفي في ليلة الثامن والعشرين من رمضان سنة 1349هـ، ورثاه الناس بدواً وحضراً من شتى الأقطار الإسلامية وبلغ مجموع القصائد التي قيلت في رثائه 114 قصيدة.وكتب عنه: (علامة الكويت الشيخ عبد الله الخلف الدحيان: حياته) تأليف محمد العجمي.