هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رويـدك أيهـا الناعي المريب
أيسـكت فـي الربيع العندليب
وتـرزا فـي مغنيهـا النوادي
وغصــن شــبابه غــض رطيــب
وتهـدأ تحـت ذاك اللحـد نفس
تـديش بمـا يجيـش به اللهيب
ويسـكن ذلـك الطيـر المغنـي
فتفقــده الحبيبـة والحـبيب
علـى فمـه مـن الألحـان سـحر
عميــق فــي معــانيه عجيـب
يــردده علــى الأوتـار شـاد
فـترقص فـي جوانحهـا القلوب
فكـم مـن زهـرة غنـى عليهـا
فانعشــها وحركهــا النسـيب
وكـم كـأس على الندماء دارت
علـى نغـم تشـق لهـا الجيوب
وكـم من عاشق في الليل يشكو
بشـعرك أيهـا الشادي الطروب
وعـاش كمـا يعيـش الطير حرا
طليقـا حيـن يـذهب أو يـؤوب
يساجلها الغناء على الروابي
فتصــغى تــارة أو تســتجيب
يحلـق فـي سما الخضراء طورا
وطــورا فـي ضـواحيها يجـوب
كبـا بيـن الرفـاق أخي وولى
فــدمعي بعــد فرقتـه صـبيب
قضـى غريـد تـونس فـي هواها
فـأقفر بعـده البلـد الرحيب
ونـاح عليـه فـي الآمال يبكي
حمـام الـروض قرحـه النحيـب
حـبيب الشـعر والشعراء مهلا
وذكـرك فـي المجـالس لا يغيب
إلـى أيـن المسير فدتك نفسي
وخلفــك أنفــس حــرى تـذوب
وأنـت غمرتهـا بـالحب طهـرا
وهــل عيــش بلا حــب يطيــب
فنـم فـالعيش قد أمسى مريرا
ووجــه الـدهر مبـتئس كئيـب
وحــظ الشــعر منتقـص حقيـر
وليـس لنـا مـن الدنيا نصيب
عليــك تحيــة تـترى دوامـا
ورضــوان مـن المـولى وطيـب
يعــم ثـراك مـا غنـت طيـور
ومــا حنــت لمـرآك القلـوب
