هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نعــاك النعـاة فلـم اصـطبر
تهـول المصـاب وشـؤم الخـبر
وطـوح بـي الحـزن فـي مهمـه
قصـى النـواحي شـديد الخطـر
وبــــت كئيبـــا لكارثـــة
تطــاير قلـبي لهـا واسـتعر
فيأسـو جـراح الفؤاد الوجيع
ويكبــح عنــي جمـاح الغيـر
فيســري الهمـوم علـى بـائس
نظيــرك ضــاق بعيــش أشــر
قريــض يســيل كمـا الفـرات
تجلــى عليــه جمـال الصـور
وشــعر تســمعه النــاس فـي
هـديل الحمـائم فـوق الشـجر
وكــم لـك مـن نفثـة تشـتكي
بهـا نكـد العيـش بين البشر
وكــم مــن نـداء أهبـت بـه
كوقــع السـهام ووخـز الإبـر
وصـــحت بجلاد مصـــر ولـــم
تعـره التفاتـا ولـم تعتـبر
بكيــت الخطــوط فعزيـت مـن
كبــا حظــه بيننـا أو عـثر
صــدفت عـن العيـش فـي أمـة
تـوالى العـداة وتقضـي الإبر
رجعـت إلـى الترب من بعد ما
تجرعــت فــوقه كأســا عكـر
فهـل فـي الـتراب يضام الألى
أجادوا القريض وصاغوا الدرر
فبــث الإمــام وقــد جئتــه
شــكاة الحنيفــة ممـا ظهـر
وقــل لــه بعــدك هاجمنــا
دعــاة الضــلال غلاة الفكــر
أضــاعوا الحقيقـة واتبعـوا
فريقــا علــى مـذهب لا يقـر
حــافظ ضــقت بهـذه الحيـاة
ولـم أدر مثلـك أيـن المفـر
أحـــارب دهــرا لــه كلــف
بكــل أبــى شــديد الحــذر
لعـــل الحمـــام يعــاجلني
فيهــدأ جنـبي بـدار المقـر
قضــى شــاعر الشـرق غريـده
أمـام القوافي الحسان الغرر
فمــن للمراثــي يشـيد بهـا
حيـاة الرجـال بشـتى العـبر
ومـــن للحقـــائق ينشــرها
فيســفر عنهــا صــباح أغـر
تخـــال المعــاني لأشــعاره
وجـوه الحسـان كسـاها الخفر
وتســمع فــي كــل بيـت لـه
غنـاء القيـان ونبـض الـوتر
وبســــبيك لفـــظ تخيـــره
كمـا ينتقـي الجـوهري الدرر
وأربــى علـى البحـتري ولـم
يطــاوله فــي شـأوه مقتـدر
فـوا لهـف نفسـي علـى حـافظ
ووا لهــف كــل أديــب شـعر
بكــاه البيــان ونـاح علـى
فراقـه أهـل الحجـى والنظـر
وبـاتت لـه الضـاد فـي مآتم
تجــر ذيــول الأسـى والكـدر
حــافظ شــعرك وحــي النهـى
ومرعـى الخيـال ونبـع الفكر
أتيـــت العصــور فقلبتهــا
وأخرجــت منهـا أجـل السـير
نشـــرت الصـــحائف وضــاحة
تـتيه افتخـارا بـذكرى عمـر
فقــام لــك الشـرق مبتهجـا
وحيــت نــزار وأثنــت مضـر
فطـب فـي الجنـان بـه خالدا
وحســبك فخــرا بـذاك الأثـر
