
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن أهـــل الهــوى هــم الأحيــاءُ
وهـــم عنـــد أهلـــه الشــهداء
كــلّ شــيء لا شــيء عنـدي سـواهم
فهـــم لقـــوم لا لهـــم نظــراء
حســــبوا العشـــق جمّلا فـــرأوه
بعــض آي هــي المنــا والهنــاء
فنعيمـــا لهــم وملكــا كــبيرا
وبهـــا صــار عنــدهم الاكتفــاء
وكــذا الشــعر ليــس إلا فصــيحا
نحتتـــه مــن ذهنهــا البلغــاء
بــدؤه الـذكر والـديار اشـتياقا
والغـــواني والعيــس والبيــداء
فحــل لفــظ ونســجه بكــر معنـى
محكـــم اللفــظ أشــعلته لظــاء
لــم يكــن للأســماع أسـبق معنـى
مــن مجــال الأفكــار فيـه سـواء
صـــــيغ درّابلا تكلّــــف ذهــــن
مــن هــم هكــذا هــم الشــعراء
لهــم المــدح والنســيب ومنهــم
ينتــح الجــود والثنـا والسـخاء
وإذا قلـــت إن منهـــم فصـــيحا
وشــــويعرا شــــاعرا أدبــــاء
قلـت قصـدى الشـم الخناذيـذ منهم
والفحـــول الأوابـــد البلغـــاء
ســيما إن يرونــق الشــعر منهـم
خمـــرة الحـــب والجــوى والطلاء
يــا رعـى اللـه دهرهـم لا أراهـم
فيــــــه إلا هيفـــــاء أو نجلاء
أورخيمـــات منطـــق مــن بــروق
صـــائدات القلـــوب أو أدمـــاء
أو دجنّــــات مـــن فـــروع وإلا
مائســـات القـــدود أو عجـــزاء
أو ثقــــال الأرداف أولا ثغــــور
خالطتهــا فــي ظلمهــا الصـهباء
أو ظبيّــــات مصــــمتات حجـــال
والدماليـــج كـــالبرى خرســـاء
ســـلّط اللـــه حبّهـــن علينـــا
فرمتنـــا الأهــواء كيــف تشــاء
كــل شــيء يــثير شــوق هــواهم
فلــــذا أغرقتهــــم الأهــــواء
فالليــالي لــولا الغـدائر قلنـا
إنمـــا الفــرع الليلــة الليلاء
وكــذا الصــبح لــو تـورّد قلنـا
إنمـــا الصــبح أوجــه لا ضــياء
ويـــروق لـــولا التفلــج قلنــا
إنمــــا الثغـــر النيّـــر الألاء
وســـهام هـــي اللحـــاظ ولكــن
فاتهـا الهـدب والنـوةى والمضـاء
وغصـــون هـــي المعــاطف لــولا
هضــبة الــردف تحتهــا واللـواء
أيــد اللــه دولــة العشـق حـتى
لا يــــرى نــــاظر ولا رقبــــاء
ينقضــي الصــبح والمجــالس زهـرٌ
وابتـــدا مثــل صــبحه الإمســاء
نســـمات الصـــبا تهـــبّ عشــيّا
وســــحيراً وتســــجعُ الورقـــاء
مابهـــا غيـــر مغــرم مســتهام
أشــعلته مــن الهــوى الصــعداء
مولــع ماجــد صــقيل الحجــا أو
أدبـــــاء أجلّـــــة ظرفـــــاء
أو شــــموس تـــبرقعت فأضـــاءت
فـــادلهمت فلاح منهـــا الضــياء
يـــا معـــاطيف ميــس وارتجــاج
مـــن رمـــال الأرداف بادعجـــاء
يـــا ســهام اللحــاظ يافتكــات
مــن رمــاح القـدود مهمـا تشـاء
ارفقـــوا بالألبـــاب قطعتموهــا
وأربعـــوا إن فعلكـــم غلـــواء
وثغـــورا هلا بنــا قــد رفقتــم
دام فيكــــم تفلــــج وضــــياء
يــا أســود العريــن إنّ خصــوراً
وعيونـــا قـــد مازجتهــا الطلاء
وزجاجـــــات بهجــــة تتثنّــــى
خـــوط بـــان تهـــزّه النكبــاء
مــا لكــم تصــرعون كــل هزبــر
مــــالكم صــــرعتكم الضـــعفاء
يــا ســليمى وبــالييلى ولبنــى
يادعيــد يــا مــيّ يــا اســماء
يــا مــثيرات كـل حـرب ويـا مـن
لالهــــن العهـــود لا والوفـــاء
إن طـــه لمـــن يـــوقظ حربـــا
لاعـــن مــا اســتدامت الهيجــاء
قلـن لـي لـم يقـرع لنا ذاك سمعا
وكــذا لــم تجىــء بــه الأنبـاء
بـــل ســمعنا مقــاله إن أولــى
فتـــن العــالمين هــنّ النســاء
وحــديثا إلــيّ حبــب مــن دنــي
اكــم مــا النسـاء فيـه ابتـداء
قلــت هــذا مــن كيـد كـنّ عظيـمٌ
يـا حبـال الشـيطان أو يـا ظبـاء
قلــن لــي أمســكوا الأعنّـة عنّـا
واحــذروا أن يكــون منكـم لقـاء
قلــت هــذا بشـرط أن تطفئوا مـا
فــي الحوايــا وهــل لـه إطفـاء
نفـــث هـــاروت بـــابليّ لحــاظ
عقـــد مـــاروت الطعنــة النجلاء
قلـن لـي كيـف طعننـا مـا مـددنا
آلـــة القتـــل إننـــا خصــماء
فأتينــا إلــى الهــوى وذكرنــا
كــل مــا فيــه للجميــع ادعـاء
وأتــى الشــوق والغــرام شـهودا
والتصــــابي لهـــنّ والبرحـــاء
وأجـــاب الهــوى حكمــت عليكــم
إنهــــن الحكــــام والأمــــراء
قلــت لــن يفلـح المـولى عليهـم
مــــرأة فاحتجــــاجكن هبــــاء
قلـن لـي العشـق والهوى والأسى هم
الأمـــراء الــذكور يــا شــهداء
فســـكتنا ومــا وجــدنا جوابــا
واتبعنــا الهـوى علـى مـا يشـاء
يبـــد أن القتيــل منــا شــهيد
وفـــي الأصــوات إننــا الأحيــاء
رب بهنانــــة هيفــــا أنــــاة
تتثنّـــــى رقراقــــة درمــــاء
مــن هواهــا تجــاذب الصـب ممـا
يعـــتريه التحـــذير والإغـــراء
وجــدها فاعــل بنــا مــا تـراه
مــا لهــا لـم ترفعـه يـا قـرّاء
واذكـــار علــى الســكون بنتــه
أعربــت عنــه الدمعــة الوكفـاء
جمعـــت كـــل مفـــرد أفردتـــه
عـــن هــوى كــل غــادة أدمــاء
جمــع كســر لا صــحة خــصّ فعلــى
وهــــي عنهــــم تخصــــّها فعلاء
فللا ولــى صـرعى وقـس مثـل قتلـى
وللأخـــــرى النجلاء والهيفــــاء
وللأولـــى أطلــق وقيــد للأخــرى
كــل لفــظ للهيــف فيــه بهــاء
لالنــــا غيــــر يعملات وصـــالا
أو قلاص كأنهــــــا الهوجـــــاء
عنــــتريس عرنــــدس عيطمــــوس
عيســـــجور وعرمــــس كومــــاء
أطلقــت أشــهرا وأعملــت أخــرى
بعــد أن مــر صــيفها والشــتاء
ليــس إلا الجبــال كــانت وصـارت
كــل حــرف منهـا فـي الأحـرف راء
تعـــبر الآل كالنعـــام إذا مــا
نظـــرت ظـــل ســوطها مــن وراء
أدلجــت هكــذا إلـى الصـبح حـتى
ينقضــي الصــبح ينقضــي الإمسـاء
لا لنــا غيــر بطنهــا مـن وسـاد
ولنـــا الرمـــل أفــرش وغطــاء
إن نظرنــا الحصــى نقــول جبـال
أو نظرنــا الجبــال تقـول سـماء
مـــن فيـــاف لمهمـــه لفيـــاف
وصـــحار مـــن بعـــدها صــحراء
ومعـــي فتيـــة ألبّـــا كـــرام
كالمرايـــا أذهـــانهم أذكيــاء
ذا للاشـــعار والعلـــوم لهـــذا
ولهــــذا تطريبنـــا والغنـــاء
أن منّـــا الســلوّ عمّــا أردنــا
أيـــن منــا المنــام والإغفــاء
حيــث نلقــى الأســود إمـا صـريعٌ
مــن غــزال أو ضــرّجته الــدماء
دمعــة مــن سـوادها انتـثرت مـن
نظـــم در فـــي أصـــفر حمــراء
ذا محــلّ العــذارى تمشــي عشـيّا
وعلــى الحقــف تجلــس النــدماء
يــا ظبيّــات يــا أحيبــاب مهلا
ليكـــن منكـــم لنـــا الإصــغاء
فتكــات الألحــاظ منكــم أعيــرت
فتكـــة بيّنــت لنامــا المضــاء
يــا أهيــل الهـوى أبيتـم سـواه
ودواكـــم هــو الهــوى والــداء
وكـــأن الــدموع منكــم أعيــرت
ودقـــة لانقضـــا لهـــا وكفــاء
وإذ ينقضــــي النســـيب كهـــذا
فتخلّـــص للقصــد وهــو الثنــاء
ودقّــة مــن نـدى إمـام البرايـا
شــيخنا البحـر الـواهب المعطـاء
فتكـــة للأعـــداء تمطــر باســا
كــان منهــا البأســاء والضـراء
رحمـــة نقمـــة نبـــات حصـــاد
نــال مـن ربـه العلـي مـا يشـاء
غايــة الفضــل منتهــاه ارتقـاء
أنــت فيــه ومــا لـذاك ارتقـاء
وانتهــاء الحلاحـل الجهبـد الفـا
ئق مجــدا مــن ارتقــاك ابتـداء
قصـــص الفخــر منــك لا يتنــاهى
عجــزت عــن إدراكهــا الشــعراء
وســـواه الأنفـــال وهــي فــروضٌ
فـــتيمّم لهـــا وهـــي المـــاء
نصــرها فـي بـروج فتـح المعـالي
كـــوثر المجــد قلــد الجــوزاء
بحـــر غيــب مطلســمٌ فيــض ســر
نــور نــور فعــم منــه الضـياء
مصـــدر المكرمــات مــورد عــذب
فصـــدور منـــه ومنــه اســتقاء
لهـو القطـب الجـامع الفـرد قطعا
أيــن منــه الأخيــار والنجبــاء
أيــن منـه الأوتـاد حيـث تسـاموا
أيــن منــه الأبــدال والنقبــاء
جمـــع جمـــع مقـــامه وكفـــاه
حيــث أرقــاه مـن لـه الكبريـاء
واردات الإلـــه والحـــال منـــه
صــد قــا مــا تقــوله الأنبيـاء
هــو غيــث لا ينقضــي ســحّه لــو
رصـــعته البيضـــاء والصـــفراء
نـــال أعلــى مقــام كــل ولــي
ممكــــن أن تنـــاله الأوليـــاء
واضـح كالشـموس فـي الصـحو نـورا
واختفــى حيــث لا يصــحّ الخفــاء
أيّ فضــــل يفــــوته ايّ فخــــر
أي مجـــــد تعــــذّر الإحصــــاء
ولأي كـــذا كمـــا قـــال عمــرو
خلقـــت هكـــذا تـــرى الفضــلاء
إن أســـماء فاعـــل مــن فخــار
قـــد حواهــا ســناكم والســناء
بــل لكــم كــل أفعـل مـن كمـال
واســتمرت مــا دام يلفــى ثنـاء
أعلـم العـالمين فـي العلـم بحـرٌ
كيـــف تحــوي علــومه العلمــاء
أكـــرم الأكرميـــن بحـــر خضــم
ايــن منــه الكــرام والكرمــاء
أعقـــل العــاقلين شــمسٌ جحــاه
عقلــــت عـــن وصـــولها العقلاء
أحلــم النــاس كالجبــال ثباتـا
أيــن منــه الاطــواد والحكمــاء
فبنــار الغضــى إذا مــر أضــحى
غليهـا الثلـج فـي الشـتا والصلاء
ولـــو اجتـــاز مغضــبا ببحــار
لغـــدا غربهـــا عليــه اصــطلاء
هـــو أتقــى للــه ممــا ســواه
ايـــن منــه الزهــد والأتقيــاء
لا لغيـــر افلـــه يســخط ســخطا
وكـــذا إن رضــي لــه استرضــاء
لنعــم لا زال انســكابا كمـا قـد
لازم العلـــو كــالنجوم الســماء
وبلا لــم يجمــع دوامـا كمـا لـم
يجتمـــع نطـــق واصــل والــراء
نـال فـوق السماك منزلة فلبيق في
الأرض الحاســـــــد الغــــــوّاء
رحمـــةُ العــالمين منــذ تبــدّى
وللأعـــــداء نقمــــة وشــــقاء
ترجمــان القــرآن عثمــانه بــل
هــو أعلــى مــا تبلــغ القـرّاء
وصــحاح الحــديث بــل هــو فيـه
حـــاكم إذلا فـــوق ذاك ارتقــاء
وأصـــول ومـــا تفـــرّغ منهـــا
أيـــن منــه حلولــو والفقهــاء
أيــن منــه لــدى الفصــاحة قـسّ
أيـــن غيّـــاس منــه والبلغــاء
أفصـــح الأبلــه البليــد ذكــاه
مثــل مــا منــه تخـرس الفصـحاء
لــو رآه فـي النحـو عمـرو تغطّـى
ليــت شــعري مــا يفعـل الفـرّاء
وخليــــــل إذا رآه تــــــورات
مــن عــروض عــن ذهنــه الأجـزاء
أو رآه ســـعد البيـــان تــوارى
عنــه يخفــى الإخبــار والإنشــاء
بـل هـو الفـرد فـي العلوم جميعا
ولكـــل مـــن علمـــه اســـتملاء
كــل علــم يقــول ليــس لغيــري
منــه حــظّ فــالعلم منــه سـواء
إنــوافى او سـطا أو جـرى بحـارا
مــن عطــاه جـودا ونعـم العطـاء
أيــن منــه ســموأل أيــن عمـرو
أيــن بشــر منــه وأيــن عطــاء
هــل حــروب البسـوس مثـل سـواها
أو تحـــاكي الغطمطـــم الأنــداء
خاضـــم للغـــبراء لمــا رأتــه
يتمشــــى بأرضــــها الخضـــراء
فبعليــــاه خصــــّها فتســــامت
وتبــــاهت بشخصــــه الغـــبراء
ولــه الجــود زوّج البـذل إذ قـد
عــزّ كفــءٍ مــا إن لــه أكفــاء
طلّـــق المـــال فــالتفرّق فيــه
دائم فالهنـــا لـــه والرفـــاء
للمعــالي منــذ اشـتريت اسـتقرّت
ليــس فيهــا بيــعٌ وليــس شـراء
قائم الليل صائم الشمس لله تعالى
لا ســـــــــمعة ولا ريــــــــاء
يخجـــل الســـيف حـــدّه وســناه
يخجــل البـدر والبحـار والعطـاء
وهــو صــخر لــدى العصـاة وأمّـا
للمســـاكين الدمعـــة الخنيــاء
كـــل وصــف جميــل مــد فمقصــو
ر عليهكــم يــا أطلــس يــا علاء
ولـــدى الســـلم مرســلات ريــاح
ولــــدى الشــــر صرصــــر وبلاء
أي نـــاريه ليــت شــعري أقــوى
نــــاره للقـــرى أم الهيجـــاء
رب رجراجـــة تمـــوج أشـــتعالا
وســـط هيجـــاء ظلمـــة دهمــاء
ملأت كـــل جـــدول مـــن نقيـــع
ودقهــاا لأنتــك الشـواظ الـدماء
صرصــر البـاس تظلـم الجـو ظهـرا
وأضــــاءت ظلامهــــا الشـــهباء
صــاعقات الرصــاص تشــدو رعـودا
ويــذيب الجبــال منهــا الصــلاء
وشـــخير الفحــول يلفــح نــارا
ووجــــوه الضـــياغم الحربـــاء
وصـــليل الســـيوف تحصــد منــه
فضفضـــات الـــدروع والحصـــداء
فـــتراه طــودا طليــق المحيــا
مــارج البــأس الغـارة الشـعواء
فيلــــقٌ فـــي تفـــرّد وخميـــس
ضـــيغم جحفـــل يصـــول كـــداء
بـــذل الهــام للســيوف فأضــحت
إنمـــا هـــي عنـــده الصــفراء
ضـــحك أرمـــاحه وضـــحك ظبــاه
لعـــداه هـــو الأســى والبكــاء
ليــس إلا أخــف مــن لا كــأن لـم
تلــــق رجراجــــة ولا هيجــــاء
ليــت شــعري الأقلام أمضــى لـديه
أم ســـــيوف أمضـــــى أم الآراء
صــاغه اللــه شــمس نــور تجلّـت
تحفــة الخلــق الشـرعة البيضـاء
روح ســـر الأرواح مهيـــع صـــدق
أحمــــديّ طريقــــه الســــمحاء
أنـت شـمس وليـس ينكـر ضـوء الشم
س إلا حندوقـــــــة عميـــــــاء
كامــــل إرث جــــده واقتفـــاه
قصـــرت عـــن مقـــامه الفضــلاء
خــل حاشــا ودع سـوى واتـرك إلا
وعـــدا مـــا هنالــك اســتثناء
قــل لمــن كــثر الأماجــد مـدحا
مــن قــديم لــم تســتو الاشـياء
عظــــم هـــائل وليـــس كعـــرش
بصـــــر باصــــر ولا الزبّــــاء
فلئن قيــــل حلبـــة أو نجـــوم
فلأنـــت المجلـــي أنـــت ذكــاء
أو عيـــون فـــأنت إنســانها أو
هـــم قلـــوب فــاللبّ والأحشــاء
ولئن قيــــل إنهــــم عقـــد درّ
فكمـــا قيــل الــدرة العصــماء
أو خـــواتيم أنـــت جــوهر فــص
أو قـــرى أنــت مكّــة البطحــاء
أوهــمُ الطيــب إذ يفــوح أريجـا
أنــت مســك وأنــت منـه الـذكاء
أو عصـــيّ فـــإنّ منســاة موســى
مثلا أنــــت واليـــد البيضـــاء
أوهـمُ النهـرُ أو هـم الطـل فخـرا
فلأنـــت العبــاب أنــت الحيــاء
ولئن قيـــل إن فيهـــم عبابـــا
فـــي علاه مـــا إن لــه شــركاء
قلـــت مرعــى ولا لســعدان شــبه
وميــــاه أيضــــا ولا الصـــداء
والنــبيّ جــل فضــلهُ بشــرٌ لــم
تحـــذ حاشـــا لفضــله الفضــلاء
إنّ أدنــى مقامــك المجــد علـوا
فمــــاذا يريــــد منـــك العلاء
خنصـــرٌ حيــث عــدّ أهــل خصــال
وتبــــاهت بعظمهـــا العظمـــاء
ليــس يحصــى مــديحكم مـادح لـو
كــان فــي مــدحه لكــم إطــراء
لا لقعـــر البحـــار حــدّ وأنــى
لمعاليـــك فـــي العلا استقصــاء
كيــــف تحصــــى ملائك ونبــــات
كيــف تحصــى الرمــال والحصـباء
مفـــرد وتــر إنــه غيــر شــفع
قلــت عجبــا هـل توجـد العنقـاء
أبحــــر والمــــداح غـــرب دلاء
هــل لهــا تنـزح البحـار الـدلاء
فــي بـروج الكمـال حـل افتضـالا
فتـــدلى للخلــق منــه الضــياء
ليــس عيــب بــه وحاشـا سـوى أن
ليـــس فيــه يعــاب إلا الثنــاء
لـــم يفتــه مــن المكــارم إلا
لفــظ حــرف لـم تحـوينه الهجـاء
دوحـة المجـد يـا ثمـال اليتـامى
يــا مفاتيــح الفتـح يـا معطـاء
يـا لـواء الأقطـاب يـا مـن لـواه
تهتـــح فردهــم ونعــم اللــواء
يـا ذرى الفضـل يا أعالي المعالي
يــا سـراجا يـا أيهـا الكيميـاء
دمــت سـعدا يعلـو علـى كـل سـعد
لــك تحبــو العصــاة والعظمــاء
نضــرة الخيــر عودهــا فـي زهـو
إنمـــا هـــي الروضــة الغنــاء
وطيـــور الســرور تنغــم بشــرا
وأفانينهــــــــــا العلا والكلاء
ترغــم الحاســدين نصــرا وعــزّا
وســـــناء وتكبــــت الأعــــداء
فــي هنــاء مـا دام يلفـى هنـاء
وبقـــاء مــا دام يلفــى بقــاء
إنّ شـــهر الصــيام ســار ببشــر
وابتهــاج يلــوح منــه البهــاء
واذّخــرت الســهاد فيــه قيامــا
لا منــــام لكــــم ولا إغفــــاء
قوتـك الحمـد فيـه والـذكر دأبـا
والمناجـــاة تـــارة والـــدعاء
بيـــد أن الشــهور شــهر صــيام
عنـــدكم والأعــوام فيــه ســناء
هاكهـا يـا كفـؤا لهـا بنـت فكـر
تتحلــــى بحليهــــا العظمـــاء
غيــر أنــي لابــدّ لـي مـن جـزاء
والنـــبي جــدكم بــه التأســاء
حيـــث أعطـــى هنيــدة لــذويها
وإلــــى الآن للمديــــح جـــزاء
وجــزائي فــي أبحـر الغيـب خـوضٌ
وصــعود حيــث اســتدام ارتقــاء
أشـرب الصـرف أنظـر المـزج مزجـا
وتجلـــى مــن الكــؤوس الصــفاء
وإذا الخمــرة الــتي خــرّ منهـا
صــعقا موســى تاجهــا الكبريـاء
لا مفاعيـــــل لا مصـــــادير إلا
مـــا تصــوغ الأفعــال والأســماء
ثـم أفنـى فـي مشـهد الـذّات حـتى
يبــدو المحــو والفنـا والبقـاء
أنظـــر الحــق إنــه الحــق كلا
إنـــه الحــق ليــس ثــم غطــاء
وصــــلاة لطــــه لا تنتهــــي إذ
لا لــه فــي مـدى العلـو انتهـاء
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.زعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة.