
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لائمــي فـي التنـائي فـرط بكـاء
أملامٌ علـــى بكـــاء التنـــائي
ليــس لـوم علـى بكـا مـن تـردى
بثيــاب الفــراق بعــد اللقـاء
كيــف اصــبو إلـى فتـاة وسـلمى
مـــازجت داء حبهـــا بـــدوائي
فاشـتقاق اسـمها مـتى ما تسل ما
فهـــو ســيلان مــدمعي بــدمائي
أو ســلوا بهــا اجعلنـه وعنهـا
لســت أســلو ولـو يطـول رجـائي
كيــف أســلو وكلمــا لارح بــرق
خلتــه ميـس غصـنها فـي الـرداء
وإذا لاح كـــــــثيب لــــــواء
قلـت ذا الـردف أم كـثيب اللواء
وإذا ارتـــاع بالرمــال ظبــاء
خلــت عينيهــا ركبــت للظبــاء
هــي شــمس لـو لـم تلـذ لعينـي
وتـرى الشـمس تـارة فـي انمحـاء
ان تبســـمت يــا غزالــة صــحو
أو تنســـّمت يــا مــاء منــائي
طبـت نفسـا إذ لاح بـرق الثنايـا
أمنــائي وفــاح ريــح الشــذاء
يعبــق المسـك كلمـا ذكـر اسـمي
منـــذ نــاديتني ضــحى بســماء
وإذا مــا نــاديت شخصــا نـداء
فمــرادي ســلمى بــذاك النـداء
يطمــع العــاذلون هجــري سـلمى
مــا بأحشــائهم جــوى أحشــائي
فجميـــع الملاح تحـــت لواهـــا
وجميــع العشــاق تحــت لــوائي
مـا ثنـاني عنـك الجفـا فلمـاذا
مـا ثنيـت الجفـا إذا عـن جفائي
مـن جفـائي والحـزن بعـد الثناء
مـــاء عينـــي كديمــة وكفــاء
بالعطــا والســخاء مـاء عيـوني
عــم للخلــق بالعطــا والسـخاء
لا بمــــن ولا اكـــثراث عطـــاء
حبــذا حبــذا العطـا مـن عطـاء
إن طلبــت الخصــال فيـه تجـدها
فيـــــه الأبــــوّة الأنبيــــاء
لــو بفضــل تعطــى لصـاحب فضـل
لاســــتحقيتها عــــن الفضـــلاء
أو بعلــم تعطــى لصــاحب علــم
لاســـتتحقيتها عـــن العلمـــاء
أو بحلــم تعطــى لصــاحب حلــم
لاســــتحقيتها عـــن الحلمـــاء
أو ببــــذل تعطــــي لأيّ ســـخيّ
لاســــتحقيتها عـــن الأســـخياء
أو بتقــوى تعطــى لصـاحب تقـوى
لاســــتحقيتها عـــن الأتقيـــاء
أو بعقــــل تعطــــى لأيّ ذكـــيّ
لاســــتحقيتها عـــن الأذكيـــاء
كيـف لاهـوّ فـي ابتـدا حـاز فضلا
لـم يجـزه فـي فضـله ذو انتهـاء
أدرك العلـــم مشـــكلا وعويصــا
فتجلّـــى عويصـــه مـــن خفــاء
وتــردّى بــالحلم بعــد ائتـزار
مـن تقـى اللـه حبـذا مـن تقـاء
فـــترقّى إلــى مقــام التجلــى
فمقــام البقــاء بعــد الفنـاء
بســط كــف علــى الأنــام سـواء
فـــي إيـــاس وشـــدة ورخـــاء
وذكــاء فـي العقـل ناهيـك عقلا
أعجــز القــائمين أهـل الـذكاء
مــن نــواه بــالخير نـال خيـر
أو بضــر ســقاه كــاس الــرداء
فســــعيد إذا دعــــاه يجبـــه
وشـــــقيّ مخــــالف للــــدعاء
فســـقى للســـعيد أعــذب كــاس
وســـقى للشــقي كــاس الشــقاء
مرضــت قبلــه بيــوت المعــالي
فبناهــــا فــــآدنت بشــــفاء
قلـت للمجـد والعلـى والنـدى ما
ء العيــون الوكفــاء والســحاء
قال لي المجد ما أنا في البرايا
قبـــل مــرأى الأميــر الأمــراء
ثـم منـي مـا زال يبنـي ارتقـاء
كــل مـا انهـد مـن خـراب بنـاء
وأجــاب العلــى فقــال جهــارا
مــا بهــائي إلا هـوى فـي هبـاء
قبــل عينـي فلـم يـزل بارتقـاء
يرقينـــي حـــتى اســتقام علائي
وأجــاب النــدى فقــال ذرونــي
قبــل مــاء العيــون شـد وكـاء
فمــتى جــاء حـل مـا كـان منـي
محكمــا بالعبيــد بــل والإمـاء
بخيـــول جـــرد ونـــوق ومــال
عنــه عــبرت إذ يضــيق ثنــائي
زينــة الأكرميــن فــي كـل قطـر
تاجهــا عقــدها محــلّ اللــواء
ليتهــا فــي نـزال غيـث حماهـا
زنــد نيـران حرهـا فـي الوغـاء
صـيتها نورهـا قـرى الضـيف منها
أنــت قـدما منهـا محـلّ الثنـاء
ضــرّها نفعهــا وحــامي حماهــا
دافــع الضــر جــالب النعمــاء
حيـــدريّ إذا الأكـــارم عـــدوا
كنــت منهــم بيـت القصـد العلاء
ألفـــت جيشــه الطيــور ضــوار
ســيفه قــاطع غيــر ذي اعتـداء
آمــر فــي أوامــر اللــه نـاه
عــن منــاهيه أعــدل الحكمــاء
كـم عيـون سـقى المريـدين منهـا
أعجـــزت قبلـــه ذرى الأوليــاء
بـل بحـور سـقى المريـدين منهـا
حجبــت دون الأوليــاء بــارتواء
كـــم عويصـــات حلّهــا مشــكلات
أشــكلت قبلــهُ علــى البلغــاء
كـــم مســاكين آلفــت ويتــامى
قفـــر فقــر فعمهــم بالغنــاء
كـم دجـا الجهـل فاسـتنار بعلـم
مــن ضـيا علمـه حظـى مـن ضـياء
كــم قلــوب عمّــت وعمّــت ضـلالا
فهــداها إلــى صــراط الســواء
كــم لـه فـي المـدح مجـد تليـد
قصـــرت دونـــه يــد الشــعراء
وإذا النــاس فـي الأراءات ضـلّوا
أرشــد النـاس مسـرعا فـي الأراء
وغـــذا فــي ألأواء جــف كــرام
ســح فــي الجــود مــدّة اللأواء
لاح منــه علــى البصــائر بــدر
أخجـل الشـمس بالبهـا في الثناء
وهمـــت بــالعلوم منــه بحــور
لـــم تكــدر لحاتهــا بالــدلاء
ثــم ســالت بـالجود منـه سـيولٌ
تنعــش المرمليــن بعـد الشـتاء
ذاك الهــدى للعمــى ثــم منــه
ذا لشـــرب وذا غنــى الفقــراء
بغيـــتي ليســـت المكــارم إلا
يـا أبـا الفضـل والعلا والوفـاء
لفظـه والمعنـى لهـا قـد جعلتـم
والمــراد المعنــى مـن الأشـياء
يـا بنـي الـوحي والنبـوّة يا من
باسم ما العين قد سما في السماء
يــا حليــف العلا نعــم وأبــاه
كرمــا يعتلــي علــى الكرمــاء
يـا طويـل العمـاد يا قطب يا من
ســـخطه للألـــه مثــل الرضــاء
يـا كـثير الرمـاد يـا مـن تغطّى
بــالتقى فـانمحى كـثير الغطـاء
أملــي لابرحـت فـي الـدهر ركنـا
للمعـــالي فـــي عــزة وهنــاء
كـابت الحاسـدين عليـك اعـتزازي
وابتهاجــا نمــا بطــول بقــاء
يـا نصـيري علـى الخطـوب وغـوثي
مــن ذنــوبي لأرتجــي بــرء داء
قــد تطفّلــت بالمديــح وحاشــى
بغيــتي أن يخيــب فيــك رجـائي
ثــم منــي الصــلاة تتلـو سـلاما
فـي ابتـداء علـى النبي وانتهاء
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.زعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة.