
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى كـم دمع عينك في انسكاب
وتوكــاف علــى دور الربــاب
وعينــك لا تنــام كـأن فيهـا
كلومــا كيهــا مثـل الشـهاب
وقلبــك مســتهام طـاش شـوقا
وتــذكارا علـى طـول اكـتئاب
عرانـي الشـوق والهيمـان حتى
كللـت عـن المسـير أو الإيـاب
عهــدت بهـا عروبـا أودعتنـي
حزينــا مســتهاما كالمصــاب
لهــا وجــه كصـبح تحـت ليـل
غـــدائره كأجنحــة الغــراب
إذا ابتسـمت تـرى لمعان فيها
كلمـع الـبرق فـي كـف السحاب
كــأن رضــابه مـن بعـد نـومٍ
فـتيت الرنـد خـولط بالرضـاب
لذيــذ الطعــم عـذب مسـتطاب
وحســبك مــن لذيــذ مسـتطاب
يـــؤثر إن مشــى ذر عليهــا
ويزلــق فوقهـا فـرخ الـذباب
فتــاةٌ تخجـل البـدرين ضـوءا
إذا بــرزت مجافيــة النقـاب
ديـارٌ قـد عهـدت بهـا زمانـا
قـد أفنـى مـن تـذكره شـبابي
فلا آوي إلــــى زمــــن وراه
ولا آوي إلــى لهــو الكعــاب
ولا آوي إلــــى أطلال خــــود
ولا آوي إلــى كــاس التصـابي
فيـا قلـبي زمانـك قـد تنحـى
فــدع تـذكاره واطلـق ركـابي
إلـى مدح الشريف أبي اليتامى
أبـي الجـود المسـمّى بالسحاب
سألت العلم ما العينين ما هو
فقـال عمـامتي بـل هـو نقابي
سـألت الدين ما هو قال ذا هو
جـداري دائمـا بـل هـو بـابي
سـألت الجـود مـا هو قال عبد
لمـا العينيـن صـرت بلا حجـاب
تـرى العـافين دأبا في اختلاف
عليـه فـي المجيـء وبالـذهاب
فيمنــاه عليهــم كــل حيــن
كــأمواج الغطمطــم والعبـاب
ويســراه تســح لهــم بفيــض
سـحون المـزن في أعلى انسكاب
فيطعمهــم مـع الـترحيب منـه
طعــام فــي طعــام مســتطاب
ومســكنهم حصــين بــل حسـين
ســواء مــن خيــام أو قبـاب
وما زالوا بأطيب ما استطابوا
تعمّهـــم جفـــان كـــالجواب
وكـم سـاروا بمـا يرجـون منه
مـن الخيـل المسـومّة العـراب
وكـم حـاذا النـبي بكـل فعـل
وقــول فـي امتثـال واجتنـاب
وكـم حـاذاه فـي الأوصـاف طرا
كمـا حاذا الغراب أخو الغراب
فمــا يــدعو دعـاء كـان إلا
تقبّلــه المجيـب مـن المجـاب
فمــن آخـاه صـار إلـى نجـاح
ومـن عـاداه عـاد إلـى تبـاب
ومـن دانـاه كـان علـى سـرور
ومـن جافـاه كـان على اكتئاب
أتــم النـاس ميثاقـا وعهـدا
وأشـرفهم وأحـرى فـي انتسـاب
وأرأفهـــم بجيـــران وأهــل
وأصــدقهم كلامـا فـي الخطـاب
واسـرعهم إلـى الهيجـا وأندى
نـداه علـى العفاة من السحاب
وأعرفهــم وأعلمهــم جميعــا
بأحكـام الحـديث مـع الكتـاب
وأعلاهـم نصـيبا فـي المعـالي
وأطلقهـم لسـانا فـي الجـواب
وأشــرفهم وأطلقهــم جبينــاً
وأوفقهــم إلـى حكـم الصـواب
وأليــن جانبــا وأعـم نفعـا
إذا احمـر السماء على التراب
وأرحــم للأرامــل واليتــامى
وأعتـق فـي الشـدائد للرقـاب
وقــد ظهـرت عليـه فـي صـباه
أدلّـة مـا تبـدى فـي الشـباب
وأعطـــاه فضـــائل واضــحات
منوّعــة تجــلّ عــن الحســاب
فمـا نـور البـدور إذا تجلـت
ونـور الشـمس واضـعة الشـياب
ونــور الأوليــاء بكــل وصـف
بنــور الشــيخ إلا كالســراب
ومــا الأمطـار فـي وكـف وسـخ
وثـــج وانهمـــال وانســكاب
وأمــواج البحـار علـى اختلاف
بجنـــب نــداه إلا كالرضــاب
إذا صــعب الأمـور علـى أنـاس
فنعـم الشـيخ مـن عدد الصعاب
ونعــم الأنجــب الأوفـى بعهـد
ونعـم الباسـل الحـامي والآبي
مغيــثٌ للأنــام حمــاه ربــي
وفـي يـوم الحفيظـة ليـث غاب
فيـا أهـل القرابـة فاسمعوني
ويــا أهـل الإخـاء والاقـتراب
فـإن شـئتم نجـاح الأمـر أنتم
وإتيـان المنـى مـن كـل بـاب
دعــوا الأمـوال والأوطـان كلا
وذكـر الغانيـات مـن الكعـاب
وإيئتــوا ماجـداً بـرا كريـا
بوصــــل للإلـــه بلا حجـــاب
إمامــا محسـنا هينـا ولينـا
عفـوا عـن عتـاب ذوي العتـاب
أبـر فـتى فصـوحا فـاق علمـا
أجـل فـتى مشـى فـوق الـتراب
وأكــرم مكــرم ركضــت إليـه
وحطّــت عنــده قلّــص الركـاب
ويــا مــن زانــه علمــوحلم
وشـــرّفه التمســك بالكتــاب
ويــا أملـي وريحـاني وروحـي
أتيتـك مـن ذنـوبي مـن عـذاب
ولـي يـا خيـر مقصـود خطايـا
عظــام أو جبـت ألـم العقـاب
وأن تـدعو الإلـه أزلـت خـوفي
مـن أهـوال العقـاب وكل مابي
ولكـــن للمديـــح أراك أهلا
لأنــك للمكــارم ذو اكتســاب
ومنـــي للنــبي صــلاة ربــي
شـفيع الخلـق فـي يوم الحساب
بعــد الرمـل والأمـواج دأبـا
وعـد الوكـف مـن قطـر السحاب
ومـا قـال الغريم على اشتياق
إلـى كـم دمع عينك في انسكاب
أحمد الهيبة بن محمد المصطفى ماء العينين القلقمي الصحراوي.زعيم مغربي مجاهد تلقب بالإمامة. عاش أعوامه الأخيرة في حروب مع الاحتلال الفرنسي. وكان فقيهاً متصوفاً يتذوق الأدب. ولد ونشأ في (الصمارة) وهي دار أنشأها أبوه في وسط الصحراء، ولازم أباه في تنقله. وخلفه بعد وفاته (بمدينة تزنيت، من سوس المغرب، سنة 1328هـ) وكانت شرور الحماية التي أمضاها المولى عبد الحفيظ مع الفرنسيين قد بدأت، وعم الناس السخط، فأجمع علماء سوس بتزنيت في أبريل 1914 (رجب 1330) على تولية أحمد الهيبة أمر الجهاد وخلعوا بيعة عبد الحفيظ ودعوا القبائل لمبايعته، فلم يتخلف منهم أحد. وأتته رسائل المبايعة من سكان الحواضر. واجتمع له جيش ضخم. فقصد مدينة مراكش ودخلها (في رمضان 1330) على رضى من أهلها. وكانت فيها فرقة من الجند هيئت لمقاومته، فانضمت إليه. وكان للمولى عبد الحفيظ خليفة فيها تقدم إليه بالطاعة. وأقبل عليه الشعراء بأماديحهم. وكان العام خصيباً فهبطت الأسعار، وعد ذلك من بركته. وعظم اعتقاد الأهالي به فأقام 24 يوماً لم يقع فيها حادث سرقة. ولم يأخذ بشيء من الاحتياط للطوارئ اعتماداً على أن الناس كلهم نصراؤه. وقصده من الدار البيضاء جيش جهزه الفرنسيون، من المغاربة، فلما كانوا على مقربة من مراكش، هزمهم رجال الهيبة. وأعيدت الكرة من الدار البيضاء (مركز الاحتلال يومئذ) فانهزم رجال الهيبة وفر هو من مراكش إلى (تارودانت) وتحصن بها. وهوجم، فخرج إلى موضع يسمى تامكر من جبال هشتوكة، وجدّ أعوان الاحتلال في مطاردته فهرب إلى بعقيلة وتوغل في جبال جزولة واستقر في موضع منها اسمه كردوس أطاعه من حوله من أهل الجبال إلى (آيت باعمران) و(الأخصاص) إلى (تندوف) من جهة الصحراء، ولاحقه جيش الاحتلال فثبت له أصحاب الهيبة وفتكوا بالمغيرين، وتجددت قوته، وحشد الفرنسيون جموعاً من أهل المغرب والجزائر والسنغال والسودان، يقودهم الجنرال غورو بمدافع وطيارات ورشاشات، عسكرت في تزنيت ونواحيها وتعددت الوقائع. وانقسم أصحاب الهيبة على أنفسهم. وقتل كثير من رجال القبائل وزعمائها. ومرض الهيبة أياماً قليلة كانت ختام حياته وتوفي بكردوس. قال صاحب المعسول: لقد أبى الهيبة إباء كليا أن ينقاد إلى الاحتلال بعدما حاول رجال الاحتلال ذلك بكل حيلة وقد أطمعوه في أن يكون خليفة لمولاي يوسف، على كل سوس، فأبى، وأطمعوه في المال والأمن والراحة.