
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَــزاءُ أَميــرِ المُــؤمِنينَ ثَنــائي
عَلــى نِعَــمٍ مــا تَنقَضــي وَعَطــاءِ
أَقـامَ اللَيـالي عَـن بَقايـا فَريسَتي
وَلَـم يَبـقَ مِنهـا اليَـومَ غَيـرُ ذَماءِ
وَأَدنــى أَقاصــي جــاهِهِ لِوَســائِلي
وَشـــَدَّ أَواخـــي جـــودِهِ بِرَجــائي
وَعَلَّمَنـي كَيـفَ الطُلـوعُ إِلـى العُلـى
وَكَيــفَ نَعيــمُ المَــرءِ بَعـدَ شـَقاءِ
وَكَيــفَ أَرُدُّ الــدَهرَ عَــن حَــدَثانِهِ
وَأَلقــى صــُدورَ الخَيــلِ أَيَّ لِقــاءِ
فَمــا لِــيَ أُغضـي عَـن مَطـالِبَ جَمَّـةٍ
وَأَعلَـــمُ أَنّـــي عُرضـــَةٌ لِفَنـــاءِ
وَأَتــرُكُ ســُمرَ الخَــطِّ ظَمـأى خَلِيَّـةً
وَشــَرُّ قَنــاً مــا كُــنَّ غَيــرَ رِواءِ
إِذا مـا جَـرَرتُ الرُمـحَ لَم يُثنِني أَبٌ
يُليــــــحُ وَلا أُمٌّ تَصـــــيحُ وَرائي
وَشـــَيَّعَني قَلــبٌ إِذا مــا أَمَرتُــهُ
أَطــــاعَ بِعَـــزمٍ لا يَـــروغُ وَرائي
أَرى النـاسَ يَهـوَونَ الخَلاصَ مِنَ الرَدى
وَتَكمِلَـــةُ المَخلــوقِ طــولُ عَنــاءِ
وَيَســتَقبِحونَ القَتـلَ وَالقَتـلُ راحَـةٌ
وَأَتعَــبُ مَيــتٍ مَــن يَمــوتُ بِــداءِ
فَلَسـتُ اِبنَ أُمِّ الخَيلِ إِن لَم تَعُد بِها
عَــوابِسَ تَـأبى الضـَيمَ مِثـلَ إِبـائي
وَأُرجِعُهــــا مَفجوعَـــةً بِحُجولِهـــا
إِذا اِنتَعَلَــت مِــن مَــأزِقٍ بِــدِماءِ
إِلــى حَــيِّ مَـن كـانَ الإِمـامُ عَـدُوَّهُ
وَصــــَبَّحَهُ مِـــن أَمـــرِهِ بِقَضـــاءِ
هُــوَ اللَيـثُ لا مُسـتَنهَضٌ عَـن فَريسـَةٍ
وَلا راجِـــعٌ عَـــن فُرصـــَةٍ لِحَيــاءِ
وَلا عَزمُـــهُ فـــي فِعلِـــهِ بِمُــذَلَّلٍ
وَلا مَشـــيُهُ فـــي فَتكِـــهِ بِضــَراءِ
هُـوَ النـابِهُ النَيـرانِ فـي كُلِّ ظُلمَةٍ
وَمُجــري دِمــاءَ الكــومِ كُـلَّ مَسـاءِ
وَمُعلـي حَنيـنِ القَـوسِ فـي كُـلِّ غارَةٍ
بِســــَهمِ نِضــــالٍ أَو بِســـَهمِ غَلاءِ
فَخــارٌ لَـوَ اَنَّ النَجـمَ أُعطِـيَ مِثلَـهُ
تَرَفَّـــعَ أَن يَـــأوي أَديــمَ ســَماءِ
وَوَجــهٌ لَـوَ اَنَّ البَـدرَ يَحمِـلُ شـُبهَهُ
أَضــاءَ اللَيــالي مِـن سـَنىً وَسـَناءِ
مَغـارِسُ طـالَت في رُبى المَجدِ وَاِلتَقَت
عَلــى أَنبِيــاءِ اللَــهِ وَالخُلَفــاءِ
وَكَــم صــارِخٍ نــاداكَ لَمّـا تَلَبَّبَـت
بِــهِ السـُمرُ فـي يَـومٍ بِغَيـرِ ذُكـاءِ
رَدَدتَ عَلَيـهِ النَفـسَ وَالشـَمسَ فَاِنثَنى
بِـــأَنعَمِ روحٍ فـــي أَعَـــمِّ ضــِياءِ
وَكَــم صــَدرِ مَوتــورٍ تَطَلَّــعَ غَيظُـهُ
وَقَلَّـــبَ قَــولاً عَــن لِســانِ مِــراءِ
يُغَطّـــي عَلـــى أَضــغانِهِ بِنِفــاقِهِ
كَــذي العَقــرِ غَطّــى ظَهـرَهُ بِكَفـاءِ
كَــرَرتَ عَلَيــهِ الحِلـمَ حَتّـى قَتَلتَـهُ
بِغَيــرِ طِعــانٍ فــي الـوَغى وَرِمـاءِ
إِذا حَمَــلَ النــاسُ اللِــواءَ عَلامَـةً
كَفــاكَ مَثــارُ النَقــعِ كُــلَّ لِـواءِ
وَجَيـــشٍ مُضـــِرٍّ بِـــالفَلاةِ كَـــأَنَّهُ
رِقـــابُ ســـُيولٍ أَو مُتــونُ نِهــاءِ
كَــأَنَّ الرُبــى زَرَّت عَلَيــهِ جُيوبَهـا
وَرَدَّتـــهُ مِـــن بَوغائِهــا بِــرِداءِ
وَخَيــلٌ تَغـالى فـي السـُروجِ كَأَنَّهـا
صـــُدورُ عَـــوالٍ أَو قِــداحُ ســَراءِ
لَها السَبقُ في الضَمّاتِ وَالسَبقُ وَخدُها
إِذا غُطِّيَـــت مِــن نَقعِهــا بِغِطــاءِ
وَلَيـسَ فَـتىً مَـن يَـدَّعي البَـأسَ وَحدَه
إِذا لَـــم يُعَـــوِّذ بَأســَهُ بِســَخاءِ
وَمـا أَنـتَ بِـالمَبخوسِ حَظّاً مِنَ العُلى
وَلا قانِعـــاً مِـــن عَيشــِهِ بِكِفــاءِ
نَصـيبُكَ مِـن ذا العيـدِ مِثلُـكَ وافِـرٌ
وَســـَعدُكَ فيـــهِ مُـــؤذِنٌ بِبَقـــاءِ
وَلَــو كــانَ كُـلٌّ آخِـذاً قَـدرَ نَفسـِهِ
لَكــانَت لَــكَ الـدُنيا بِغَيـرِ مِـراءِ
وَمـــا هَــذِهِ الأَعيــادُ إِلّا كَــواكِبٌ
تَغـــورُ وَتولينـــا قَليــلَ ثَــواءِ
فَخُـذ مِـن سـُرورٍ مـا اِستَطَعتَ وَفُز بِهِ
فَلِلنـــاسِ قِســـماً شـــِدَّةٍ وَرَخــاءِ
وَبـادِر إِلـى اللَـذّاتِ فَالـدَهرُ مولَعٌ
بِتَنغيــــصِ عَيــــشٍ وَاِصـــطِلامِ عَلاءِ
أَبُثُّـــكَ مِـــن وُدّي بِغَيـــرِ تَكَلُّــفٍ
وَأُرضــيكَ مِــن نُصــحي بِغَيـرِ رِيـاءِ
وَأَذكُرُمــا أَولَيتَنــي مِــن صــَنيعَةٍ
فَأُصـــفيكَ رَهنَـــي طاعَــةٍ وَوَفــاءِ
أَعِنّــي عَلــى دَهــرٍ رَمـاني بِصـَرفِهِ
وَرَدَّ عِنــاني وَهــوَ فــي الغُلَــواءِ
وَحَلَّأَنــــي عَمَّـــن أَعُـــدُّ بَعـــادَهُ
ســَقامي وَمِــن قُربـي إِلَيـهِ شـِفائي
فَقَــدتُ وَفــي فَقــدِ الأَحِبَّــةِ غُربَـةٌ
وَهِجــرانُ مَــن أَحبَبــتُ أَعظَــمُ داءِ
فَلا تَطمَعَــن يــا دَهــرُ فــيَّ فَـإِنَّهُ
مَلاذِيَ مِمــــا راعَنــــي وَوِقـــائي
أَرُدُّ بِــهِ أَيــدي الأَعــادي وَأَتَّقــي
نَوافِــــذَ شــــَتّى مِـــن أَذىً وَبَلاءِ
أَلَــذُّ بِقَلــبي مِــن مُنــايَ تَقَنُّعـي
وَأَحســَنُ عِنــدي مِــن غِنـايَ غَنـائِيَ
وَمَــن كــانَ ذا نَفـسٍ تُطيـعُ قَنوعَـةً
رَضــي بِقَليــلٍ مِــن كَــثيرِ ثَــراءِ
حَـدَوا بِالمَطايـا يَـومَ جالَت غُروضُها
وَيَـــومَ اِتَّقَــت رُكبانُهــا بِرُغــاءِ
تَأُمُّــكَ لا تَلــوِي عَلــى كُــلِّ رَوضـَةٍ
يَصـــيحُ بِهـــا حَوذانُهــا وَأَضــاءِ
وَلا تَشــــرَبُ الأَمـــواهَ إِلّا تَعِلَّـــةً
إِذا عَثَــــرَت أَخفــــافُهُنَّ بِمـــاءِ
لَهــا ســائِقٌ يَطغـى عَلَيهـا بِسـَوطِهِ
وَيَشـــدو عَلـــى آثارِهــا بِحَــداءِ
غُلامٌ كَــــأَخلاءِ اللِجـــامِ تُجيـــزُهُ
صــُدورُ القَنــا وَالـبيضُ كُـلَّ فَضـاءِ
إِذا بَلَغَــت ناديــكَ نــالَ رِفاقُهـا
عَريــضَ عَطــاءٍ مِــن طَويــلِ ثَنــاءِ
وَمِثلُـكَ مَـن يُعشـى إِلـى ضـَوءِ نـارِه
وَيُلفــى قِــراهُ عِنــدَ كُــلِّ خِبــاءِ
وَمــا كُــلُّ فُعّــالِ النَـدى بِشـِبائِهِ
وَلا كُــــلُّ طُلّابِ العُلــــى بِســـَواءِ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.