
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَهـاءُ المُلـكِ مِن هَذا البَهاءِ
وَضـَوءُ المَجـدِ مِن هَذا الضِياءِ
وَمـا يَعلـو عَلى قُلَلِ المَعالي
أَحَـقُّ مِـنَ المُعَـرِّقِ فـي العَلاءِ
وَلا تَعـنُ الرُعـاةُ لِـذي حُسـامٍ
إِذا مـا لَـم يَكُـن راعي رُعاءِ
وَمـا اِنتَظَمَ المَمالِكَ مِثلُ ماضٍ
يَتِـمُّ لَـهُ القَضاءُ عَلى القَضاءِ
إِذا اِبتَـدَرَ الرِهـانَ مُبادِروهُ
تَمَطَّــرَ دونَهُـم يَـومَ الجَـزاءِ
وَإِن طَلَـبَ النَـدى خَرَجَـت يَداهُ
خُـروجَ الـوَدقِ مِن خَلَلِ الغَماءِ
حَــذارِ إِذا تَلَفَّـعَ ثَـوبَ نَقـعٍ
حَــذارِ إِذا تَعَمَّــمَ بِـاللِواءِ
حَـذارِ مِـنِ اِبـنِ غَيطَلَـةٍ مُـدِلٍّ
يَسـُدُّ مَطـالِعَ البيـدِ القَـواءِ
إِذا أَلقـى عَلـى لَهَـواتِ ثَغـرٍ
يَـدَي غَضـبانَ مَرهـوبِ الـرُواءِ
تَمُــرُّ قَعــاقِعُ الرِزيـنِ مِنـهُ
كَمَعمَعَـةِ اللَهيـبِ مِـنَ الأَبـاءِ
وَمِطــراقٍ عَلـى اللَحَظـاتِ صـِلٍّ
مَريـضِ النـاظِرَينِ مِـنَ الحَياءِ
تَنَكَّــسَ كَـالأَميمِ فَـإِن تَسـامى
مَضـى كَالسـَهمِ شـَذَّ عَنِ الرِماءِ
وَمـا يُنجـي اللَـديغَ بِهِ تَداوٍ
وَقَــد أَمســى بِــداءٍ أَيِّ داءِ
وَلا قُضـُبُ الرِجـالِ الصيدِ فَضلاً
عَـنِ الأَصـواتِ فـي حَليِ النِساءِ
وَيَـومُ وَغـىً عَلـى الأَعداءِ هَولٌ
تُمـازُ بِـهِ السِراعُ مِنَ البِطاءِ
رَمَيــتُ فُروجَــهُ حَتّــى تَفَـرّى
بِأَيـدي الجُـردِ وَالأَسَلِ الظِماءِ
فَمِــن غُلــبٍ كَــأَنَّهُمُ أُســودٌ
عَلــى قُــبٍّ ضـَوامِرَ كَالظِبـاءِ
وَمِــن بيــضٍ كَــأَنَّ مُجَرِّديهـا
يُمِــرّونَ الأَكُــفَّ عَلـى الأَضـاءِ
نَواحِـلَ لَـم يَدَع ضَربُ الهَوادي
بِهــا أَبَــداً مَكانــاً لِلجُلاءِ
وَمِـن هـاوٍ تَرَنَّـحَ في العَوالي
وَعـارٍ قَـد أَقـامَ عَلى العَراءِ
وَآخَـرَ مـالَ كَالنَشـوانِ مـالَت
بِهــــامَتِهِ شــــَآبيبُ الطِلاءِ
وَعُـدتُ وَقَـد خَبَـأتُ الحَربَ عَنهُ
إِلـى سـِلمِ الرَغـائِبِ وَالعَطاءِ
فَيَــومٌ لِلمَكــارِمِ وَالعَطايـا
وَيَـــومٌ لِلحَمِيَّـــةِ وَالإِبــاءِ
تَقـودُ الخَيـلَ أَرشَقَ مِن قَناها
شـَوازِبَ كَالقِـداحِ مِـنَ السَراءِ
بِغـاراتٍ كَوَلـغِ الـذِئبِ تَـترى
عَلـى الأَعـداءِ بَيِّنَـةِ العَـداءِ
عَـزائِمُ كَالرِيـاحِ مَـرَرنَ رَهواً
عَلـى الأَقطـارِ مِـن دانٍ وَنـاءِ
وَقَلـبٌ كَالشـُجاعِ يَسـورُ عَزمـاً
وَيَجـذِبُ بِـالعُلى جَـذبَ الرَشاءِ
وَكَــفٌّ كَالغَمــامِ يَفيـضُ حَتّـى
يَعُـــمُّ الأَرضَ مِــن كَلَإٍ وَمــاءِ
وَوَجـهٌ مـاجَ مـاءُ الحُسـنِ فيهِ
وَلاحَ عَلَيــهِ عُنــوانُ الوَضـاءِ
يُشارِكُ في السَنى قَمَرَ الدَياجي
وَيَفضــُلُهُ بِــزائِدَةِ الســَناءِ
وَمُعتَلِــجِ الجَلالِ نَزَعــتَ عَنـهُ
عَلــى عَجَــلٍ رِداءَ الكِبرِيـاءِ
فَأَصــبَحَ خارِجـاً مِـن كُـلِّ عِـزٍّ
خُـروجَ العـودِ بُـزَّ مِنَ اللِحاءِ
وَحُــزتَ جِمـامَ نِعمَتِـهِ وَكـانَت
غِمـــاراً لا تُكَــدَّرُ بِالــدِلاءِ
بِــرَأيٍ ثُقِــفَ الإِقبــالُ مِنـهُ
فَأَقـدَمَ كَالسـِنانِ إِلى اللِقاءِ
إِذا أَشـِرَ القَريبُ عَلَيكَ فَاِقطَع
بِحَـدِّ السـَيفِ قُربـى الأَقرِبـاءِ
وَكُـن إِن عَقَّـكَ القُرَبـاءُ مِمَّـن
يَميــلُ عَلــى الأُخـوَّةِ لِلإِخـاءِ
فَــرُبَّ أَخٍ خَليــقٍ بِالتَقــالي
وَمُغتَـــرِبٍ جَــديرٍ بِالصــَفاءِ
وَلا تُــدنِ الحَسـودَ فَـذاكَ عُـرٌّ
مَضــيضٌ لا يُعالَــجُ بِالهِنــاءِ
كَفــاكَ نَــوائِبَ الأَيّـامِ كـافٍ
طَريـرُ العَـزمِ مَشـحوذُ المَضاءِ
أَميـنُ الغَيـبِ لا يـوكى حَشـاهُ
لِآمِنِــهِ عَلـى الـداءِ العَيـاءِ
أَقــامَ يُنـازِلُ الأَبطـالَ حَتّـى
تَفَلَّــلَ كُــلُّ مَشـهورِ المَضـاءِ
إِزاءَ الحَـربِ يَعتَنِـقُ العَوالي
وَيَغتَبِـقُ النَجيـعَ مِـنَ الدَماءِ
إِذا مـا قيـلَ مَـلَّ رَأَيـتَ مِنهُ
نَـوازِعَ تَشـرَئِبُّ إِلـى اللِقـاءِ
فَجَرِّبنــي تَجِــدني سـَيفَ عَـزمٍ
يُصـــَمِّمُ غَربَــهُ وَزِنــادَ راءِ
وَأَسـمَرَ شـارِعاً فـي كُـلِّ نَحـرٍ
شـُروعَ الصـَلِّ فـي يَنبـوعِ ماءِ
إِذا عَلِقَـت يَـداكَ بِـهِ حِفاظـاً
مَلَأتَ يَـدَيكَ مِـن كَنـزِ العَنـاءِ
يُعاطيــكَ الصــَوابَ بِلا نِفـاقٍ
وَيَمحَضــُكَ الســَدادَ بِلا رِيـاءِ
جَــريٌّ يَــومَ تَبعَثُــهُ لِحَــربٍ
وَقــورٌ يَــومَ تَبحَثُــهُ لِـراءِ
إِذا كـانَ الكُفـاةُ لِذا عَبيداً
فَـذا كـافي الكُفـاةِ بِلا مِراءِ
بَهـاءَ الدَولَـةِ المَنصـورَ إِنّي
دَعَوتُــكَ بَعـدَ لَأيٍ مِـن دُعـائي
وَكُنــتُ أَظُـنُّ أَنَّ غِنـاكَ يَسـري
إِلَــيَّ بِمـا تَبَيَّـنَ مِـن غِنـاءِ
فَلِـم أَنـا كَالغَريبِ وَراءَ قَومٍ
لَوِ اِختُبِروا لَقَد كانوا وَرائي
بَعيـدٌ عَـن حِمـاكَ وَلـي حُقـوقٌ
قَــواضٍ أَن يَطـولَ بِـهِ ثَـوائي
أَأَبلـى ثُـمَّ يَبـدو بِاِصـطِناعي
كَفــاني مـا تَقَـدَّمَ مِـن بَلائي
وَذَبّـي عَـن حِمـى بَغـدادَ قِدماً
بِفَضـلِ العَـزمِ وَالنَفسِ العِصاءِ
غَــداةَ أَظَلَّـتِ الأَقطـارُ مِنهـا
مُضـــَرَّجَةً تَبَـــزَّلُ بِالــدِماءِ
دُخــانٌ تَلهَـبُ الهَبَـواتُ مِنـهُ
مَـدى بَيـنَ البَسـيطَةِ وَالسَماءِ
صـَبَرتُ النَفسَ ثُمَّ عَلى المَنايا
إِلـى أَقصـى الثَميلَةِ وَالذَماءِ
رَجــاءً أَن تَفـوزَ قِـداحُ ظَنّـي
وَتَلـوي بِالنَجـاحِ قُـوى رَجائي
وَلــي حَـقٌّ عَلَيـكَ فَـذاكَ جِـدّي
قَـديمٌ فـي رِضـاكَ وَذا ثَنـائي
وَمِن شِيَمِ المُلوكِ عَلى اللَيالي
مُجـازاةُ الـوَليِّ عَلـى الـوَلاءِ
سـَيَبلو مِنـكَ هَذا الصَومُ خِرقاً
رَحيـبَ البـاعِ فَضـفاضَ الرِداءِ
تَصـومُ فَلا تَسـومُ عَـنِ العَطايا
وَعَـن بَـذلِ الرَغـائِبِ وَالحِباءِ
أَلا فَاِســعَد بِــهِ وَبِكُـلِّ يَـومٍ
يُفَـوِّقُهُ الصـَباحُ إِلـى المَساءِ
وَدُم أَبَـدَ الزَمـانِ فَأَنتَ أَولى
بَنـي الـدُنيا بِعارِيَةِ البَقاءِ
عَلَــيَّ الجَـدُّ مُقتَـرِبَ الأَمـاني
عَزيـزَ الجـارِ مَطـروقَ الفِناءِ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.