
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خُطــوبٌ لا يُقاوِمُهــا البَقــاءُ
وَأَحــوالٌ يَــدِبُّ لَهـا الضـَراءُ
وَدَهـــرٌ لا يَصــُحُّ بِــهِ ســَقيمُ
وَكَيـــفَ يَصـــُحُّ وَالأَيّــامُ داءُ
وَأَملاكٌ يَــرَونَ القَتــلَ غُنمــاً
وَفـي الأَمـوالِ لَـو قَنِعوا فِداءُ
هُـمُ اِستَولَوا عَلى النُجَباءِ مِنّا
كَما اِستَولى عَلى العودِ اللِحاءُ
مُقـــامٌ لا يُجـــاذِبُهُ رَحيـــلٌ
وَلَيـــلٌ لا يُجـــاوِرُهُ ضـــِياءُ
ســَيَقطَعُكَ المُثَقَّــفُ مـا تَمَنّـى
وَيُعطيــكَ المُهَنَّــدُ مـا تَشـاءُ
بَلَونـا مـا تَجيـءُ بِهِ اللَيالي
فَلا صـــُبحٌ يَـــدومُ وَلا مَســاءُ
وَأَنضـَينا المَـدى طَرَبـاً وَهَمّـاً
فَمـا بَقِـيَ النَعيـمُ وَلا الشَقاءُ
إِذا كــانَ الأَســى داءً مُقيمـاً
فَفـي حُسـنِ العَـزاءِ لَنـا شِفاءُ
وَمــا يُنجـي مِـنَ الأَيّـامِ فَـوتٌ
وَلا كَـــدٌّ يَطـــولُ وَلا عَنـــاءُ
تَنـالُ جَميـعَ مـا تَسـعى إِلَيـهِ
فَســِيّانِ الســَوابِقُ وَالبِطــاءُ
وَمـا يُنجـي مِـنَ الغَمَـراتِ إِلّا
ضـــِرابٌ أَو طِعــانٌ أَو رِمــاءُ
وَرُمــحٌ تَسـتَطيلُ بِـهِ المَنايـا
وَصَمصـــامٌ تُشــافِهُهُ الــدِماءُ
وَإِنّــي لا أَميــلُ إِلــى خَليـلٍ
سـَفيهِ الـرَأيِ شـيمَتُهُ الرِيـاءُ
يُسـَوَّمُني الخِصـامَ وَلَيـسَ طَبعـي
وَمـا مِـن عـادَةِ الخَيلِ الرُغاءُ
أَقـولُ لِفِتيَـةٍ زَجَـروا المَطايا
وَخَـفَّ بِهِـم عَلـى الإِبـلِ النَجاءُ
عَلــى غَــوراءَ تَشـتَجِرُ الأَداوى
بِعَرصـــَتِها وَتَزدَحِــمُ الــدِلاءُ
رِدوا وَاِستَفضـِلوا نُطَفـاً فَحَسبي
مِـنَ الغُـدرانِ مـا وَسـِعَ الإِناءُ
وَبَعــدَكُمُ أَنــاخَ إِلــى مَحَــلٍّ
يُطَلِّــقُ عِنـدَهُ الـدَلوَ الرِشـاءُ
تَقَلَّــصُ عَـن سـَوائِمِهِ المَراعـي
وَتَخــرُزُ دِرَّةَ الضــَرعِ الرُعـاءُ
إِذا مـا الحُـرُّ أَجـدَبَ في زَمانٍ
فَعِفَّتُــــهُ لَـــهُ زادٌ وَمـــاءُ
أَرى خَلقـــاً سَواســِيَةً وَلَكِــن
لِغَيـرِ العَقـلِ مـا تَلِدُ النِساءُ
يُشـَبَّهُ بِالفَصـيلِ الطِفـلُ مِنهُـم
فَســيّانِ العَقيقَــةُ وَالعَفــاءُ
تَصــونُهُمُ الوِهــادُ وَأَيُّ بَيــتٍ
حَمـى اليَربـوعَ لَـولا النافِقاءُ
هُــمُ يَـومَ النَـدى غَيـمٌ جَهـامٌ
وَفــي اللَأواءِ ريــحٌ جِربِيــاءُ
قِــرىً لا يَســتَجيرُ بِــهِ خَميـصٌ
وَنــارٌ لا يُحَــسُّ بِهــا الصـِلاءُ
وَضـــَيفٌ لا يُخـــاطِبُهُ أَديـــبٌ
وَجــارٌ لا يَلَــذُّ لَــهُ الثَـواءُ
هَـوى بَـدرُ التَمـامِ وَكُـلُّ بَـدرٍ
ســَتَقذِفُهُ إِلــى الأَرضِ السـَماءُ
وَعِلمــي أَنَّــهُ يَــزدادُ نـوراً
وَيَجــذِبُهُ عَـنِ الظُلـمِ الضـِياءُ
أَمُــرُّ بِــدارِهِ فَأُطيــلُ شـَوقاً
وَيَمنَعُنـي مِـنَ النَـذَرِ البُكـاءُ
تَعَــرَّضُ لــي فَتُنكِرُهـا لِحـاظي
مُعَطَّلَــةً كَمــا نُقِــضَ الخِبـاءُ
كَــأَنّي قــائِفٌ طَلَـبَ المَطايـا
عَلــى جَــدَدٍ تُبَعثِـرُهُ الظِبـاءُ
دِيــارٌ يَنبُــتُ الإِحسـانُ فيهـا
وَنَبـــــتُ الأَرضِ تَنّــــومٌ وَآءُ
وَقَـد كـانَ الزَمانُ يَروقُ فيها
وَيَخـرَبُ حُسـنَها الحَـدَقُ الظَماءُ
وَدارٌ لا يَلَـــذُّ بِهـــا مُقيــمٌ
وَلا يُغشـــى لِســاكِنِها فِنــاءُ
تُخَيَّـبُ فـي جَوانِبِهـا المَسـاعي
وَيُنقَــصُ فـي مَواطِنِهـا الإِبـاءُ
وَمــا حَبَســَتكَ مَنقَصــَةٌ وَلَكِـن
كَريـمُ الـزادِ يُحـرِزُهُ الوِعـاءُ
فَلا تَحــزَن عَلـى الأَيّـامِ فينـا
إِذا غَــدَرَت وَشـيمَتُنا الوَفـاءُ
فَــإِنَّ الســَيفَ يَحبِســُهُ نِجـادٌ
وَيُطلِقُـهُ عَلـى القِمَـمِ المَضـاءُ
لَئِن قَطَـعَ اللِقـاءَ غَـرامُ دَهـرٍ
لَمـا اِنقَطَـعَ التَـوَدُّدُ وَالإِخـاءُ
وَمـا بَعَـثَ الزَمـانُ عَلَيـكَ إِلّا
وُفـورُ العِـرضِ وَالنَفـسُ العِصاءُ
وَلَــو جـاهَرتَهُ بِالبَـأسِ يَومـاً
لَأَبــرَأَ ذَلِــكَ الجَـرَبَ الهِنـاءُ
وَكُنـتَ إِذَ وَعَـدتَ عَلـى اللَيالي
تَمَطَّــرَ فــي مَواعِـدِكَ الرَجـاءُ
وَأَعجَلَـكَ الصـَريخُ إِلى المَعالي
كَمــا يَسـتَعجِلُ الإِبـلَ الحُـداءُ
وَأَيُّ فَــتىً أَصـابَ الـدَهرُ مِنّـا
تُصـابُ بِـهِ المُـروءَةُ وَالوَفـاءُ
صـَقيلُ الطَبـعِ رَقـراقُ الحَواشي
كَمـا اِصطَفَقَت عَلى الرَوضِ الأَضاءُ
يَنــالُ المَجـدَ وَضـّاحُ المُحَيّـا
طَويــلُ البــاعِ عِمَّتُــهُ لِـواءُ
كَلامٌ تَســتَجيبُ لَــهُ المَعــالي
وَوَجــهٌ يَســتَبِدُّ بِــهِ الحَيـاءُ
فَلا زالَـــت هُمومُــكَ آمِــراتٍ
عَلـى الأَيّـامِ يَخـدُمُها القَضـاءُ
تَجـولُ عَلـى ذَوابِلِـكَ المَنايـا
وَيَخطِــرُ فــي مَنازِلِــكَ العَلاءُ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.