
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـــربَلا لا زِلــتِ كَربــاً وَبَلا
مــا لَقـي عِنـدَكِ آلُ المُصـطَفى
كَــم عَلـى تُربِـكِ لَمّـا صـُرِّعوا
مِــن دَمٍ سـالَ وَمِـن دَمـعٍ جَـرى
كَـم حَصـانِ الـذَيلِ يَروي دَمعُها
خَــدَّها عِنــدَ قَتيــلٍ بِالظَمـا
تَمســَحُ التُـربَ عَلـى إِعجالِهـا
عَـن طُلـى نَحـرٍ رَميـلٍ بِالـدِما
وَضــــــُيوفٍ لِفَلاةٍ قَفــــــرَةٍ
نَزَلـوا فيهـا عَلـى غَيـرِ قِـرى
لَم يَذوقوا الماءَ حَتّى اِجتَمَعوا
بِحِـدى السـَيفِ عَلـى وِردِ الرَدى
تَكســِفُ الشــَمسُ شُموسـاً مِنهُـمُ
لا تُـــدانيها ضـــِياءً وَعُلــى
وَتَنــوشُ الـوَحشُ مِـن أَجسـادِهِم
أَرجُـلَ السـَبقِ وَأَيمـانَ النَـدى
وَوُجوهـــا كَالمَصــابيحِ فَمِــن
قَمَــرٍ غــابَ وَنَجــمٍ قَـد هَـوى
غَيَّرَتهُـــنَّ اللَيـــالي وَغَــدا
جــايِرَ الحُكـمِ عَلَيهِـنَّ البِلـى
يـا رَسـولَ اللَـهِ لَـو عايَنتَهُم
وَهُــمُ مــا بَيـنَ قَتلـى وَسـِبا
مِــن رَميـضٍ يُمنَـعُ الـذِلَّ وَمِـن
عــاطِشٍ يُسـقى أَنـابيبَ القَنـا
وَمَســـوقٍ عــاثِرٍ يُســعى بِــهِ
خَلــفَ مَحمـولٍ عَلـى غَيـرِ وَطـا
مُتعَـبٍ يَشـكو أَذى السـَيرِ عَلـى
نَقِــبِ المَنسـِمِ مَجـزولِ المَطـا
لَــرَأَت عَينــاكَ مِنهُـم مَنظَـراً
لِلحَشــى شــَجواً وَلِلعَيـنِ قَـذى
لَيــسَ هَـذا لِرَسـولِ اللَـهِ يـا
أُمَّــةَ الطُغيـانِ وَالبَغـيِ جَـزا
غـارِسٌ لَـم يَـألُ في الغَرسِ لَهُم
فَــأَذاقوا أَهلَــهُ مُـرُّ الجَنـى
جَــزَروا جَــزرَ الأَضـاحي نَسـلَهُ
ثُـمَّ سـاقوا أَهلَـهُ سـَوقَ الإِمـا
مُعجَلاتٍ لا يُـــــوارينَ ضــــُحى
ســُنَنَ الأَوجُـهِ أَو بيـضَ الطُلـى
هاتِفــاتٍ بِرَســولِ اللَــهِ فـي
بُهَــرِ السـَعيِ وَعَـثراتِ الخُطـى
يَــومَ لا كِســرَ حِجــابٍ مــانِعٌ
بِذلَــةَ العَيــنِ وَلا ظِــلَّ خِبـا
أَدرَكَ الكُفــرُ بِهِــم ثــاراتِهِ
وَأُزيــلَ الغَـيِّ مِنهُـم فَاِشـتَفى
يــا قَــتيلاً قَـوَّضَ الـدَهرُ بِـهِ
عُمُــدَ الــدينِ وَأَعلامَ الهُــدى
قَتَلـــوهُ بَعــدَ عِلــمٍ مِنهُــمُ
أَنَّــهُ خــامِسُ أَصــحابِ الكِسـا
وَصــَريعاً عالَــجَ المَــوتَ بِلا
شـــَدَّ لَحيَيـــنِ وَلا مَـــدَّ رِدا
غَســَلوهُ بِــدَمِ الطَعــنِ وَمــا
كَفَّنــوهُ غَيــرَ بَوغـاءِ الثَـرى
مُرهَقــاً يَــدعو وَلا غَــوثَ لَـهُ
بِـــأَبٍ بَـــرٍّ وَجَـــدٍّ مُصــطَفى
وَبِـــأُمٍّ رَفَـــعَ اللَــهُ لَهــا
عَلَمـاً مـا بَيـنَ نُسـوانِ الوَرى
أَيُّ جَـــــدٍّ وَأَبٍ يَـــــدعوهُما
جَـدَّ يـا جَـدَّ أَغِثنـي يـا أَبـا
يــا رَسـولَ اللَـهِ يـا فاطِمَـةٌ
يـا أَميـرَ المُـؤمِنينَ المُرتَضى
كَيـفَ لَـم يَسـتَعجِلِ اللَـهُ لَهُـم
بِـاِنقِلابِ الأَرضِ أَو رَجـمِ السـَما
لَــو بِســِبطَي قَيصـَرٍ أَو هِرقِـلٍ
فَعَلــوا فِعـلَ يَزيـدٍ مـا عَـدا
كَــم رِقــابٍ مِـن بَنـي فاطِمَـةٍ
عُرِقَـت مـا بَينَهُـم عَـرقَ المِدى
وَاِختَلاهـا السـَيفُ حَتّـى خِلتَهـا
ســَلَمَ الأَبـرَقِ أَو طَلـحَ العُـرى
حَمَلــوا رَأســاً يُصــَلّونَ عَلـى
جَــدِّهِ الأَكــرَمِ طَوعــاً وَإِبــا
يَتَهــادى بَينَهُـم لَـم يَنقُضـوا
عَمَـمَ الهـامِ وَلا حَلّـوا الحُبـا
مَيِّـــتٌ تَبكـــي لَــهُ فاطِمَــةٌ
وَأَبوهـــا وَعَلــيٌّ ذو العُلــى
لَـو رَسـولُ اللَـهِ يَحيـا بَعـدَهُ
قَعَــدَ اليَــومَ عَلَيــهِ لِلعَـزا
مَعشـَرٌ مِنهُـم رَسـولُ اللَـهِ وَال
كاشـِفُ الكَـربِ إِذا الكَـربُ عَرا
صــِهرُهُ البــاذِلُ عَنــهُ نَفسـَهُ
وَحُسـامُ اللَـهِ فـي يَـومِ الوَغى
أَوَّلُ النـاسِ إِلـى الداعي الَّذي
لَــم يُقَــدِّم غَيـرَهُ لَمّـا دَعـا
ثُــمَّ ســِبطاهُ شــَهيدانِ فَــذا
بَحَســا الســُمَّ وَهَـذا بِـالظُبى
وَعَلِــيٌّ وَاِبنُــهُ البــاقِرُ وَال
صـادِقُ القَـولِ وَموسـى وَالرِضـا
وَعَلِــــيٌّ وَأَبــــوهُ وَاِبنُـــهُ
وَالَّــذي يَنتَظِــرُ القَـومُ غَـدا
يـا جِبـالَ المَجـدِ عِـزّاً وَعُلـى
وَبُـــدورَ الأَرضِ نــوراً وَســَنا
جَعَــلَ اللَــهُ الَّــذي نــابَكُمُ
ســَبَبَ الوَجــدِ طَـويلاً وَالبُكـا
لا أَرى حُزنَكُــــمُ يُنســـى وَلا
رُزءَكُـم يُسـلى وَإِن طـالَ المَدى
قَـد مَضـى الـدَهرُ وَعَفّـى بَعدَكُم
لا الجَـوى بـاخَ وَلا الـدَمعُ رَقا
أَنتُـمُ الشـافونَ مِن داءِ العَمى
وَغَـداً سـاقونَ مِـن حَـوضِ الرَوا
نَــزَلَ الــدينُ عَلَيكُـم بَيتَكُـم
وَتَخَطّــى النــاسَ طُــرّاً وَطَـوى
أَيـنَ عَنكُـم لِلَّـذي يَبغـي بِكُـم
ظِــلَّ عَــدنٍ دونَهــا حَـرُّ لَظـى
أَيـــنَ عَنكُــم لَمُضــِلٍّ طــالِبٍ
وَضــَحَ السـُبلِ وَأَقمـارَ الـدُجى
أَيـنَ عَنكُـم لِلَّـذي يَرجـو بِكُـم
مَـع رَسـولِ اللَـهِ فَـوزاً وَنَجـا
يَــومَ يَغـدو وَجهُـهُ عَـن مَعشـَرٍ
مُعرِضــاً مُمتَنِعـاً عِنـدَ اللُقـى
شـاكِياً مِنهُـم إِلـى اللَـهِ وَهَل
يُفلِـحُ الجيـلُ الَّـذي مِنـهُ شَكا
رَبَّ مــا حــاموا وَلا آوَوا وَلا
نَصـَروا أَهلـي وَلا أَغنَـوا غَنـا
بَـدَّلوا دينـي وَنـالوا أُسـرَتي
بِالعَظيمـاتِ وَلَـم يَرعَـوا أَلـى
لَـو وَلي ما قَد وَلوا مِن عِترَتي
قــائِمُ الشــَركِ لَأَبقــى وَرَعـى
نَقَضــوا عَهــدي وَقَـد أَبرَمتُـهُ
وَعُـرى الـدينِ فَمـا أَبقوا عُرى
حُرَمـــي مُســـتَردَفاتٌ وَبَنَـــو
بِنتِــيَ الأَدنَــونَ ذِبـحٌ لِلعِـدى
أَتُــرى لَســتُ لَــدَيهِم كَـاِمرِئٍ
خَلَّفـــوهُ بِجَميـــلٍ إِذ مَضـــى
رَبِّ إِنّــي اليَــومَ خَصــمٌ لَهُـمُ
جِئتُ مَظلومـاً وَذا يَـومُ القَضـا
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.