
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد حَـدا بـالنُوق حـادٍ عَجـل
فســاقَ قلــبي قَبلهُّـن الوجَـل
حنـتّ وما في الركب غيري واجدٌ
يحــنُ شــوقاً إذ تحِّــن الابـل
فمـدتّ الأعنـاق عـن سـاقٍ كمـا
شـــمرَّ للحــرب شــجاعٌ بَطــل
وأظلـم الليـلُ وقـد جدَّ السُرى
لأمِّ حاديهــا الظلــوم الهَبـل
تقــدحُ بـالخُفِّ الحصـى فيحسـب
الــرائي بـبرقٍ أنهّـا تَنتعـل
حـتى إذا السـيرُ وفـي بعَهـده
وظفـرَ الركـبُ بمـا قـد أملُّوا
لاحـت لنـا الأعلامُ مـن ربوع من
نَهــوى كمــا لاحَ لظـامٍ مَنهـل
فسـابقَ الطـرفَ فـؤادي نحوهـا
وبالضــنى للجسـم عَنهـا شـُغل
فقلـت للركـب أتركـوني عندها
وإن أبيتمُ فاعطفو لي وانزلوا
مـا ضـرَّهم لـو خلَّفـوني بَعدهم
بيـنَ الثنَايا ثاوياً وارتحلوا
كـي ألثـمَ التُـرب بعينٍ أقسمت
بغيــر ذاك التُــرب لا تكتحـل
وأتبــعُ الأحبـابَ أنـىَّ يَممـوا
وأنـزل الـروضَ الذي قد نزلوا
يـا ساعةَ التوديع هل من رَجعةٍ
يُــدرك فيهـا مـن حَـبيبٍ أمـل
يـا سـاعةَ التَوديع قد حَملتنيّ
أعبـاء سـقمٍ سـاخَ منها الجبل
وقفـتُ فيهـا ذاهـلَ العقل كما
شــاء لـي الشـوقُ كـأنيّ ثَمـل
وجـادَت الأقمـارُ فيهـا باللقا
مـن بَعـد مـا ضـَّنت بهن الكلل
فما وردتُ الماء من بعد النوى
الاّ وشــَبّ فــي فــؤادي شــعل
ولا سـألت الركـب عـن أخبارهم
إلاّ وفاضــَت بــالنجيع المقـل
يا أدمعي لو بلغ السيلُ الزُبى
هيهـات أن تُطفـئ فيـك الغلـل
ويـا زفيـرَ الشـوق ذابت كبدي
وأنــت عــن أحشـاي لا ترتحـل
موسى بن جعفر بن على الحسني، أبو ياسين الطالقاني النجفي.شاعر إمامي، تأثر بالشريف الرضي، ونحا نحوه. مولده بالنجف كان حسن المفاكهة، جيد البديهة، نسبته إلى (الطالقان) من بلاد إيران.له (ديوان شعر - ط) كبير. توفي بالطاعون في (بدرة) ودفن في مقبرة أهل النجف.