
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكــرت ولكــن كحلــم عــبر
أمــورا تقضـت زمـان الصـغر
غــداة أدب دبيــب النمــال
وحــولي تــدب صـروف القـدر
اثغثـــغ لا مفصـــح كلمـــة
فتحســـب امـــي كلامــي درر
واعبــث فـي الـبيت مستبسـلا
فــأي انــاء اصــبت انكسـر
امـرغ بالوحـل ثـوبي الجديد
وانفـض فـوق السـرير القـذر
وابكــي فيضــجر بـي والـدي
وليــس يلــم بــامي الضــجر
فتلهــب خــدي فــي لثمهــا
وتمسـح مـن مـدمعي ما انهمر
فــديتك امـا تسـام العـذاب
النهار وفي الليل ضنك السهر
اذ مـا النسـاء ذكرن الصغار
اشــرأب بــامي زهـو الكـبر
تنافســـهن وتزعـــم انـــي
ملاك تقمـــص شـــكل البشــر
ويــوم مرضــت فجنـت وراحـت
تــرود الكنـائس غـب السـحر
تنيـب إلـى اللـه فـي طلبـة
تكـاد السـماء لهـا ان تخـر
تــود لــو ان الفـدا ممكـن
فتفـدي حيـاتي بنـور البصـر
وتخلــع ان تســتطع عمرهــا
علـــيَّ لآمــن بطــش الغيــر
ائن فتشـــعر فـــي صــدرها
كــان انينــي وخــز الابــر
وتشـكو حشـاها الـذي اشـتكي
كــاني بــاق بهــا مســتقر
ولمــا يفعــت وشــق الصـبا
كمـامي كمـا انشـق كم الزهر
وســرت علــى مـدرجي حـائراً
كــأني ضــب اضــاع الــوكر
اعـــوم واغــرق فــي لجــة
رمـاني الشـباب بهـا والغرر
لقيــت بــامي منـار الهـدى
وحـرزاً حريـزاً يقينـي الخطر
تســدد خطــوي وتلقــى علـيَّ
دروس الحيــاة ووعـي العـبر
ودار الزمــــان باحـــداثه
ومــر علــى عقـدنا فـانتثر
وجـــرد امـــي منــي كمــا
تجــرد كــف الخريـف الشـجر
ورحــت اخـوض غمـار الحيـاة
ودون الحيــاة زحـام البشـر
اجالــد نفســي علـى امرهـا
واســعى بعــزم يفـت الحجـر
فــاعثر بــالمكر والاحتيـال
وامنــى علـى عفـتي بالضـرر
وازرع صــدقاً فأحصــد كـذباً
واســلف خيــراً فـاجزى بشـر
واربــاً بــالعيش ان يجتنـي
بنهــش الكلاب ووثــب الهـرر
فـأيقظ في النفس هذا القنوط
اذكــاري امــي وعهـداً غـبر
وخلـت النسـاء كـأمي حنانـا
فكــذب فيهــن خـبري الخـبر
ريــاض تلــوح فــان جئتهـا
فمـا مـن اريـج ومـا من زهر
وردت بهــن حيــاض الامــاني
فهــان الـورود وعـز الصـدر
وحطــم سـيفي القـراع ولـولا
يراعـي فقـدت الرجـا بالظفر
وهــذا الشـباب تـولى وانـي
احــس الكهولـة تقفـو الاثـر
إذا مـا تمنـى رجـوع الشباب
انــاس تمنيــت عـود الصـغر
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)