
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خرجـن الصـباح خفافاً عجالي
يلحـنَ لفـرط الـدلال ثمـالى
حســانٌ هبطـن ميـاه الخضـم
فـــراح الاجــاج بهــنَّ زلالا
بقايــا النعـاس باجفـانهنَّ
تركــن ســيوف اللحـاظ كلالا
وقبّـل نـورُ الصـباح الثغورَ
فـزدن افتراراً وزاد اشتعالا
خلعـن الـبرود فكـدنا نهـمُّ
بخلــع الحيـاء بهـنَّ خبـالا
ولحـن عـراة الجسـوم ولكـن
كسا العريُ تلك الجسوم جمالا
وطـأن الميـاه ولمـا شـعرن
بـبرد الميـاه هـوينَ رجالي
وعمـن علـى الماء عوم الأوزِّ
يخــطّ الرغــاء لهـنَّ مجـالا
إذا المـوج دغـدغ اردافهـنَّ
اشرأبت عليه الصدور اختيالا
كــأني بهـنَّ ومـاء المحيـط
يميـدُ يمينـاً ويعلـو شـمالا
نجــوم تلـوح وراء الغمـام
فآنــاً جسـاماً وآنـاً ضـئالا
ولمــا أطلَّـت ذكـاء وألقـت
مـن النـور فوق الخضم حبالا
وذهَّـب منهـا الشـعاع الربى
وفضـّض منهـا الضـياء الظلالا
ولاح لتلـك الجسـوم انعكـاس
يريـك الميـاه مرايـا صقالا
قفلـن ولمـا بلغـن الرصـيف
نظيـر الطيـور انتفضـن بلالا
درجـن على الرمل درح القطا
لــواعب آنـاً وآنـاً كسـالى
يثبـن لقـذف الكـرات فامَّـا
مللن الوثوب افترشن الرمالا
ولـذن بظـل المظـال وراحـت
تــداعب كــل مهــاة غـزالا
يهــفّ النســيم كأنفاســهنَّ
ليلثــم خــداً وينشـق خـالا
كـأن النسـيم عفـاه النظام
فعــدَّ الحــرام عليــه حلالا
فرحـتُ انقـل مثـل الفراشـة
بيـن الورود اللحاظ انتقالا
فمـن كـاعب بضـَّة الملمسـين
تــدلُّ بــوجهٍ يحـاكي الهلالا
إلــى لدنـة الكشـح ريانـة
يعـانق فيهـا الجمال الدلالا
إلـى ذات خصـر كعنق الحمام
وجيـــد النعــام اســتطالا
ومــن ذات قـدٍ كغصـن نحيـفٍ
علتـه النهـود ثمـاراً ثقالا
إلـى ذات سـاق سـويّ النظام
يحـاكي نحيت الرخام انفتالا
يحــار المحــدّق أيـاً أتـمَّ
جمــالاً وأيـاً أشـد اعتـدالا
وأي قـــوام اثــار هــواهُ
وأيــة عيـنٍ رمتـهُ النبـالا
تنـوَّعن فـي الحسن حتى غدونَ
لكــل ضـروب الجمـال مثـالا
تمنيـت منهـن فـي كـل غـالِ
لـو ان الفـؤاد ينـال منالا
وشــقراء كالعــاج وثّابــةٍ
يغــرّك منهــا ابتسـام تلالا
أخـذت عليهـا عنـان الطريق
ورحــتُ أســرّ اليهـا سـؤالا
فراحــت تقهقــه فــي غنـةٍ
كـأني أحـاول منهـا المحالا
وقــالت لتســمع اترابهــا
كـأني اسـوق اليهـا الضـلالا
لـك اللـه مـن شـاعرٍ واهـمٍ
إلـى أي افـقٍ ركبـت الخيالا
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)