
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جُـبِ الجزيـرة واسـأل في بواديها
هــل أدركَ المتنـبي غايـةً فيهـا
أ للسياســةِ أم للــدين دعـوتهث
إنَّ النبـــوَّة اشــكالٌ مراميهــا
ام انهـا وخيـالُ الشـعر أبـدعها
قصــيدةٌ زانـتِ الفصـحى قوافيهـا
والشـعرُ إِن يبلـغِ الاعجـاز قائله
رسـالة اللـهِ فـي الدنيا يؤديها
يـا للجزيـرة ترمـي بابنها يفَعاً
رمـيَ السـماءِ شـهاباً من دراريها
يشــدُّ فــي الأرض لا حـولٌ ولا نسـبٌ
فيملأ الأرض قاصـــيها ودانيهـــا
يلقـى الملـوك مليكاً مثلهم فإذا
سـاموه مـدحاً يسـمهم ضـعفَه تيها
يظـــلُّ كـــلُّ مليــكٍ خــاملاً وكِلاً
حـتى يصـوغ بـه الاشـعارَ تنويهـا
كــأنه وملــوك الـدهر فـي سـبقٍ
إلـى المكـارم لا يـألو يباريهـا
يُعطـي البيـانَ عطـاءً لا فنـاء له
أمــا عطايـاهمُ فالـدهرُ يُفنيهـا
ابـا محسـَّدَ هـذا الشـرق قد لعبت
فيــه الحُميّـا ومـا إِلاَّك سـاقيها
هبَّـت إلـى مجـدكَ المطـويّ تنشـره
بلابــلٌ ترقــص الـدنيا اغانيهـا
تشــدُّها أُمــةٌ فــي الأرض ضـاربةٌ
فــي كـلِّ مكرمـةٍ تلقـى أياديهـا
نـامت علـى عنَـتِ الأيـام واحتبست
بيـن الضـلوع شـجوناً أنتَ تدريها
واليـوم تبعثهـا للمجـد حـافزةق
مـن نـورِ شـعركَ والآمـال تزجيهـا
فـي كـل سـبطٍ وصـقعٍ مـن مواطنها
أُســدٌ تجــولُ واشــبالٌ تلاقيهــا
مرحـى لعصـركَ يـوم الشـعرُ دولتهُ
خفّاقــة البنــدِ والأقلامُ تحميهـا
بُـويعتَ فيهـا ولـم تـبرح بلا خلفٍ
ومــن لهــا بـأبي بكـرٍ يملّيهـا
غنيتـهُ المجـد حـتى بـاتَ شـاغلهُ
والحرب حتى غدا في الروم مُصليها
هززتَــهُ وملــوكُ العــرب نائمـةٌ
عـن المعـالي وفي بغداد ما فيها
فـذادَ عـن بيضـة الإسـلام فـي أُسُدٍ
النصــرُ أُرضـع طفلاً مـن مواضـيها
سـويف حـربٍ بيسـف الدولة اعتصمت
يـا للسـيوفِ أغيـر الـدمّ يرويها
تمشـي إلـى سـاحة الهيجاء بهنسةً
كــأنّ شــعركَ مـا ينفـكُّ حاديهـا
تهــبُّ كــالجنّ فــي خيـلٍ مطهَّمـة
من كلّ شعثاء طعمث الموت في فيها
بـرَّت بفرسـانها حـتى إذا انطلقت
مـن هـول مـا شهدت شابت نواصيها
اللـهُ اكـبرُ ما في العيش من مِتعٍ
دامــت ولا نِعــمٍ طـالت ضـوافيها
للمــرءِ مــدّ وجـزرٌ مـن مطـامعهِ
وللنفــوس عثــارٌ فــي امانيهـا
حـتى الاميـر انثنـى وازورَّ ناظرهُ
وانــت ذو شــيمٍ لا شـيء يثنيهـا
فمـا نكثـت عهـوداً كنـت مُبرمهـا
ولا نقضــتَ صــروحاً كنـت بانيهـا
دعــاك كــافورُ لمــا ذرَّ طـالعهُ
ودون كــافور اعــداءٌ يناويهــا
رأى بشـــعرك تأييــداً لــدولته
على ابن طغج فأعطى القوس باريها
نزلـت حـرًّا علـى عبـدٍ فمـا سكنت
مـا بيـن جنبيـك نفـس عن تنزّيها
أنشــدته الشــعرَ لا مـالٌ تـؤملهُ
ولا ضـــــياع وارزاق ترجّيهــــا
ألا لبانــةَ نفســس عــزَّ مطلبهـا
وغايــةً ليــس كــافورٌ بمـدنيها
ومَـن تكـن فـوق هام الزهُر حاجته
هيهـات ليسـت ملـوك الأرض تقضيها
غـادرت مصـراً كطيـرٍ فـرَّ مـن شركٍ
وبيـــن جنييـــك آلامٌ تعانيهــا
رجعـت والنفـس ظمـأى في مطامحها
والنيـلُ قصـَّر عـن إِرواء صـاديها
مـا اعجـزَ النيل عن ارواء ظامئةٍ
مـا استطاع دجلة يوماً ان يروّيها
يممـت شـيراز لمـا عضـد دولتهـا
دعـاك والبشـر يطفـو في مغانيها
نزلــت منـه علـى ملـكٍ اخـي أدبٍ
ودولـــةٍ ســادت الآداب اهليهــا
إنَّ الممالــك إِن لـم يُعلهـا أدبٌ
فلا الســيوف ولا الامـوال تعليهـا
أبقيـت فـي الفُـرس آيـاتٍ مخلَّـدةً
كأنمــا رافــع الايـوان مبقيهـا
أقمــت بالشــعر للإســلام حجتــهُ
ورحــت بـالحِكَم المثلـى تزكيّهـا
آمنـتُ بـالله لـولا الدين يعصمها
لكـان عـن سـُورَ القـرآن مغنيهـا
ابـا محسـَّد حسـبُ النفـس ما بلغت
إِن النفـوس كـثير المجـد يشقيها
كفــى بمجــدك أنَّ الشـعر كـافلهُ
فـي كـل عصماء راح الدهر يرويها
إِن الملـوك الـتي صـاحبتها درجَت
مـع الليـالي وضـاعت في مطاويها
لـولا قصـائدك الغـراء مـا ذُكـرت
يومــاً ولا دوَّن التاريـخ ماضـيها
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)