
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن لطـرفٍ يـرى اليتيم الصغيرا
ليلـة العيـد كيـف بـات حسـيرا
يبصــر النـاس فـي مـراحٍ ورغـدٍ
ويـــرى نفســهُ شــقياً فقيــراً
كـم أصـاب الصـغار كعكـاً وحلوى
وأصــاب العــراء والزمهريــرا
كــلُّ ثــوبٍ علــى صــغيرٍ جديـدٌ
مـا خلا ثـوبه العـتيق الحقيـرا
قــد يــراه الطـوى وشـدَّ عليـه
أنَّ عنــد السـوى طعامـاً كـثيرا
كــم تمنّــى لماظــةً مــن غنـيٍّ
متُخـمٍ واشـتهى الفـتيت الكسيرا
ورأى الكلــــب آكلاً مســـتريحاً
فمتنَّــى لـو كـان كلبـاً صـغيرا
كلمـا القُـرُّ قـرَّه فـي الليـالي
صــرَّر الجسـم واسـتمدَّ الحصـيرا
وبكــى والبكــاء ليــس بمجــدٍ
مــأكلاً طيبــاً وفرشــاً وثيــرا
أدرك الغبـن فـي الوجـود ولكـن
بــات عــن ســرّه نهـاه قصـيرا
حـــار فــي أمــره وربّ صــغير
حــار فــي مشـكل فكـان كـبيرا
فـــأتى أُمّـــه يظـــنّ لــديها
رأي لقمـــان ســائلاً مســتنيرا
مـا الـذي عمّـر المنـازل يا أمِّ
وأجــرى الطعــام فيهـا غزيـرا
مــا الـذي جـاد بـالكثير علـى
الناس واعطى الفقير نذراً يسيرا
مـا الـذي البس اليتيم البوالي
وكســا صــبية الغنـي الحريـرا
مــا الـذي فـرق الحظـوظ فهـذا
بــات عبــداً وذاك بـات اميـرا
اكــبرت امــه الســؤال وقـالت
ليـس فهم الحياة يا ابني يسيرا
حكمـة اللـه قـد قضـت بالتساوي
فاصــابت مــن الانـام النكيـرا
غلب الظلم في الحياة على العدل
وصــار الاخــاء أمــراً عســيرا
فاســترق القــوي فيهـم ضـعيفا
واسـتباح الكـبير منهـم صـغيرا
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)