
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ناعيَ العلم بين النيل والهرمِ
أثـرت في الشرق شجو العرب والعجمِ
نعيــت آخــر مصــباحٍ اضـاء لنـا
وفضــله الامــل المعقـود بـالقلم
أكــلَّ يــومٍ لهـذا الشـرق كارثـةٌ
يئنُّ منهــا وجــرحٌ غيــر ملــتئم
لـم يبـقَ للعلـم حـوض غيـر منثلمٍ
فيــه وللمجــد ركـن غيـر منهـدم
كأنمــا الــدهر ذو وتـرٍ يطـالبه
بثـــأره ويقاضـــيه دمــاً بــدم
لــو ان يمنــاه للتاريـخ نافـذة
لجـرد الشـرق مـن تـاريخه الفخـم
يـا دهـر ان كنـت موتوراً وذا غرم
هــذا غريمـك مشـلول القـوى فنـم
أعظـم بيومِـك يـا صـروف كـم صعقت
اذن العلــى وتمنـت نعمـة الصـمم
مســاد المقطــم واهـتزت جـوانبه
للــه مــن عَلـمِ يأسـي علـى عَلـم
تمشــي الكنانـة فـي يـأسٍ مشـاطرة
لبنــان فيـك مصـاباً غيـر مقتسـم
تــود لــو تفتــدي بـرَّا ومكرمـة
وديعــة الارز بــالخزان والهــرم
يـا رافعـاً علـم الفصـحى وحـاميهُ
خمســين عامــاص بلا يـأسٍ ولا سـأم
انـي اخـاف علـى الفصحى وقد عصفت
ريــح المنيـة بالحـامي وبـالعَلم
للـــه مرقمــك الهتــان عارضــهُ
انهلتنـا العلـم من سلساله الشبم
لــولاه مــا لمعـت للشـرق بارقـة
مــن المعـارف فـي آفـاقه الـدهُمُ
ولا تــذوّق نــشُّ الشــرق مقتطفــاً
مـن جنـة الغـرب معسـولاً بكـل فـم
يـا مصـر إِنّـا كلينا في الأسى شرعٌ
وكــل قلــب جريــح بالمصــاب دم
لا شــيء أجمــعَ للاحبـاب مـن ألـمٍ
وفـي الرزايـا دليل ليس في النعم
ان نبـكِ صـروف لـم نبخـل بمنتـثرٍ
مــن الـدموع علـى زغلـول منسـجم
يـا سـعدُ كنـت لهـذا الشـرق حجته
وملقـيَ المثـل الأعلـى علـى الامـم
أهبـتَ بالنيـل حـتى المومياء رنت
ومـن أبـي الهـول حُلَّت عقدة البكم
كأنمـا القطـر فـي كفيّـك مجتمعاص
سـيفٌ علـى الغـرب مصقولٌ من الهمم
يـا ويـح مصـرٍ إذا لم تلقَ ممتشقاً
لســيفها بعــد زغلـولٍ اخـا شـمم
مــا للصــحافة فـي مصـر يفجعهـا
مــا فجــع الارز بالعلامـة العلـم
تبكـي كـبيرا مـن الكتـاب راثيـة
وتبتلـــى بصـــغير منهــم قــزم
يهنيـك يـا فيلسوف الشرق ما تركت
كفـاك مـن اثـرٍ فـي الجيـل مرتسم
ان الليـالي الـتي احييتهـا سهراً
عنـد المهيمـن منها الغنُمُ فاغتنم
إِمّــا لقيـت بـدار الخلـد طائفـة
مـن نابهينـا رجـال الفكر والقلم
فانقـل لهـم من حديث الشرق اطيبه
واكتـم عليهـم حـديث الشجو والالم
هم عالجوا همَّهُ في العيش وارتمضوا
فلا تزدهــم وراء المـوت مـا بهـم
عقل الجر: شاعر لبناني ولد في جبيل موطن أمه، ونشأ في يحشوش موطن أبيه, درس الطب والحقوق ولم يكمل اي منهما , وراح يتنقّل بين مصر وباريس ولبنان، هاجر الى البرازيل وعمل في الصحافة ونظم الشعر،أسس النادي الفينيقي الذي أصبح منتجع أهل الفكر والقلم، واشترك في تأسيس العصبة الأندلسية التي كان لها التأثير العميق في تشجيع الأدب وتوجيهه في أميركة اللاتينية.توفي سنة 1945، ونُقل رفاته إلى جبيل سنة 1966،لعقل الجُر ديوان شعر بعنوان quotالعناقيدquot كما له مجموعة من المقالات والخُطب الاجتماعية والسياسية. وشعره يمتاز بكونه شعر العقل والفكر الذي تختلج فيه العاطفة الصادقة والوطنية الاغترابية اللبنانية بأشد ما فيها من حنين يُذكيه البُعد وتمدّه الذكريات، ولا سيّما إبان الحرب العالمية الأولى وقد حلّت بلبنان أشدّ الويلات فكان لها في حنين الشاعر جراح وزفرات. وهكذا كان شعر الجرّ حافلاً بالروح الوطنية، وصفاء التعبير، ومتانة الأسلوب. قيل فيه:هو أشدّ المحافظين على القواعد، المعجبين بأدب السلف إعجاباً يحمله على تقليده الرصين المباني، مع الانطلاق في المعاني إلى حيث شاءت فكرته المنيرة وعاطفته المشبوبة.تعريف عن الشاعر في :الشاعر عقل الجر، مجلة الأديب - كانون الثاني 1947: 72.أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية، جورج صيدح - بيروت 1957.الشعر العربي في المهجر، إحسان ومحمد يوسف نجم، بيروت 1957.الجامع في تاريخ الأدب العربي، حنا الفاخوري، المجلد الثاني (الأدب الحديث)، طبعة بيروت، دار الجيل, ص 625- 626.(المصدر : الويكيبيديا)