
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبيـت ومنـي الطـرف للنجـم نـاظر
مــتى غــض للصــب المـتيم نـاظر
أفكــر فــي ذكــرى ليـالٍ تصـرمت
بهــا أعيــنٌ قــرت وسـرت خـواطر
تحــف بنــا مــن كـل وجـه أحبـةٌ
بواطنهـــا محمـــودةٌ والظــواهر
تــدور أحــاديث المحبــة بيننـا
نشــاوى كــأن الحـب خمـر مخـامر
فترتـاح منـا النفس من ذكرها كما
بــذكر رسـول اللـه يرتـاح ذاكـر
وهـل كيـف لا يرتـاح شـوقاً فـذكره
يهيــج بــه مـا تسـتجن الضـمائر
فـإن كـرام النـاس قـد جبلـت على
محبـة خيـر الرسـل منهـا السرائر
وكـــل كريـــمٍ حبــه نفســه إذا
بحــب حــبيب اللـه قايسـت قاصـر
به قامت الأشياء في البدو والبقاذ
وكــل علــى الإمــداد جـارٍ ودائر
فلــولا نـداه لـم يكـن قـط كـائن
ولــولا هـداه لـم يكـن قـط صـادر
ولـم يـك طـور قـط مـن غيـر مرشدٍ
وأحمــدُ فــي الأطـوار نـاه وآمـرُ
وعنـه الـذي جاءت به الرسل للورى
فعنــه نواهينــا وعنــه الأوامـرُ
بـه كان ختم الرسل والبدء والهدى
هـــداه فطـــه أول وهـــو آخــر
فـأفلاك ديـن اللـه والـدين واحـد
علــى دينــه فـي كـل طـورٍ دوائر
تــترجم عنـه الرسـل للأمـم الـتي
خلــت قبلــه فالأنبيــاء مظــاهر
وإذ كـان سـر الخلـق إظهـار فضله
فكــل زمــانٍ فضــله فيــه ظـاهر
فمـا أنـزل الرحمـن مـن لـدن آدم
كتابـاً ومـا فيـه إليـه المفـاخر
فزيــن كــل الكتـب ذكـرى نعـوته
كمـا زيـن الأفـق النجـوم الزواهر
وقـد بشـر الرسل الكرام به الورى
فطبقــن أرجـاء الوجـود البشـائر
وأنــواره فــي كــل عصـرٍ كأنهـا
مصــابيح فـي غـر الجبـاه زواهـر
فمــا بعثـة للخلـق أعطـاه رتبـةً
خلا قبــل منهــا بـل خفـي وظـاهر
ولــم يبتعثــه اللــه إلا لرحمـة
ولــم يشــق إلا ذو عنــادٍ وكـافر
فيــا بعثــة صـبح الهـدى متنفـس
بهـا ودجـى الإلحاد في الكون عاكر
ويــا بعثــةٌ عــم الخلائق خيرهـا
ودام فلا يلفــي لــه الـدهرُ آخـرُ
بهـا بـالتجلي الأعظـم اللـه خصـه
فأبصـر مـا لـم تكتنهـه البصـائر
فيـا بـوركت مـن ليلـةٍ نورُ رشدها
تعـالى بـأن يطفـى ويخفيـه سـاترُ
لقــد نســخت كـل الشـرائع شـرعةٌ
بهـا جـاء تبقـى ما بقين الزواهرُ
مكـارم أخلاق بهـا الرسـل قـد أتت
مبــاد وفيمــا ســن طـه الأواخـرُ
بــه تمــت الأخلاق وامتــاز شـرعه
بألطــاف شــتى مــا لهـن نظـائرُ
وأمتــه بالانتســاب اغتــدت لهـا
خصــائصٌ مــن دون الــورى ومـأثرُ
وليــس لطــه فـي النعـوت مشـاكل
ولــو مرســلاً إلا أخــوه المـوازرُ
ولا غـرو إن ضـاهاه فـالنورُ واحـدٌ
وآثــار أجــزاء المجــزى نظـائرُ
ألــم تــره فـي كـل خيـرٍ شـريكه
فأحمــد داعٍ للهــدى وهــو ناصـرُ
وحيـــدرة هـــادٍ وأحمــد منــذرٌ
وكــل لكــل فــي الرشـاد مـوازرُ
ولايتـه الكـبرى بهـا لـم تجد له
شــريكاً ســواه فــالجميع مظـاهرُ
لــه عصــمةٌ مثــل النـبي ورتبـةٌ
تضـاهيه عنهـا طـائرُ الـوهم قاصرُ
مظاهرهـا السـبطان والتسـعة الألى
لهــا صـاحب العصـر المغيـب آخـرُ
وهـم سـادة الأكـوان والرسـلُ شيعةٌ
إليهــم فهــم أتبـاعهم لا نظـائرُ