
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يوم أبو الفضل بن حيدر صاح في
صــور الطفــوف فطاشــت الأحلامُ
الســمر تمضـغ لحـمَ كـلِّ مُدجَّـجٍ
والـبيض تقطـر والخيـول صـيام
والرعدُ زَمجرةُ الوغى والنقع من
ركـض الصـواهل في السماء غَمام
للــه درّ ابـن الوصـي فكـم علا
مجــدٌ هنــاكَ لــه وعـزَّ مقـام
هبلـت أميـةً الهوابـلُ من لقوا
جَبـــلٌ أشــمُّ ومقضــبٌ صمصــام
ليـث بجنـب عرينـه طاوي الحشى
ذو أشــــبل أودى بهـــن أوام
تـأبى الكريمـة نفسـه فرّاً ولو
أنَّ القضـــاء ذَوابــل وحســام
مســتربلٌ مــن نسـج داود وفـي
يمنــاه عَضــبٌ خُـطَّ فيـه حمـام
لـفّ المقـدم بـالمؤخّر وانثنـى
مرحـاً كمـن قـد عـاقرته مـدام
أطغـى الشريعةَ من دماهم بعدما
ســَدّت قنـا منهـم لهـا وسـهام
فأقــام مالـكَ صـفوها وبقلبـه
مـن حـرّ نيـران الظمـاء ضـَرام
ورأى كـأن المـاء قبل أخيه وال
أطفــال محضــور عليــه حـرام
فملا مزادتـــــه ومرَّكـــــأنه
بــرقٌ فأرعــد خلفــه الأقـوام
فَهــرَاق ودقُ ســهامهم لمـزاده
وانتـــابه منهــا لــذاك كلام
أوهـى القـوى منـه تـذكر أهله
عطشــى وأعينهــم إليـه قيـام
فلـذلك انتهـزت به الفرص التي
مـن قبـل ذا لـم تدرها الأوهام
عُصـــَبٌ لحــرب اُميــةٍ ملتفــة
جيــشٌ يغـصُّ بـه الفضـاء لِهـام
فتحاوشــوهُ فيــا ليـومٍ أشـأمٍ
رأح الأبــيُّ الضـَّيمُ فيـه يُضـام
قطعـوا يـديه فخـرّ يشرب ماء مه
جتــه رُبــىً لمـا هـوى ورغـام
ودعـا غيـاثَ المسـتغيث أخاه أد
ركنــي فــبي مــوت ألـمَّ زؤام
فعليــكَ منـي يـا حسـين تحيـةٌ
مـا قـام مـن هذا الوجود قيام
وعلـيَّ عـزّ أخي انفرادكَ بين مَن
لــم يُــرعَ إلٌّ منهــم وذِمــام
فانقضَّ قطب رحى الحروب عليه ذا
قلــب شـجٍ وقـد اعـتراه حِمـام
فانصـاعَ يفتك بالاُولى فتكوا به
فتــكَ الوصـيّ غـداة فـرّ طغـام
يـدعو أخي يا خيرَ مَن يرجى إذا
جَبُــنَ الكمــيُّ وفُلِّـلَ الصمصـام
والمرتجـى فـي يوم لا مِن مرتجى
يلجــى إليــه والخطـوبُ جسـام
تنعـاكَ أفـراس المغـار تعطّلـت
وأضــرّ بعــدكَ جســمَهنَّ جَمــام
تنعــى عليـك فـواطم لـك ثُكَّـلٌ
أودى بهـــا داء ألــمَّ عُقــام
إنسـانَ عيـن أخيـكَ يا عباس قد
أضـحى ضـياها اليـوم وهـو ظلام
لُــويت لــويُّ مقامُهـا ولِهاشـمٍ
قــد جُــبَّ بعـدكَ غـاربٌ وسـَنام
وغـدت شـيوخ بطـاح مكـة ناكسي
الأذقـان أُودي شـيخُها المقـدام
للــه أيّـة وقعـةٍ عـرت الهُـدى
فَعَلا عُـــرَاه تحّلـــلٌ وفصـــام
وبقلـب كـلّ موحِّـدس مـن أجلهـا
جـرحٌ رُقـاه الـدَّهرَ ليـس يـرام
يـا آل مختلـف الملائك والاُولـى
بـالفخر سـادوا مـن نمـاه سام
لسـنا وحـق ولائكـم ناسـينَ مـا
قــد نـالكم حـتى ونحـن رمـام
فبمــا جنتــه اُميّــةٌ وســيمّةٌ
يبقـى المصـاب وتَنمحـي الأعوام
فمـتى يُـرى المرجوُّ للثارات من
عُصـبِ النفـاق السـيِّدُ الضـرغام
يستأصــل الأحيـا ويبعـث منهـمُ
مَـن فـي القبـور وتُنفَذُ الأحكام
فهنــا تُـبرَّدُ أعيـنٌ سـحّت لنـا
منهــم وأكبــادٌ بهــنّ ضــرام
ثِـب سيّدي شمَتَ العدى قالوا متى
لكُـمُ يـؤوبُ مـن المغيـب إمـام
يـا مـالكي رقـيّ وحسـبي مَفخراً
مـا طـابَ فـي نادي الفخار كلام
أبـوايَ والأجـدادُ مـن طرفيهمـا
عرفـوا الـولا والخـالُ والأعمام
وكـذلكَ الأبنـا هـدىً مـن ربِّنـا
فلــه بــذاكَ الفضـل والإنعـام
ونظمـت فيكـم كـلَّ غاليـة بـدا
بعقودهــا الإتقــان والإحكــام
وَالَيتُكــم بــدليل عقـلٍ قـاطعٍ
لا يعــتريه الريــب والأوهــام
وأخـذت شرع فروع أصل الدين من
تأصــيلكم إذ تــاهت الأفهــام
وقـد اقتفيـت بكـلّ ذا آثـاركم
فعلـــيّ جهلاً يفــتري الأقــوام
فأنـا وليِّكـم البريءُ من العدى
واللــه رَبــي والصــلاة ختـام