
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا لَيـتَ أَذيـالَ الغُيـوثِ السَواجِمِ
تُجَـرُّ عَلـى تِلـكَ الرُبـى وَالمَعالِمِ
وَلَـولاكَ مـا اِستَسـقَيتُ مُزناً لِمَنزِلٍ
فَأَحمِـــلَ فيــهِ مِنَّــةً لِلغَمــائِمِ
وَيــارُبَّ أَرضٍ قَـد قَطَعـتُ تَشـُقُّ بـي
جُيـوبَ المَلا أَيـدي المَطَيِّ الرَواسِمِ
وَلَيـلٍ طَويـلِ البـاعِ قَصـَّرتُ طَـولَهُ
إِلَيـكَ وَقَـد أَلقى يَداً في المَخارِمِ
وَعيــسٍ خَطَـت عَـرضَ الفَلا بِرِحالِنـا
تُزَعـزَعُ فـي الأَعنـاقِ رُقشَ التَمائِمِ
إِذا فـاحَ رَيَعـانُ النَسـيمِ رَأَيتَها
إِلـى الجانِبِ الغَربي عوجَ الخَياشِمِ
يَســيرُ بِهــا مُســتَنجِدٌ بِعِصــابَةٍ
أَنامِلُهـــا مَلوِيَّـــةٌ بِــالقَوائِمِ
تُباري نُجومَ اللَيلِ بِالبيضِ وَالقَنا
وَضـَوءَ بُـدورٍ هامُهـا فـي العَمائِمِ
حَقيـقٌ بِـأَن لا يَهتِـكَ الـدَهرُ ثَوبَهُ
عَـنِ العـارِ كَـأسٌ مِن عَجاجِ المَلاحِمِ
فَـأَينَ مِـنَ الـدَهرِ اِسـتِماعُ ظُلامَتي
إِذا نُظِــرَت أَيّـامُهُ فـي المَظـالِمِ
فَهَـل نافِعي أَن يَنصُرَ المَجدُ عَزمَتي
عَلـى هَـذِهِ العَلياءِ وَالمالُ ظالِمي
أَنـا الأَسـَدُ الماضـي عَلى كُلَّ فَعلَةٍ
تُمَشـّي شـِفارَ الـبيضِ فَوقَ الجَماجِمِ
وَفـي مِثلِها أَرضَيتُ عَن عَزمِيَ المُنى
وَصـافَحتُ أَطـرافَ القَنـا وَالصَوارِمِ
وَلَـم أَدرِ أَنَّ الـدَهرَ يَخفِـضُ أَهلَـهُ
إِذا سـَكَنَت فيهِـم نُفـوسُ الضـَراغِمِ
وَمـا العَيـشُ إِلّا فَرحَـةٌ إِن هَجَرتَها
سـَطَوتَ عَلـى الـدُنيا بِسـَطوَةِ حازِمِ
سَأَصـبِرُ حَتّـى يَعلَـمَ الصـَبرُ أَنَّنـي
مَلَكـتُ بِـهِ دَفـعَ الخُطـوبِ الهَواجِمِ
وَآخُــذُ ثــاري مِـن زَمـانٍ تَعَرَّضـَت
مَغــارِمُهُ بَينــي وَبَيـنَ المَغـانِمِ
وَمـا نـامَ إِغضاءً عَنِ الدَهرِ صارِمي
وَلَكِنَّنــي أُبقـي عَلـى غَيـرِ راحِـمِ
وَإِن أَنـا أَهلَكتُ الزَمانَ فَما الَّذي
يُصـَدَّعُ عَزمـي فـي صـُدورِ العَظـائِمِ
وَرَكـبٍ سـَروا وَاللَيـلُ مُلـقٍ جِرانَهُ
عَلــى كُـلِّ مُغبَـرِّ المَطـالِعِ قـاتِمِ
حَـدوا عَزَمـاتٍ ضـاعَتِ الأَرضُ بَينَهـا
فَصـارَ سـُراهُم فـي صـُدورِ العَزائِمِ
تُريهِـم نُجـومُ اللَيـلِ ما يَبتَغونَهُ
عَلـى عـاتِقِ الشِعرى وَهامِ النَعائِمِ
وَغَطّـى عَلـى الأَرضِ الـدُجى فَكَأَنَّنـا
نُفَتِّــشُ عَــن أَعلامِهــا بِالمَناسـِمِ
وَفِتيَـةِ صـِدقٍ مِن قُرَيشٍ إِذا اِنتَدوا
أَرَوكَ عَطــاءَ المــالِ ضــَربَةَ لازِمِ
إِذا طَـرَدوا في مَعرَكِ المَجدِ قَصَّفوا
رِمـاحَ العَطايـا في صُدورِ المَكارِمِ
وَإِن ســَحَبوا خِرصــانَهُم لِكَريهَــةٍ
تَصـَدَّعَ صـَدرُ الأَرضِ عَـن قَلـبِ واجِـمِ
وَتَثبُــتُ فـي عَليـا مَعَـدٍّ غُصـونُهُم
ثَبـاتَ بَنـانٍ فـي قُلـوبِ البَراجِـمِ
أَيَسـمَحُ لـي هَـذا الزَمـانُ بِصـاحِبٍ
طَويـلِ نِجـادِ السـَيفِ مِـن آلِ هاشِمِ
إِذا أَنــا شــَيَّعتُ الحُسـامَ بِكَفِّـهِ
مَضـى عَـزمَ مَشـبوحِ الـذَراعِ ضُبارِمِ
وَإِن ضـافَهُ الهَـمُّ النَزيعُ رَمى بِها
نَــزائِعَ لا يُعلَفـنَ غَيـرَ الشـَكائِمِ
وَلَســتُ بِمُستَصــفٍ سـِوى كُـلِّ خـائِضٍ
إِلــى كُــلِّ بَحـرٍ بِالقَنـا مُتَلاطِـمِ
أَنــامِلُهُ فـي الحَـربِ عَشـرُ أَسـِنَّةٍ
وَلَكِنَّهـا فـي الجـودِ عَشـرُ غَمـائِمِ
طَمــوحٍ إِذا غَـضَّ الشـُجاعُ لِحـاظَهُ
وَأَطـرَقَ عَـن بَـرقِ الظُـبى كُلُّ شائِمِ
أَعـاذِلَ مـا سـَمعي لِلَومِـكِ مَرتَعـاً
إِذاً كـانَ مَصـروفاً إِلـى غَيـرِ لائِمِ
أَبُثُّــكَ عَــن لَيــلٍ تَعَسـَّفتُ مَتنَـهُ
كَــأَنّي أَمشـي فـي مُتـونِ الأَراقِـمِ
يُخَيَّــلُ لــي أَنَّ النُجــومَ ضـَمائِرٌ
تَقَلقَــلُ فيـهِ خِشـيَةً مِـن عَزائِمـي
لَقيـتُ ظَلامَ اللَيـلِ فـي لَونِ مَفرَقي
وَفـارَقتُهُ وَالصـُبحُ فـي لَونِ صارِمي
أَجــوّبُ آجــامَ المَنايـا وَأُسـدُها
تُرَوِّعُنــي مِــن بَينِهـا بِالهَمـاهِمِ
وَبَينـي وَبَيـنَ القَـومِ مِن آلِ يَعرُبٍ
ضــَغائِنُ تَثنينـي زَهيـدَ المَطـاعِمِ
إِذا ما جَنوا مِن مالِهِم ثَمَرَ العُلى
جَنَيـتُ المَعـالي مِن غُضونِ اللَهاذِمِ
أَغَــرَّ بَنــي فِهــرٍ وَعيـدُ مَجاشـِعٍ
وَأَيُّ وَعيــدٍ بَعــدَ وَقـعِ الصـَوارِمِ
أَيوعِـدُنا مَـن عَطَّـلَ البيضَ وَالقَنا
وَأَقســَمَ لا يَنجـو بِغَيـرِ الهَـزائِمِ
عَشــيَّةَ خُضــنا بِالضـَوامِرِ لَيلَهُـم
وَفـي كُـلِّ جَفـنٍ مِنهُـمُ طَيـفُ حـالِمِ
نُريهِـم صـُدورَ السـُمرِ بَينَ نُحورِهِم
فَمـا اِسـتَيقَظوا إِلّا بِقَـرعِ الحَلاقِمِ
كَـأَنَّ الكَـرى يَقتَـصُّ مِن طولِ نومِهِم
فَيُســهِرُ مِنـهُ بِالقَنـا كُـلَّ نـائِمِ
وَكُــلُّ غُلامٍ خــالَطَ البَــأسُ قَلبَـهُ
يُقَطَّــعُ أَقــرانَ الأُمـورِ الغَواشـِمِ
وَنَحــنُ دَلَفنــا لِلأَراقِــمِ فِتيَــةً
يُضـيفونَ أَطرافَ القَنا في الحِيازِمِ
تَطَلَّـعُ مِـن خَلـفِ العَجـاجِ كَأَنَّمـا
تُطــالِعُهُم مِنهـا عُيـونُ القَشـاعِمِ
إِذا اِسـتَجَرَ الضـَربُ الدَراكُ تَمَطَّقَت
إِلى الطَعنِ أَفواهُ النُسورِ الحَوائِمِ
وَوَلّـوا عَلـى الخَيلِ العِتاقِ كَأَنَّهُم
تَزاحُــمُ غَيـمِ العـارِضِ المُتَراكِـمِ
تَفيـضُ عُيـونُ الطَعـنِ بِالـدَمِ مِنهُم
وَيُغلِبُهـا فَيـضُ العُيـونِ السـَواجِمِ
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.