
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلمهـا أهـدت إليهـا المقلـتين
والظبــا أهـدت إليهـا العنقـا
فهمـا فـي الحسـن أسـنى حليتين
للعــذراى، جــل مـن قـد خلقـا
ودرى الــروض بــتين المنحـتين
وقــديماً يعشـق الـروض الحسـان
فكسـا بـالورد منهـا الوجنـتين
وكســـا مبســـمها بـــالأقحوان
ورمــى فــي صــدرها رمــانتين
مـن رآى الرمـان فـوق الخيزران
فهمــا فــي صـدرها كـالموجتين
أي صــب مــا تمنــى الغرقــا؟
أو همــا وليســلما كـالتوأمين
كلمـــا همـــت بـــأمر قلقــا
ورآهـا الليـل فأختـار المقـام
ولقــد طـاب لـه - فـي شـعرها
وصـبا الفجـر فأضـحى ، حين هام
بهواهـــا، درة فـــي ثغرهـــا
فــإذا مــي كمـا شـاء الغـرام
مــا نجـا ذو صـبوة مـن أسـرها
غيــر أن الطهـر للحسـناء زيـن
أنزلتـــه قلبهـــا فاســتوثقا
فـإذا خافـا افـتراق الصـاحبين
ذكــــرا عهـــدهما فاعتنقـــا
هكــذا فلتكــن الغيـد الحسـان
عفـــة فـــي رقـــة فـــي أدب
ذلــك الكنــز الـذي لا يسـتهان
أيــن مــن ذلــك كنــز الـذهب
وحلـى كـانت علـى صـدر الزمـان
فاســـتباحتها نســـاء العــرب
فــروت عنهـا ليـالي الرقمـتين
خيـر مـا يـروى ، وغـزلان النقا
فشــهدنا مــن لقـاء العاشـقين
كـل مـا يجمـل فـي عيـن التقـى
هـل رأيـت الـورد في الوعر نما
فبـــدا للعيــن شــيئاً عجبــا
وردة ، صـارت بهـا الأرض سـما ،
عنــدما لاحــت عليهــا كوكبــا
منعــت مبســمها النـاس ، ومـا
منعتــه عــن نســيمات الصــبا
هكــذا مــي نمــت فــي أبـوين
خلفاهــــا وأخاهـــا للشـــقا
واسـتراحا بعـد ذا فـي حفرتيـن
واباحـــا جفـــن مــي الأرقــا
ربــ، إن الكــون مهمــا عظمـا
هــو فــي عينيــك لا يحسـب شـي
قــدرة ذلــت لــديها العظمــا
كلهـــم فـــان وســبحانك حــي
ألأمـــر ضـــل عنـــه الحكمــا
شــئت يــا ربــي أن توجـد مـي
وأخاهــا، وهــو دون الســنتين
لــم يكــد يحسـن بعـد النطقـا
وأثــرت الحـرب ملـء الخـافقين
فغــدا الكــون بهــا منصــعقا
ربـ، لـو شـئت لمـا سـالت دمـا
أمــرك الأمــر فمــن ذا ينكــر
ولمــا يتــم مــن قــد يتمــا
ولمــا اســتل الســلاح العسـكر
ربــ، إن نحــن بلغنـا الهرمـا
أو يكــن حــان الــذي ينتظــر
مـر، ولا كفرانـ، ذيـن الكوكبين
يخرقــا النــاموس أو يحترقــا
واسـترح منـا، فنغـدو بعـد عين
أثــــراً لا بـــد أن ينمحقـــا
واخلــق الإنســان خلقـاً راقيـا
واقتــل البغـض بـه والكبريـاء
واجعــل الحــب إلهــاً ثانيــاً
واسـجن المـال ولا تبـق الريـاء
وليكـــن كــل امتيــاز لاغيــا
يخــرج النــاس علـى حـد سـواء
ربـ، هـل مـن نصـفة فـي ولـدين
خرجــا مــن مصــدرين افترقــا
فــإذا الموســر يكســى حلـتين
بينمــا المعسـر يكسـى الخرقـا
مـن تـرى يشـرح لـي ذنب الفقير
أو تـرى يظهـر لـي فضـل الغنـي
يرثـان البـؤس والعيـش النضـير
ويقيمـــان معــاً فــي الكفــن
أفهــذي حكمــة اللـه القـدير؟
لا وجــل اللـه عـن هـذا الغبـن
إنمــا هــذين مثــل البـذرتين
نــثرا فــي الأرض حـتى انبثقـا
فكسـا المقـدور تيـن النبتـتين
هـــذه قبحـــاً وهــذي رونقــا
ضــاق جوبيـتير صـدراً، فـانبرى
يتمشــى فــي فراديــس الجنـان
فبـــدا أهيـــب شــيء منظــرا
وعليـــه حلـــة مــن أرجــوان
ورمــــى الأرض منــــه نظـــرا
فــرأى الهـول وأنـواع الهـوان
ملعبـاً للشـر، مـا مـن صـالحين
فوقهـــا أو أخـــوين اتفقـــا
فرمــى غيظــاً عليهــا جمرتيـن
فتلظـــــت وتلظــــا حنقــــا
إنهـا الحـرب .. ولـم تترك على
ســـطحها إلا جســـوماً بـــاليه
ونفوســاً حومــاً حــول البلــى
تتمشـــى فـــي صــدور خــاويه
تشــتكي الجــوع وتقـري العللا
عجبــاً منهــا جياعــاً قــاريه
وشــكا لبنــان منهـا علـتين
حاكمــاً جلفــاً وعيشــاً ضــيقا
وأمــوراً لــو أصــابت جبليــن
رســخا فــوق الـثرى ، لانسـحقا
ضـــرب الجــوع بصــمام رهيــف
فــــإذا قتلاه مــــلْ الســـبل
موقــف أمسـى بـه نيـل الرغيـف
أملاً ، أكـــذب بــه مــن أمــل
ويــح مـي وهـي مـن جنـس ضـعيف
مـــا لهـــا بقايــا المنــزل
وثيـــاب لا تســـاوي ورقـــتين
رحـــم الرحمــان ذاك الورقــا
ليتهــا كــانت تســاوي ذهـبين
علهـــا كــانت تســد الرمقــا
ميـ، مـا السـحر سـوى مـا رسمت
ريشـة المبـدع فـي هـذي العيوم
لـــم تصــادف مهجــة إلا رمــت
وأصــابت ، هكـذا الفتـك يكـون
فهــي لـو رقـت لمـن قـد تيمـت
وأبــاحت ذلــك الثغـر المصـون
لجــرى التـبر إليهـا واللجيـن
وكلا الإثنيـــن يبغــي الســبقا
ومشــت مـن زهوهـا فـي موكـبين
وحنــا الرغــد لـديها العنقـا
فـي سـكون الليـل والنـاس نيام
وفــؤاد الكــون محمــوم كئيـب
وعلــى النجـم مـن الغيـم لئام
وهلال الأفــق فــي حضـن المغيـب
رن فــي أذن الــدجى صــوت غلام
وأجـــابته فتـــاة بـــالنحيب
فأســال الأفــق منــه دمعــتين
أتـــرى ذلــك أبكــى الأفقــا؟
ورنــا البـدر لـذين البائسـين
فتلظــــى لوعــــة فانفلقـــا
إيـه يـا ليلـ، فهـذا بيت مي ،
طـرق البـاب .. فمـن زور الدجى
إفتحي. قـالت: مـن الآتـي إليـ؟
أنـا. من أنت؟ أجابتها: رجا
لــم يمـر اسـم رجـا فـي أذنـي
أتــرى تحســب بيـتي ملتجـا؟
رددت فـي النفـس تيـن الكلمتين
ومشــت تنظــر مــن قــد طرقـا
فــإذا شـمطاء تطلـي الوجنـتين
وينــث الطــبيب عنهـا العبقـا
يـا ابنـتي لا تجزعـي ، ثـم رنت
وانحنــت كــالأم فــوق الولـد،
قـوتلت هـذي الليـالي كـم جنـت
مـا عفـت - لا عـوفيت - عـن أحد
ولـــدي أنتـــ، ولمــا طعنــت
ولــدي قــد طعنــت فــي كبـدي
مـا حـرام أن أرى هـذا الغصـين
ذاويـاً مـن بعـد مـا قـد أورقا
وهــو لــو شـاء لأجـرى نبعـتين
مـن ينـابيع الأمـاني واستقى
أنــا لـو شـئت؟ لمـاذا لا أشـا
مـن يطيق الجوع من يهوى السقام
فــأخي قــد نـام مـن دون عشـا
وأنـا مـا ذقـت فـي يـومي طعام
مـن لهـذا القلـب أن ينتعشـا ؟
خففـي عنـك فمـا مـات الكرام
ونـدى الحـاكم يـزري المزنـتين
فمــــتى تســـتمطريه أغـــدقا
أتــرى يرحمنـا ؟ - سـوف تريـن
فاسـتريحي ... وغـداً يوم اللقا
أرقــــت منـــي كـــأن الأملا ،
حين نامت ، سارق الجفن الغرارا
فســتحال الحــزن فيهــا جـذلاً
واسـتمد القلـب منهـا فاستنارا
حســبتهما نعمـة مـن ذي العلـى
مـن رأى أطهـر مـن قلب العذارى
منــح اللــه العــذارى ملكيـن
يحرسـان الطهـر كـي لا يسـرقا
فلــذا يشــعر مــن هــم بشـين
بجنــاح حولهــا قــد خفقــا
لمـن القصـر بـدت فيـه الشـموس
فعلــى وجـه الـدجى منـه نهـار
وأديــرت فــي مغـانيه الكـؤوس
مزجــوا فيهــا رضــاباً بعقـار
هــو كالــدنيا: ســعود ونحـوس
والبرايـا منـه فـي مـاء ونـار
يســبح النــذل بـه فـي لجـتين
ويقاســي الحــر منــه الحرقـا
فمــتى ينصــف بيــن الرجليــن
إن الإنصـــاف بابـــاً مغلقـــا
لا رعــاك اللــه يــا قصـر ولا
ســالم الـدهر ولا جـاد الغمـام
فـــدماء الشــهدا هــذي الطلا
وعواميــدك مــن تلــك العظـام
فاعتصــــرها أكبـــداً أو مقلاً
وترشــــفها غرامـــاً وعـــرام
تسـتقي الرغـد وتسـقي كـأس حين
وتــــرى مصــــطبحاً مغتبقـــا
فكلانـــا أبــداً فــي ســكرتين
للهنـــا كــأس وكــأس للشــقا
أيهـا النـاس الألى خاطوا الكفن
لفقيـر ، كـي يفـوزوا بـالثراء
هــب ورثتهــم بعـده الأرض فمـن
يصــلح الأرض لكــم يـا أغنيـاء
فـإذا طـاح بـذي الفقـر الزمـن
فـالغنى إن يشـمل النـاس عنـاء
مـن روى فيمـا روى عـن حـاجزين
يمنعـــان المــاء أن ينــدفقا
حرمــا الظمــآن بــل الشـفتين
وأقامـــا يشـــكوان الغرقـــا
وقفـــت مـــي ببــاب الحــاكم
كملاك اللـــه مقصــوص الجنــاح
وقفــت ، عطشــى كطيــر حــائم
حــول مـاء يحسـب الـورد مبـاح
وتخطتــــه برجلــــي صــــائم
أو برجلــي ثمــل مـن غيـر راح
وهــي لــو أن لــديها كسـرتين
لثنتهــا عــزة عــن ذا اللقـا
إنمــا يـأس الفـتى ليـس بهيـن
لا يبـــالي يـــائس أن يخفقــا
مــي يـا أخـت الغـزال النـافر
خبرينـــا إن ضــيعت النفــورا
يـا ضـيا وجـه الصـباح الطـاهر
كيـف يبقـى ذلـك الـوجه طهـورا
يــا أســيراً تحــت حكـم الآسـر
هكــذا الآســر يرضـى أن تسـيرا
سـر.. فسـارت خطـوة أو خطـوتين
فــإذا البــاب عليهــا أغلقـا
قـال: أهلاً ... ثـم مد الراحتين
ثم
رب! قــل للجــوع يصــبح شـبعا
وانقــذ الطهــر الــذي قدسـته
أو مــر الفســق فيغــدو ورعـا
إن يكــن شــراً فلمــا أوجـدته
طبعتــــه قــــدرة فانطبعـــا
أي شـــيء أنـــت مــا قــدرته
ملــك حطمــت منــه الجــانحين
فهــوى مـن بعـد مـا قـد حلقـا
مـا تـرى بفعـل مكتـوف اليـدين
أتـــرى يقـــدر أن لا يغرقــا؟
يـا سـما قـولي لنا الإنصاف أين
أتـــراه ضــل عنــا الطرقــا؟