
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا بحـر أفـديك بحرا
ملكــت قلــبي ســحرا
بهرتنــــي بصــــنوف
مــن المفــاتن كـبرى
أرى عليــــك مــــآت
مــن المنــاظر تـترى
تبــدو مياهــك زرقـا
للنـــاظرين وخضـــرا
فليـــس لونـــك ليلا
كمثــل لونــك فجــرا
وليــس لونــك صــبحا
كمثــل لونــك ظهــرا
حــاولت حصــرك وصـفا
فلــم أطـق لـك حصـرا
يـا بحـر أنـت أنيسـي
إن ضـقت بـالهم صـدرا
حســبي جــوارك إنــي
أرى جـــوارك ذخـــرا
أطريــت حســنك مـدحا
يـا بحـر والحسن يطرى
أغريتنــي بــك حسـنا
فلــم أزل بــك مغـرى
مـن فيـك يسـبح جسـما
ففيــك أســبح فكــرا
مهمـــا عجبــت لأمــر
فــأنت أعجــب أمــرا
يـا أبيـض العـرض جرت
لـــك الشــواطئ وزرا
علــى الشــواطئ سـيل
مـــن الفضــائح أزرى
تلقـى الفتـاة فتاهـا
كلاهمــا فيــك معــرى
يكاشــــفانك فحشـــا
ويســــمعانك هجـــرا
فــالقلب مــن ذاك آس
والعيـن مـن ذاك عبري
أراك كــالنمر وثبــا
أراك كــــالليث زأرا
هـل أنـت ترقـص لهـوا
أم أنــت تطفـح سـكرا
قــد رق جــوك لطفــا
وراق مـــاؤك طهـــرا
تنــوعت فيــك فلــك
بالنـار والريـح تجرى
ففــي المراسـي قصـور
قصــر يشــارف قصـرا
وإن تغــــص فأفـــاع
يهابهـا الحـوت ذعـرا
ســريعة فيــك ســبحا
ذريعــة فيــك مخــرا
كأنهـــــا قــــافلات
تجتــاز صـحراء قفـرا
فلــم تـدع لـك مرسـى
لـم تجـر فيـه ومسـرى
ولــم تـدع لـك جـزءا
لــم تمتلكــه وشـطرا
ولــم تـدع لـك سـطحا
لــم تمتلكــه وقعـرا
فكنــت للبعــض حصـنا
وكنــت للبعـض قـبرا
أخشـى غـدا فيـه تغدو
أزبـادك الـبيض حمـرا
أخشـى وغـى فيـك تحمى
فتقلــب المـاء جمـرا
أمســت مراسـيك ترعـى
مراصــد الشـهب سـهرى
فيهـــا دوارع غـــبر
تحـــوي دوارع غــبرا
ويــل لمـن جـاز حـدا
أو مــن تقــدم شـبرا
وكــل مــن رام حربـا
فإنمـــا رام خســـرا
يـا أبيـض الوجه نالت
إفريقيــا بــك فخـرا
نــالت بفضــلك خيـرا
مــن الجزيــرة وفـرا
فكـم مـن العـرب غـاز
لهــا تخطــاك جســرا
فقــام بالـدين فيهـا
وبالفضـــيلة نشـــرا
وقـــائد فيـــك حــر
ســاق الأعــاجم أسـرى
والحـر إن ثـار يطغـى
كـالليث إن جـاع يضرى
أحـــب فيــك ثباتــا
علــى الخطـوب وصـبرا
أحـــب فيــك هــزوءا
بالأقويـــاء وســـخرا
أحـــب فيــك جمــالا
مــن الطبيعــة نضـرا
أحـــب فيــك أديمــا
صــفا وأشــرق بشـرا
لأنــت بــالحب أولــى
مــن الحســان وأحـرى
فلســت تخلــف وعــدا
ولســت تضــمر غــدرا
ولســت تهتــك عرضــا
ولســت تكشــف ســترا
حـــب الطبيعـــة دأب
لكــل مـن قـال شـعرا
أرى بـك المـوج جنـدا
أرى الشــواطئ ثغــرا
مـا أنشـب الموج حربا
إلا تغلــــب نصــــرا
كـم زنـت بـالحلي كفا
وزنــت بـالحلي نحـرا
مــن شـم منـك نسـيما
كأنمـــا شــم عطــرا
أوليتنــي منـك فضـلا
فجئت أوليـــك شــكرا
فهــل إلــى خيـر أرض
تقلنــي منــك ظهــرا
عســاي أطــرح ذنبــا
عنــي وأربــح أجــرا
عســاي أقــرى بــدار
فـي ظلهـا الحـر يقرى
هببـت لـو كنـت ريحـا
وطـرت لـو كنـت نسـرا
إلـــى حمـــى عربــي
يسـمو بـه الحـر قدرا
بــراك باريــك جـدوى
للعـــالمين وذكـــرا
فكنــت للرســم لوحـا
وللطبيعـــة ســـفرا
يقلــب الــدهر صـحفا
لــديك يمنــى ويسـرا
نطــالع الغيـب فيهـا
كمــن يطــالع جفــرا
أراك بــالموج ترمــي
صــخرا وتجــذب صـخرا
هــل أنـت للـبر خصـم
أو طــالب منـه وتـرا
كـــأن ســـطحك أفــق
يبــدي كــواكب زهـرا
البـدر في الليل يجري
أنــواره فيــك نهـرا
والشمس في الصبح تذري
فيــك الأشــعة تــبرا
هــل الطبيعــة صـارت
طبيعــة فيــك أخــرى
كــم ليلـة بـت حـولي
كالفحــل تهـدر هـدرا
دوي موجــــك أحلـــى
مــن المعــازف نـبرا
أعـــز حولــك شــعبا
يســاق للــذل قهــرا
وأغــن حولــك قومــا
يشــكون بؤسـا وفقـرا
هــــذا وداع محــــب
ينــوي فراقــك دهـرا
مــا عنــده رأس مـال
إلا أمــــاني حســـرى
يـا بحـر إن ضـاق أمر
قـد يحـدث اللـه أمرا
لا بــد مـن بعـد عسـر
أن يجعـل اللـه يسـرا