
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علام يظـــل دهـــرك مســـتريبا
تســـائله ويــأبى أن يجيبــا
ويغضــى عــن شــكاتك مسـتخفا
كأنــك فـي شـكاتك لـن تصـيبا
فيــا للــه مــن دهـر تغـافى
عـن البلـوي ولـم يبصـر قريبا
ويــا للــه مــن دهـر تجـافى
عـن الـذكرى واكـبر أن ينيبـا
ألــم يـوقن بـأن الخطـب خطـب
تكـاد لـه البصـائر أن تغيبـا
ألـم يـوقن بـأن الخطـب أنجـى
علــى العمــال شـبانا وشـيبا
قسـا البلـد الحريج وضاق ذرعا
بهـم فـتيمموا البلـد الرحيبا
وأدرك ربعهـــم جـــدب مشـــت
لهـم فاستقبلوا الربع الخصيبا
وقــالوا إن فـي بـاريس عيشـا
يــروق غضاضــة ويلــذ طيبــا
وقــالوا إنهـا تسـلي المعنـى
وقـالوا إنهـا تـؤوي الغريبـا
وإن لهــا مــن الحسـنى لحَظـا
وإن لنــا مـن الحسـنى نصـيبا
ألسـنا المخلصـين لهـا حضـورا
ألسـنا المخلصـين لهـا مغيبـا
محضــناها المحبــة واغتـدينا
نطارحهــا التغــزل والنسـيبا
ولبينــا مهيــب الحــرب لمـا
أهـاب بنـا فأرضـينا المهيبـا
فســدت فــي وجـوههم النـواحي
مســالكها ولــم ترحـم حبيبـا
وقـامت ضـجة فـي الغـرب كـبرى
تصــب عليهــم النقــد مريبـا
فكــم مـن قـائل أخشـى وحوشـا
تــدب بــأرض بــاريس دبيبــا
وكــم مـن قـائل أخشـى زنوجـا
تبيـح القتـل والـذم المعيبـا
فقــل للقــائمين علـى فرنسـا
أنيبـوا وارتـأوا رأيـا لبيبا
وقــل للقــائمين علـى فرنسـا
تعالوا فاشهدوا الخطب العجيبا
جســوم فــي "فــروش " مجـدلات
تعـاني تحتـه الغـاز الرهيبـا
وأجســـاد ممزقـــة الحشــايا
تكـاد لهـا النواصـي أن تشيبا
حديـد "فروشـ" يفريهـا شـظايا
وعـزف "فروشـ" يبكيهـا نحيبـا
مشــائيم أنــاخ البـؤس فيهـم
فمــزق ثــوب أمنهـم القشـيبا
وصــب عليهــم الإرهــاق سـوطا
مـن البلـوى فكـان لهـم مذيبا
فريــح القــر تعصـف زمهريـرا
وفيــح الحــر يلفحهـم لهيبـا
مصــاب نملأ الــدنيا احتجاجـا
عليـه عسـى المنـاوئ ان ينيبا
فحسـبك أيهـا الخطـب المفـاجى
لقـد أشـهدتنا اليـوم العصيبا
فـــأبكيت الهلال بـــه وطـــه
وأبكيـت ابـن مريـم والصـليبا
وسـر فـي ذمـة التاريـخ خطبـا
رهيبــا فــي مسـامعنا مهيبـا
وحســبك إن أثــرت شـجون نضـو
كئيــب يـألف النضـو الكئيبـا
إذا مــا صــوت النـاعي بـأرض
تــراه بســفك عــبرته مجيبـا
ينـاغي البائسـين كمـا ينـاغي
لعمــري العنـدليب العنـدليبا
ويحيــي فـي رثـائهم الليـالي
وينهــض فــي مصـارعهم خطيبـا
بقلــب يلفــظ الأنفــاس حــرى
وعيــن تـذرف الـدمع الصـبيبا
فيـا ظئر (الجـزائر) يا فرنسا
أيجــدر بــالجزائر أن تخيبـا
تناويــك الممالـك وهـي تصـبو
إليـك فهـل رأيـت لهـا ضـريبا