
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســكت فقــالوا هدنــة مـن مسـالم
وقلــت فقــالوا ثـورة مـن محـارب
وبيـنَ اختلاف النطـق والسكت للنُّهى
مجـــال ظنــون واشــتباه مســارب
ومـا أنـا إلا البحـر يَلقـاك ساكنًا
ويلقــاك جيَّاشــًا مهــولَ الغـوارب
ومـا فـي سـكون البحـر منجاة راسب
ولا فـي ارتجـاج البحـر عصـمة سارب
ولـــي قلـــم آليــتُ أن لا أمــدَّه
بفتـــل مُــوارٍ أو بختــل مــوارِب
جـرى سـابقًا فـي الحـقّ ظمآن عائفًا
لأمــواه دنيـاه الثِّـرار الزَّغـارب
يســدّده عقــل رســا فــوق رَبْــوة
مـن العمـر روَّاهـا مَعيـن التجـارب
إذا مـا اليـراعُ الحُـرّ صـرَّ صـريرُه
نجـا الباطـل الهـاري بمهجـة هارب
ومــن ســيئات الــدهر أحلافُ فتنـة
وجــودُهُمُ إحـدى الرزايـا الكـوارب
ومــن قلَمــي انهلَّـت سـحائبُ نقمـة
عليهــم بـوَدْقٍ مـن سـمام العقـارب
فيـا نفـسُ لا يقعُد بكِ العجز وانهَضي
بنصـــرة إخـــوان وغــوْثِ أقــارب
حــرامٌ قعـودُ الحُـر عـن ذَوْد معتـد
رمــى كــل ذَوْد فــي البلاد بخـارب
وبَسـْلٌ سـكوتُ الحـر عـن عسـف ظـالمٍ
رمــى كــلّ جنــب للعبــاد بضـارب
يُســَمِّنُ ذئبَ الســُّوء قــومي سـفاهةً
بمــا جـبَّ منهـم مـن سـنامٍ وغـارب
ومـا كـان جنـدُ اللـه أضـعف ناصرًا
ولا ســيفُه الماضـي كليـلَ المضـارب
ومــن جنـده مـا حـطّ أسـوارَ مـارد
ومــا صـنعَ الفـارُ المهيـن بمـارب
ومــن جُنــده الأخلاقُ تســمو بأمــة
إلــى أفــق ســعد للسـِّماك مقـارب
وتنحـطُّ فـي قـوم فيهـوُون مثـلَ مـا
ترى العين من مهوى النجوم الغوارب
ينـال العُلا شـعبٌ يُقـاد إلـى العلى
بنشــوان مــن نهـر المجـرّة شـارب
رعـى اللـه مـن عُـرْب المشارق إخوةً
تنـادَوْا فـدوّى صـوتهم فـي المغارب
توافـوْا علـى داعٍ مـن الحـق مُسـْمع
ووفَّــوْا بنــذْر فـي ذِمـام الأعـارب
هُـــمُ رأسُ مــالي لا نضــار وفضــّة
وهــمْ ربــحُ أعمـالي ونُجْـح مـآربي
وهـمْ مـورِدي الأصـفى المـروّي لغُلتي
إذا كـــدّرَتْ أمُّ الخيــار مشــاربي
بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب quot آثار الإمام محمد البشير الإبراهيميquot، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.