
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا دِيـنُ إنَّ الـدَّيْنَ ليس ينْسَى
بَــلْ يُقْتَضــَى مُعَجَّلًا أَوْ يُنْســَا
يَـا ديـنُ إنَّ الصـّبغَ لَـنْ يَحُولَا
وإن عنـــدك لهـــم ذُهـــولَا
وعنـــدك الــتراتُ والطــوائِلُ
ممـــا قَـــرى الأوائِلَ الأوائلُ
وهــــذه أَخلافهـــم تـــداعتْ
بصــورة قــد أفظعــتْ وراعـتْ
تــألَّبوا عنــك لأخــذ الثـار
وأجلبـوا فـي القسـطل المثار
ونَصـــبوا لكيــدك الأشــراكَا
مـن ألـف عـام لـم تَزلْ دِراكا
يـا كَيْـدةً كـادوا لهذا الدينِ
مجتاحــةً لــولا صــلاحُ الـدينِ
ووقعــةٌ بالســهل مــن حِطِّيـنِ
دمــاؤهم فـي تُربهـا كـالطينِ
تكوّنـوا مـن بعد ما استكانوا
واخشوشنوا من بعدِ ما استلانوا
واتصـلوا مـن بعـد مـا فصَلْتا
ونبتـوا مـن بعد ما استأصَلْتا
لـم يُنْسِهِم طولُ المدى السيوفَا
لَامعـــةً والخيــلَ والزُّحوفَــا
ونظــروا فـي أصـلك اعتبـارا
ليفقهــوا الحِكــمَ والأَســرارا
واقتبسـوا منـك الأصول والسُّنَنْ
ففرعـوا بهـا الهضـابَ والفُنَنْ
أخــذوا فـي الكـون بالأسـبابِ
وإنْ غـدوا فـي الدين في تَبَابِ
كــأنّهم فـي الـرأي والإعـدادِ
مـن عُصـْبة الزبيـر والمقـدادِ
قـــد تحركــتَ فقــالوا حــيُّ
كمــا اسـتجاش للنـذير الحـيُّ
فحــذروا أنْ تســتعيدَ الكـره
وأن تعيــد للعــوالي الجـره
وأن هــذي الثَّــورةَ الروحيَّـه
تُعيـدُ تلـك الفَـوْرَةَ النـوحيَّه
وذكــروا آثــارك الخوالــدَا
ومَجْـدَك الفـذَّ الصريحَ التالدَا
وذكــروا أنَّهُــم فــي القِـدَمِ
لـم يـدركوا شـأوك في التقدمِ
وذكــروا مــا فيـك مـن إصـلاح
للجمـــع والفــرد ومِــنْ فَلاِحِ
وذكـروا كيـف طـويتَ المغربَيْن
فـي فجّـك الأغـرّ بعد المشرقيْن
وكيــف خرَّجــتَ رُعــاةَ الأمَــمِ
مــن أمَّــة كـانت رُعـاة غَنَـمِ
ثـم اسـتعانوا من بنيك بثُبَاتْ
ليـس لهـم في موقف الحق ثَبَاتْ
اســتجلبوهم بِالـدَّها والَكَيْـدِ
واســتدرَجوهم للزُّبَـى كالصـيدِ
استضـعفوهم واسـتخفوا شـَانَهُمْ
وألبســوهم ضــلَّةً مـا شـَانَهُمْ
وســحَروا أعينَهـم واسـترهبُوا
ورغَّبـــوا بعاجـــل ورهَّبــوا
بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب quot آثار الإمام محمد البشير الإبراهيميquot، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.