
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـوركت يا دين الهدى ما أثبتكْ
حقــك بــتَّ المبطليــن وَبَتَـكْ
مَـن ذا يجاريـك وأنـت السـيل
والســيل فيــه غــرق وويــل
مـن ذا يسـاريك وأنـت النجـم
والنجــم نـور للهـدى ورَجْـم
شـــعارك الرحمـــة والســلام
للعـــالمين واســمك الإســلام
الحــق مــن ســماتك الجليّـه
والعــدل مـن صـفاتك العليـه
والعقـل منـذ كنـت مـن شهودك
والفكـرُ بعـد العقـل من جنودك
كانـا كتـبر في التراب أرصدا
فمسـحت يُمنـاك عنهمـا الصـّدا
يـا ديـن إن الـدّين ليس يُنسى
بـل يُتقضـى معجّلًا أو ينسـى
يـا ديـن إن الصـبغ لـن يحولا
وإن عنـــدك لهـــم ذُحـــولا
وعنــدك التِّــراتُ والطــوائلُ
أقرضـــــــها الأوائلَ الأوائلُ
تجمعــوا عنــك لأخــذ الثـار
وأقبلـوا فـي القسـطل المثار
عوّضـتهم مـن الخسـار الربحـا
فأبصـروا بعـد الظلام الصـبحا
علَّمتهـــم كرامـــة الإنســان
وجئتهــم بالعــدل والإحســان
ألْحفتهـــــم مُلاءة الأمــــان
وسســتهم بالعهــد والضــمان
وذمـــة جوارُهـــا لا يُخْفَـــرُ
ونعمـــة آثارهـــا لا تكفَــرُ
أشـركتهم مـعَ بنيـك فـي حقوقْ
حكمـت أنّ سـلبَها منهـم عقـوقْ
أفرطــتَ فـي الرحمـة والإكـرام
فـأفرطوا فـي البغـي والإجرام
وفي العباد من إذا لِنت اجْترى
ومَـن إذا صـدقته القول افترى
ومـن إذا سـقيته المحض المري
ســقاكَ شـوْبًا مـن قـذىً وكـدَر
عـروقُ لـؤم فـي الغرائز التي
مهمـــا تســامتْ للعلا تــدلَّت
إن الضــلال والهــوى والأثَـره
وكــلّ شــرّ قــد محـوتَ أثَـرَه
اتصــلت مـن بعـد مـا فصـلتا
ونَبَتَـتْ مـن بعـد ما استأصلتا
تجســــمت فأصـــبحت جبـــالا
واســتوثقت حــتى غـدت حبـالا
ثـم تـداعت فـي حمـى الصلبان
ورِعْيــة القســوس والرهبــان
إن طلبـوا عنـدَك ثـارَ الغلـبِ
فهـل تراهـم أجملوا في الطلبِ
لا والــذي بـك العقـولَ حـرّرا
وثبــت الحــقّ بهــا وقــررا
وجعــل القــرآن حجــة الأبـدْ
هو المعين العدّ والكتْب الزَبدْ
مفصــــّلًا أنزلــــه نجومـــا
وللهــــدى ســـيّره زحومـــا
قــد أمِنــوا إلا بحــق سـيفَكَ
وأمِنــوا علـى الزمـان حيفَـكَ
ولمعـــة مـــن صــارم يســلُّ
كومضـــة مـــن عــارض ينهــلُّ
والأرض أحــوجُ لــدَرء العيْــث
منهـا إلـى جلب الحيا والغيث
مــا سـلّ سـيفٌ فيـك إلا لمـدى
لـو لـم يجُزْه الناس ظلّ مغمدا
نغـار عـن أحسـابنا أن تُمتهن
والحـر عـن مجـد الجدود مؤتمن
ولغــة العــرب لســان ممتحـنْ
إن لـم يـذُد أبنـاؤه عنه، فمنْ
بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب quot آثار الإمام محمد البشير الإبراهيميquot، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.