
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـِيْـنــا مَعـاشِــرُ لَـمْ يَبْـنُــوا لِقَوْمِهِـمُ
وَإِنْ بَنـــى قَومُهُـــمْ مـا أَفْسـَدُوا عَـادُوا
لا يَـرْشُـــدُونَ وَلَـنْ يَـرْعَــوا لِمُرْشِـدِهــِمْ
فَالْغَـــيُّ مِنْـهُـــمْ مَعــاً وَالجَهْـلُ مِيعـادُ
كَـانـــُوا كَـمِـثْــلِ لُقَيــمٍ في عَشـيـرَتِهِ
إذْ أُهْـلِكَــــتْ بِــالَّذي قَـدْ قَدَّمَــتْ عـادُ
أَو بَــعـْــدَهُ كَـقُــدَارٍ حِـيــنَ تـابَــعَهُ
عَـــلى الغَوايَـــةِ أَقْـوامٌ فَقَــدْ بـادُوا
وَالبَـيـْــتُ لا يُـبْــتَـنــَى إِلَّا لَـهُ عَمَــدٌ
وَلا عِــمـــــادَ إِذا لَـمْ تُـــرْسَ أَوْتـــادُ
فَــــإِنْ تَــجَـــمَّعَ أَوْتــادٌ وَأَعْــمِـــدَةٌ
وَساكِـــنٌ بَلَغـــُوا الأَمْــرَ الَّــذي كـادُوا
وَإِنْ تَـــجَـــــمَّعَ أَقــْوامٌ ذَوو حَــسَـــبٍ
اصْـطَـــادَ أَمْـرَهُــمُ بِـالرُّشْــدِ مُـصْـطـادُ
لا يَصْـــلُحُ النَّــاسُ فَوضــَى لا سـَراةَ لَهُـمْ
وَلا سَــــراةَ إِذا جُهَّـالُهُـــــمْ ســــادُوا
تُلْفَـــى الأُمُـورُ بِأَهْـلِ الرُّشـْدِ مـا صـَلَحَتْ
فَـــإِنْ تَـــوَلَّوْا فَـبِــالْأَشْــرارِ تَنـْقــادُ
إِذا تَـــوَلَّى سَـــراةُ القَــوْمِ أَمْــرَهُــمُ
نَمـــا عَلـى ذاكَ أَمْـرُ القَـومِ فَـازْدادُوا
أَمـارَةُ الغَـيِّ أَنْ تَلْقَـى الجَميـعَ لَـدى الْـ
إِبـــْرامِ لِلْأَمـــرِ وَالأَذْنـــابُ أَكْـتـــادُ
كَيـــفَ الرَّشـادُ إِذا مـا كُنْــتَ فـي نَفَـرٍ
لَهُـــمْ عَـــنِ الرُّشْــدِ أَغــْلالٌ وَأَقْـيــادُ
أَعْـطَـــوْا غُـواتَهَـــمُ جَهــْلاً مَـقـادَتَهُـمْ
فَـكُــلُّهُـــمْ فــي حِبــالِ الغَـيِّ مُنْـقـادُ
حــانَ الرَّحـيــلُ إِلـى قَـوْمٍ وَإِنْ بَعُــدُوا
فِــيـــهِـــمْ صَــلاحٌ لِمُـرْتـــادٍ وَإِرْشــادُ
فَـسَـــوْفَ أَجْـعَـــلُ بُـعْـــدَ الأَرْضِ دُونَكُـمُ
وَإِنْ دَنَـــتْ رَحِـــمٌ مِـنْــكُـــمْ وَمِـيـــلادُ
إِنَّ النَّـجـــاةَ إِذا مــا كُنــْتَ ذا بَصَــرٍ
مِــنْ أَجَّةــِ الغَــيِّ إِبـْعـــادٌ فَـإِبـْعــادُ
وَالخَـيـــرُ تَـزْدادُ مِنْــهُ مـا لَقِيــتَ بِهِ
وَالشَّـــرُّ يَـكْــفـيــكَ مِنْــهُ قَـلَّ مـا زادُ
الأفوهُ الأَوْديّ هو صَلاءَةُ بنُ عمرو بنِ مالك، من قبيلةِ أود المنحدرةِ من قبائلِ مَذْحِج الجنوبيّة، كُنيتُهُ أَبو ربيعة، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 54ق.ه/570م. كانَ سَيِّدًا من ساداتِ قبيلتَهِ أود، وقائدًا لهُم في حروبِهم مع القبائل الشَّمالِيَّة. يُعَدُّ الأفوَه الأوديّ من حكماءِ العربِ وأصحابِ الرّأيِ والتّجرِبَة، واحتفى بهِ وبشعرِهِ علماءُ اللغةُ العربيّةِ والنقّادُ في القديمِ والحديث؛ لا سيّما بقصيدتِه الدّاليّة الّتي عدّوها من حكمةِ العربِ وآدابِها. يغلُبُ على شعرِهِ الفخرُ والحكمةُ وشعرُ الحماسةِ الّذي يوثّقُ أيّامَ العرب ومعاركَها في الجاهليّة.