
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِنَّـا مُسـافٍ يُسـَافي النَّـاسَ ما يَسَرُوا
فـــي كَــفِّهِ أَكْـعُــبٌ أَو أَقْـدُحٌ عُطُــفُ
تَـتْــبَـــعُ أَسْلافَـنــا عِيْــنٌ مُخَـدَّرَةٌ
مِــنْ تَحْــتِ دَوْلَجِهِـنَّ الرِّيـطُ وَالضـَّعَفُ
سُــودٌ غَـدائِرُهـــا بُــلْجٌ مَحـاجِـرُهـا
كَــأَنَّ أَطْرافَهــا لَمَّـا اجْتَلـى الطَّنَـفُ
وَقَــدْ غَـدَوْتُ أَمَـامَ الحَـيِّ يَحْـمِـلُنــي
وَالفَضْـلَتَـيـــْنِ وَسَعْـيــي مُحْنِـقٌ شَسـِفُ
مُـضَــبَّرٌ مِثْــلُ رُكْـنِ الطَّـوْدِ تَحْـمِـلُهُ
يَـــدا مَهـــاةٍ وَرِجــلا خاضِــبٍ يَجِــفُ
أَغَــرُّ أَسْقَــفُ سَامــي الطَّـرْفِ نَظْــرَتُهُ
لَيْــنٌ أَصـابِـــعُهُ فــي بَطْــنِهِ هَيَــفُ
فَـظَـــلَّ بَـيْــنَ لَخـاقِـيـقٍ وَتَنْـهِـيَـةٍ
يَـخْـــذِمُ أَطْــرافَ تَـنُّــومٍ وَيَنْـتَـتِـفُ
حَتَّـى إِذا غـابَ قَـرْنُ الشـَّمْسِ أَو كَرَبَـتْ
وَظَــنَّ أَنْ ســَوفَ يُـولي بَيْــضَهُ الْغَسـَفُ
شــَالَتْ ذُنابــاهُ وَاهْتَـاجَــتْ ضـَبابَتُهُ
فــي قـائِمٍ لا يُرِيــدُ الـدَّهْرَ يَنْكَشـِفُ
لا الشَّـــدُّ شــَدٌّ إِذا مـا هـاجَهُ فَـزَعٌ
وَلا الزَّفيـــفُ إِذا مــا زَفَّ يَعْـتَـــرِفُ
كَالْهَــوْدَجِ السـَّاطِعِ المَحْفُـوفِ يَحْمِلُـهُ
صَقْـبــانِ مِـن عَرْعَــرٍ مـا فَـوقَهُ كَنَـفُ
يَـنْــقَـــدُّ ذو رِقَّـةٍ تَهْفــُو جَوانِــبُهُ
كَمَـــا هَفــا فُـرُوعَ الأَيْكَــةِ الغَـرَفُ
كَالأَسْـــوَدِ الحَبَـشِـــيِّ الحَمْـشِ يَتْبَعُـهُ
سـُودٌ طَمَـاطِــمُ فـي آذانِهـا النُّطَــفُ
هَــابٍ هِــبِــلٌّ مُـدِلٌّ يَـعْــمَــلٌ هَـزِجٌ
طَفْـطـــافُهُ ذو عِفــاءٍ نِقْـنِــقٌ جَنِــفُ
يَــرُوحُ غِلْمـانُـنــا دُسْمــاً مَشـافِرُهُمْ
رُقْنـــاً بِأَيْــدِيهِمُ الأَحْــرادُ وَالسـَّدَفُ
يَـقُـــولُ وُلْدانُـنـــا وَيْــلاً لِأُمِّكــُمُ
كُـلُّ امْرِىـءٍ مِنْـكُــمُ يَسْـعَــى لَـهُ تَلَفُ
الأفوهُ الأَوْديّ هو صَلاءَةُ بنُ عمرو بنِ مالك، من قبيلةِ أود المنحدرةِ من قبائلِ مَذْحِج الجنوبيّة، كُنيتُهُ أَبو ربيعة، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 54ق.ه/570م. كانَ سَيِّدًا من ساداتِ قبيلتَهِ أود، وقائدًا لهُم في حروبِهم مع القبائل الشَّمالِيَّة. يُعَدُّ الأفوَه الأوديّ من حكماءِ العربِ وأصحابِ الرّأيِ والتّجرِبَة، واحتفى بهِ وبشعرِهِ علماءُ اللغةُ العربيّةِ والنقّادُ في القديمِ والحديث؛ لا سيّما بقصيدتِه الدّاليّة الّتي عدّوها من حكمةِ العربِ وآدابِها. يغلُبُ على شعرِهِ الفخرُ والحكمةُ وشعرُ الحماسةِ الّذي يوثّقُ أيّامَ العرب ومعاركَها في الجاهليّة.