
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذَهَــبَ الَّـذينَ عَهِـدْتُ أَمْـسِ بِرَأْيِهِــمْ
مَـنْ كـانَ ينْقُــصُ رَأْيُـهُ يَسْـتَـمْـتِـعُ
وَإِذا الأُمُــورُ تَعَـاظَـــمَتْ وَتَشـَابَهَتْ
فَهُنــاكَ يَعْـتَـرِفــونَ أَيْـنَ المَفْزَعُ
وَإِذا عَجَـــاجُ المَـوْتِ ثَـارَ وَهَلْهَلَـتْ
فِيــهِ الْجِيــادُ إِلـى الجِيـادِ تَسَرَّعُ
بِالـدَّارِعينَ كَأَنَّهـا عُصَبُ القَطا الـ
أَسـْرابِ تَمْـعَــجُ فـي العَجـاجِ وَتَمْزَعُ
كُنَّـــا فَوَارِسَهــا الَّـذينَ إِذا دَعـا
دَاعــي الصَّـبــاحِ بِـهِ إِلَيْـهِ نَفْـزَعُ
كُــنَّـــا فَـوَارِسَ نَـجْــدَةٍ لَكِـنَّهــا
رُتَــبٌ فَـبَــعْـــضٌ فَوقَ بَعْـضٍ يَشْـفَـعُ
وَلِكُــلِّ ســاعٍ سُــنَّةٌ مِــمَّنْ مَـضَـــى
تَـنـْـمــي بِـهِ فـي سَعْـيِهِ أَو تُبْـدِعُ
وَكَأَنَّمــا فِيـهــا المَذانِــبُ خِلْفَةً
وَذَمُ الـدِّلاءِ عَــلى قَـلِيـــبٍ تُنْــزَعُ
فِيـنــا لِثَعْـلَبَــةَ بْـنِ عَـوْفٍ جَفْـنَةٌ
يَـأْوِي إِلَيْهــا فـي الشـِّتاءِ الجُـوَّعُ
وَمَـذانِـــبٌ مـا تُسْـتَـعـارُ وَجَفْـنَـةٌ
سـَوداءُ عِنْــدَ نَشِـيـجِهــا مـا تُرْفَعُ
مَـنْ كَـانَ يَشْـتُــو وَالْأَرامِـلُ حَـوْلَهُ
يُــرْوي بِآنِـيَــةِ الصَّريـفِ وَيُشْـبِـعُ
فـي كُـلِّ يَـوْمٍ أَنْـتَ تَفْـقِــدُ مِنْهُــمُ
طَـرَفـــاً وَأَيُّ مَـخــيَـــلَةٍ لا تُقْـلِعُ
لَـمْ يَبْــقَ بَعْـدَهُـمُ لِعَيـنَـيْ ناظِـرٍ
مـا تَسْـتَـنـيــمُ لَـهُ العُيُونُ وَتَهْجَعُ
إِلَّا الْمَلامَـــةَ مِـنْ رِجـالٍ قَـدْ بُلُـوا
فَهُمـوهُـمـــو وَأَخـو المَلامَـةِ يَجْـزَعُ
إِنَّـــا بَــنُــو أَوْدَ الَّذي بِـلِوائِهِ
مُنِـــعَتْ رِئامُ وَقَــدْ غَزاهـا الأَجْـدَعُ
وَبِـهِ تَـيَـــمَّنَ يَـومَ سارَ مُكـاثِـراً
فـي النَّـاسِ يَقْـتَــصُّ المَناهِـلَ تُبَّـعُ
وَلَقَــدْ نَكُــونُ إذا تَحَــلَّلَتِ الحُبـا
مِنَّـا الرَّئيـسُ ابْـنُ الرَّئيـسِ المَقْنَعُ
وَالدَّهــرُ لا يَبْـقَــى عَلَيــهِ لِقْـوَةٌ
فــي رَأسِ قاعِــلَةٍ نَمَـتْـهــا أَرْبَـعُ
مِــنْ دُونِهــا رُتَــبٌ فَأَدْنــَى رُتْبَـةٍ
مِنْــها عَلـى الصـَّدَعِ الرَّجِيـلِ تَمَنَّـعُ
الأفوهُ الأَوْديّ هو صَلاءَةُ بنُ عمرو بنِ مالك، من قبيلةِ أود المنحدرةِ من قبائلِ مَذْحِج الجنوبيّة، كُنيتُهُ أَبو ربيعة، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 54ق.ه/570م. كانَ سَيِّدًا من ساداتِ قبيلتَهِ أود، وقائدًا لهُم في حروبِهم مع القبائل الشَّمالِيَّة. يُعَدُّ الأفوَه الأوديّ من حكماءِ العربِ وأصحابِ الرّأيِ والتّجرِبَة، واحتفى بهِ وبشعرِهِ علماءُ اللغةُ العربيّةِ والنقّادُ في القديمِ والحديث؛ لا سيّما بقصيدتِه الدّاليّة الّتي عدّوها من حكمةِ العربِ وآدابِها. يغلُبُ على شعرِهِ الفخرُ والحكمةُ وشعرُ الحماسةِ الّذي يوثّقُ أيّامَ العرب ومعاركَها في الجاهليّة.