
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنْ تَــــرَيْ رَأْسِــــيَ فـــيـــــهِ قَـــزَعٌ
وَشَــواتـــــِي خَـــلَّةً فــيـــهــــا دُوارُ
أَصْــبَـــحَـــتْ مِــنْ بَـعْـــدِ لَـوْنٍ واحــدٍ
وَهْــــيَ لَوْنــــانِ وَفـــي ذاكَ اعْتِـبـــارُ
فَــصُـــــروفُ الدَّهْــــرِ فـــي أَطْـبـــاقِهِ
خِلْفَــــةٌ فيـهــــا ارْتِفــــاعٌ وَانْحِــدارُ
بَـيــنَــمـــا النَّــاسُ علــى عَلْيـائِهــا
إِذْ هَـــوَوْا فـــي هُــوَّةٍ مِنْهــا فَغــاروا
إِنَّمـــا نِــعْـــمَــــةُ قَـــوْمٍ مُــتْــعَــةٌ
وَحَـيــــاةُ الْمَـــرْءِ ثَـــوْبٌ مُسْـتَـعـــارُ
وَلَيــَـــــاليــــــــهِ إِلالٌ لِلْقُـــــــوى
مِـــنْ مُـــداهَ تَـخْــتَــليـهـــا وَشِفـــارُ
تَــقـْــطَــــعُ اللَّيـــلَةُ مِــنْــــهُ قُــوَّةً
وَكَـمـــــا كَـــرَّتْ عَـلَيــــهِ لا تُـغــــارُ
حَـــتَـــــمَ الدَّهْـــرُ عَــلَيـــنــــا أَنَّهُ
ظَــــلَفٌ مــــا نـــالَ مِـنَّـــا وَجُـبـــارُ
فَـــــلَهُ فـــــي كُــــلِّ يَــــومٍ عَـــدْوَةٌ
لَيــــسَ عَـنْـهــــا لِامْــرِئٍ طــارَ مَطـــارُ
رَيَّشــــَتْ جُــرْهُــــمُ نَــبْــــلاً فَــرَمـــى
جُـرْهُــمــــاً مِـنْــهُــــنَّ فَـــوقٌ وَغِــرارُ
عَلَّمُــــوا الطَّعْـــنَ مَعَـــدّاً فــي الكُلَــى
وَادِّراعَ اللَّأَمِ فَـالطَّـــــــرْفُ يَـحـــــــارُ
وَرُكُــوبَ الخَـيـــلِ تَـعْـــدوا لمَــرَطَـــى
قَــــدْ عَلاهــــا نَجَـــدٌ فيـــهِ احْمِـــرارُ
يـــا بَــنــــي هــاجَـــرَ ســَاءَتْ خُــطَّةً
أَنْ تَرُومــــوا النَّصْــــفَ مِنَّــــا وَنُجــارُ
إِنْ يَــجُـــــلْ مُهْــرِيَ فِـيــكُـــمْ جَــوْلَةً
فَـعَــلَيــــهِ الكَـــرُّ فيـكُـــمْ وَالغِــوارُ
كَــشِهــــابِ القَــذْفِ يَـرْمــيــكُـــمْ بِـهِ
فـــــارِسٌ فــــي كَـــفِّهِ لِلْحَـــرْبِ نـــارُ
شَــــنَّ مِــــنْ أَوْدٍ عَــلَيـــكُــــمْ شَـــنَّةً
إِنَّــهُ يَـحْـمــــي حِـمــاهــــا وَيَغـــارُ
فـــارِسٌ صَـــعْــــدَتُهُ مَــسْـــمُـــومَـــةٌ
تَخْـضِــــبُ الرُّمْـــحَ إِذا طـــارَ الغُبـــارُ
مُـسْــتَــطــيــــرٌ لَيــسَ مِــنْ جَهْـلٍ وَهَـلْ
لِأَخــــي الْحِـــلْمِ عَـــلى الحَــرْبِ وَقــارُ
يَـــحْـــــلُمُ الجــاهِـــــلُ لِلسِّـــلْمِ وَلا
يَقِــرُ الحِلْــمُ إِذا مــا القَــومُ غــاروا
نَـــــــحْــــــــنُ أَوْدٌ وَلِأَوْدٍ سُـــــــنَّةٌ
شَــــرَفٌ لَيــــسَ لَنــا عَـنْـــهُ قَـصـــارُ
سُـــــنَّةٌ أَوْرَثـَنَـــاهـــــا مَــذْحِـــــجٌ
قَـبـْــــلَ أَنْ يُـنْــسَــــبَ لِلنّــاسِ نِــزارُ
نَحْــــنُ قُدْنـــا الخَيْــلَ حَتَّـــى انْقَطَعَــتْ
شُــــدُنُ الْأَفْــــلاءِ عَنْـهــــا وَالمِهـــارُ
كُـلَّمــــا سِـرْنــــا تَـرَكْــنـــا مَنْــزِلاً
فِيــــهِ شـــَتَّى مِــنْ ســِباعِ الأَرْضِ غــاروا
وَتَــــرَى الطَّــيـــــرُ عَـــلى آثـارِنـــا
رَأْيَ عَــيْـــــنٍ ثِـقَــــةً أَنْ سَـتُــمــــارُ
جَـــحْـــفَــــلٌ أَوْرَقَ فــيـــهِ هَــبـْــوَةٌ
وَنُـــجُـــــومٌ تَـــتَــــلَظَّــــى وَشَـــرارُ
تَــــرَكَ النَّــــاسُ لَنـــا أَكْــتــافَهُـــمْ
وَتَــــوَلَّوا لاتَ لَـــمْ يُـغْـــــنِ الفِـــرارُ
مُــــلْكُـــــنـــــا مُــــلْكُ لَقـــاحٍ أَوَّلٌ
وَأَبـُونــــا مِـــنْ بَـنــــي أَوْدٍ خِيـــارُ
وَلَقَــدْ كُـنْــتُـــمْ حَـديــثـــاً زَمَـعـــاً
وَذُنـابـــــَى حَـيـــثُ يَحـتَـــلُّ الصَّغـــارُ
نَـحْــــنُ أَصْـحـــابُ شَـبـــاً يَــومَ شَبــا
بِـصِــفـــــاحِ البِيـــضِ فِيـهِـــنَّ اظِّفــارُ
عَـنْــكُــــمُ فـــي الأَرْضِ إِنّـــا مَـذْحِـــجٌ
وَرُوَيــــْداً يَـفْـضَــــحُ اللَّيــلَ النَّهــارُ
الأفوهُ الأَوْديّ هو صَلاءَةُ بنُ عمرو بنِ مالك، من قبيلةِ أود المنحدرةِ من قبائلِ مَذْحِج الجنوبيّة، كُنيتُهُ أَبو ربيعة، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 54ق.ه/570م. كانَ سَيِّدًا من ساداتِ قبيلتَهِ أود، وقائدًا لهُم في حروبِهم مع القبائل الشَّمالِيَّة. يُعَدُّ الأفوَه الأوديّ من حكماءِ العربِ وأصحابِ الرّأيِ والتّجرِبَة، واحتفى بهِ وبشعرِهِ علماءُ اللغةُ العربيّةِ والنقّادُ في القديمِ والحديث؛ لا سيّما بقصيدتِه الدّاليّة الّتي عدّوها من حكمةِ العربِ وآدابِها. يغلُبُ على شعرِهِ الفخرُ والحكمةُ وشعرُ الحماسةِ الّذي يوثّقُ أيّامَ العرب ومعاركَها في الجاهليّة.