
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجِــدَّكَ شـاقَتْكَ الرُّسـُومُ الـدَّوارِسُ
بِجَنْبَـيْ قَسـاً قَـدْ غَيَّرَتْها الرَّوامِسُ
فَلَـمْ يَبْـقَ مِنْهـا غَيْـرُ نُـؤْيٍ نَباهُ
مِــنَ الســَّيْلِ الْعَـذارى الْعَـوانِسُ
وَمَوْقِــدُ نِيــرانٍ كَــأَنَّ رُسـُومَها
بِحَـوْلَيْنِ بِالْقـاعِ الْجَدِيدِ الطَّيالِسُ
لَيـالِيَ إِذْ سـَلْمَى بِهـا لَـكَ جارَةٌ
وَإِذْ لَـمْ يُخَبِّـر بِـالْفِراقِ الْعَواطِسُ
لَيــالِيَ ســَلْمَى دُرَّةٌ عِنْــدَ غـائِصٍ
تُضـِيءُ لَـكَ الظَّلْمـاءَ وَاللَّيْلُ دامِسُ
تَناوَلَهـا فِـي لُجَّـةِ الْبَحْرِ بَعْدَما
رَأَى الْمَـوْتَ ثُـمَّ احْتالَ حُوتٌ مُغامِسُ
فَجاءَ بِها يُعْطِي الْمُنَى مِنْ وَرائِها
وَيَـأْبَى فَيُغْلِيهـا عَلَـى مَـنْ يُماكِسُ
إِذا صـَدَّ عَنْهـا تـاجِرٌ جـاءَ تاجِرٌ
مِـنَ الْعُجْـمِ مَخْشـِيٌّ عَلَيْـهِ النَّقارِسُ
يَسـُومُونَهُ خُلْـدَ الْحَيـاةِ وَدُونَهـا
بُـرُوجُ الرُّخـامِ وَالْأُسـُودُ الْحَـوارِسُ
وَمـا رَوْضـَةٌ مِـنْ بَطْـنِ فَلْجٍ تَعاوَنَتْ
لَهـا بِـالرَّبِيعِ الْمُدْجِناتُ الرَّواجِسُ
حَمَتْهـا رِماحُ الْحَرْبِ وَاعْتَمَّ نَبْتُها
وَأَعْشـَبَ مِيـثُ الْجـانِبَيْنِ الـرَّوائِسُ
بِأَحْسـَنَ مِنْ سَلْمَى غَداةَ انْبَرَى لَنا
بِـذاتِ الْأَزاءِ الْمُرْشـِقاتُ الْأَوانِـسُ
نَــواعِمُ لا يَســْأَلْنَ حَيّــاً بِبَثِّــهِ
عَلَيْهِـــنَّ حَلْـــيٌ كامِــلٌ وَمَلابِــسُ
لَنــا إِبِـلٌ لَـمْ نَكْتَسـِبْها بِغَـدْرَةٍ
وَلَـمْ يُغْـنِ مَوْلاهـا السِّنُونُ الْأَحامِسُ
نُحَلِّئُهــا عَــنْ جارِنـا وَشـَرِيبِنا
وَإِنْ صــَبَّحَتْنا وَهْــيَ عُـوجٌ خَـوامِسُ
وَيَحْبِســُها فِــي كُـلِّ يَـوْمِ كَرِيهَـةٍ
وَلِلْحَـقِّ فِـي مـالِ الْكَرِيـمِ مَحـابِسُ
وَحَتَّـى تُرِيـحَ الـذَّمَّ وَالـذَّمُّ يُتَّقَـى
وَيَــرْوَى بِـذاتِ الْجَمَّـةِ الْمُتَغـامِسُ
فَتُصـْبِحَ يَـوْمَ الْـوِرْدِ غُلْباً كَأَنَّها
هِضــابُ شــَرَوْرَى مُســْنَفاتٌ قَنـاعِسُ
تُسـاقِطُ شـَفَّانَ الصـَّبا عَنْ مُتُونِها
لِأَكْتافِهــا مِــنَ الْخَمِيــلِ بَرانِـسُ
تَلَبَّـطُ مـا بَيْـنَ الثَّمـانِي وَقَلْهَـبٍ
بِحَيْــثُ تَلاقَــى خَمْصــُهُ الْمُتَكـاوِسُ
يَصــُدُّ الْعِـدَى عَنْهـا فُتُـوٌّ مَسـاعِرٌ
وَتَرْكَــبُ عَــوْفٌ دُونَهــا وَمُقــاعِسُ
بِكُــلِّ طُــوالِ الســَّاعِدَيْنِ شـَمَرْدَلٍ
غَلا جِســْمُهُ وَاشــْتَدَّ مِنْـهُ الْأَبـاخِسُ
بِأَيْــدِيهِمُ فِــي كُـلِّ يَـوْمِ كَرِيهَـةٍ
عَلَـى الْأَعْوَجِيَّـاتِ الرِّمـاحُ الْمَداعِسُ
نَهْشَلُ بنُ حَرِّيِّ بنِ ضَمْرَةَ النَّهْشلِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ مِن قَبيلةِ تَمِيمٍ، عاشَ فِي الجاهليَّةِ وأَدركِ الإِسلامَ فأَسلمَ ولمْ يرَ النّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ، وكانَ مَعَ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ فِي حُروبِهِ، وفِي وقْعَةِ صِفِّينَ قُتِلَ أخوهُ مالكٌ فرثاهُ بِمراثٍ عَديدةٍ، وعاشَ نَهشلُ حتَّى خِلافَةِ مُعاويةَ وتُوفِّيَ حَوالَي سَنَةِ 45 لِلهجرةِ.