
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُمَيْـمَ أَثِيبِـي قَبْـلَ جِـدِّ التَّزَيُّـلِ
أَثِيبِــي بِوَصــْلٍ أَوْ بِصـَرْمٍ مُعَجَّـلِ
أُمَيْـمَ وَقَـدْ حُمِّلْـتُ مَـا حُمِّلَ امْرُؤٌ
وَفِـي الصـَّرْمِ إِحْسَانٌ إِذَا لَمْ يُنَوَّلِ
وَإِنِّـي وَذِكْـرِي أُمَّ حَيَّـانَ كَـالْفَتَى
مَتَـى يَـذُقْ طَعْـمَ الْمُدَامَـةِ يَجْهَـلِ
نَظَرْتُ وَقَدْ جَلَّى الدُّجَى طَاسِمَ الصُّوَى
بِسـَلْعٍ وَقَـرْنُ الشـَّمْسِ لَـمْ يَتَرَجَّـلِ
إِلـى ظُعُـنٍ بَيْـنَ الرَّسـِيسِ فَعَاقِـلٍ
عَوَامِــدَ لِشــِّيقَيْنِ لَــمْ يَتَرَجَّــلِ
أَلَا حَبَّـذا تِلْـكَ الـدِّيارُ وَأَهْلُهـا
لَـوَ انَّ عَـذَابِي بِالْمَدِينَـةِ يَنْجَلِي
بَـرَزْتُ بِهـا مِـنْ سِجْنِ مَرْوَانَ غُدْوَةً
فَآنَســْتُها بِــالْأَيْمِ لَمَّــا تَحَمَّـلِ
وَآنَسـْتُ حَيّـاً بِالْمَطَـالِي وَجـامِلاً
أَبَابِيـلَ هَطْلَـى بَيْـنَ رَاعٍ وَمُهْمَـلِ
وَمُــرْدٍ عَلَـى جُـرْدٍ يَسـَارَ لِمَجْلِـسٍ
كِــرَامٍ بِأَيْــدِيهِمْ مَــوَارِنُ ذُبَّـلِ
بَكَيْــتُ بِخَلْصـَي شـَنَّةً شـَدَّ فَوْقَهـا
عَلَــى عَجَــلٍ مُسـْتَخْلِفٍ لَـمْ تَبَلَّـلِ
عَلَـى شـارِفٍ تَغْدُو إِذَا مالَ ضَفْرُها
عَسـِيرِ الْقِيـادِ صـَعْبَةٍ لَـمْ تُـذَلَّلِ
جَدِيــدٌ كُلاهــا مُنْهَــجٌ حَجَراتُهـا
فَلِلْمــاءِ سـَحٌّ مِـنْ طِبـابٍ مُشَلْشـَلِ
وَشـُبَّتْ لَنَـا نـارٌ لِلَيْلَـى شـِيافَةً
يُــذَكَّى بِعُــودٍ جَمرُهــا وَقَرَنْفُـلِ
أَقُـولُ لِأَصـْحابِي الْحَدِيـدِ تَرَوَّحُـوا
إِلَـى نَارِ لَيْلَى بِالْعُقُوبَيْنِ نَصْطَلِي
يُضـِيءُ سـَنَاها وَجْـهَ لَيْلَـى كَأَنَّما
يُضـِيءُ سـَنَاها وَجْـهَ أُدْمـاء مُغْزِلِ
غَلَا عَظْمُهـا وَاسـْتَعْجَلَتْ عَنْ لِداتِها
وَشــَبَّتْ شـَبَاباً وَهْـيَ لَمَّـا تَرَبَّـلِ
بَـدَتْ بَيْـنَ أَسـْتارٍ عِشـاءً يَلُفُّهـا
تَنَـــازُعُ أَرْوَاحٍ جَنُــوبٍ وَشــَمْأَلِ
يَكَـادُ بِإِثْقـابِ الْيَلَنْجُـوجِ جَمْرُها
يُضـِيءُ إِذَا مَـا سـِتْرُها لَـمْ يَجْلَلِ
وَمِـنْ دُونِ حُوثُ اسْتَوْقَدَتْ هُضْبُ شَابَةٍ
وَهُضــْبُ تِعـارٍ كُـلُّ عَنْقـاءَ عَيْطَـلِ
يُغَنِّـي الْحَمَـامُ الْوُرْقُ في قُذُفَاتِهِ
وَيُحْــرِزُ فِيهـا بَيْضـَهُ كُـلُّ أَجْـدَلِ
وَلَمَّـا رَأَيْـتُ الْبابَ قَدْ حِيلَ دُونَهُ
وَخِفْــتُ لِحاقـاً مِـنْ كِتـابٍ مُؤَجَّـلِ
رَدَدْتُ عَلَـى الْمَكْـرُوهِ نَفْساً شَرِيسَةً
إِذَا وُطِّنَــتْ لَـمْ تَسـْتَقِدْ لِلتَّـذَلُّلِ
وَكَـالِئُ بـابِ السـِّجْنِ لَيْـسَ بِمُنْتَهٍ
وَكَـانَ فِـرَارِي مِنْـهُ لَيْـسَ بِمُؤْتَلِي
إِذا قُلْـتُ رَفِّهْنِـي مِنَ السِّجْنِ ساعَةً
تَـدَارَكْ بِهـا نُعْمَـى عَلَـيَّ وَأَفْضـِلِ
يَشــُدُّ وِثــاقِي عَابِســاً وَيَتُلُّنِـي
إِلَــى حَلَقَــاتٍ فـي عَمُـودٍ مُرَمَّـلِ
أَقُـولُ لَـهُ وَالسـَّيْفُ يَعْصـِبُ رَأْسـَهُ
أَنَـا ابْنُ أَبِي أَسْماءَ غَيْرَ التَّنَحُّلِ
عَرَفْـتُ نِـدايَ مِـنْ نِـداهُ وَجُرْأَتِـي
وَرِيحـاً تَغَشـَّانِي إِذا اشْتَدَّ مِسْحَلِي
تَرَكْـتُ عِتـاقَ الطَّيْـرِ تَحْجَـلُ حَوْلَهُ
عَلَــى عُـدْوَاءَ كَـالْحِوارِ الْمُجَـدَّلِ
القَتّالُ الكِلابِيُّ هُوَ عَبْدُ اللّٰهِ بنُ مُجِيبٍ المَضرحِيّ، مِنْ بَنِي كِلابِ بنِ رَبِيعَةَ، وَهُمْ مِنْ بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ شاعِرٌ شُجاعٌ وَمِن الفُتّاكِ فِي الإِسْلامِ، فَقَدْ لُقِّبَ بِالقَتّالِ لِتَمَرُّدِهِ وَفَتكِهِ، وَكانَتْ عَشِيرَتُهُ تُبْغِضُهُ وَلا تَمْنَعُهُ مِنْ مَكْرُوهٍ يَلْحَقُهُ لِكَثْرَةِ جِناياتِهِ، وَقَدْ حُبِسَ فِي أَيّامِ مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ فَقَتَلَ حارسَ السِّجْنِ وَهربَ. عاشَ حَتَّى أَيّامِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوانَ وتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 70 لِلهِجْرَةِ.