
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَـلِيـــلَيَّ مُــرَّا بِــي عَــلى أُمِّ جُـنْـــدَبِ
نُـقَـــضِّ لُبـانـــاتِ الْفُــؤادِ الْمُـعَـــذَّبِ
فَـإِنَّكُـمـــا إِنْ تَنْــظُــرانِـــيَ سـاعَـــةً
مِــنَ الــدَّهْرِ تَنْـفَـعْـنِــي لَـدى أُمِّ جُنْـدَبِ
أَلَــمْ تَـرَيــانِـــي كُـلَّمــا جِئْتُ طارِقــاً
وَجَــدْتُ بِهــا طِـيــبـــاً وَإِنْ لَـمْ تَطَــيَّبِ
عَـقِــيــــلَةُ أَتْــرابٍ لَهــا لا ذَمِـيـمَــةٌ
وَلا ذاتُ خَــــلْقٍ إِنْ تَــأَمَّلْــــتَ جَـأْنَـــبِ
أَلا لَيْــتَ شِعْـــري كَيْـــفَ حــادِثُ وَصْلِهــا
وَكَـيْـــفَ تُـراعِـــي وُصْــلَةَ الْمُـتَــغَــيِّبِ
أَدامَــتْ عَلــى مــا بَيْـنَـنــا مِـنْ مَـوَدَّةٍ
أُمَـيْــمَــــةُ أَمْ صــارَتْ لِقَــوْلِ المُخَــبِّبِ
فَــإِنْ تَنْـــأَ عَنْـهـــا حِقْـــبَةً لا تُلاقِهـا
فَــإِنَّكَ مِـمَّـــا أَحْـدَثَـــتْ بِـالْمُــجَـــرِّبِ
وَقــالَتْ مَتَـــى يُبْـخَــلْ عَلَيْــكَ وَيُعْــتَلَلْ
يَـسُـــؤْكَ وَإِنْ يُـكْــشَـــفْ غَـرامُــكَ تَـدْرَبِ
تَـبَـــصَّرْ خَلِيـــلِي هَـلْ تَـرى مِـنْ ظَعــائِنٍ
ســَوالِكَ نَقْـبــاً بَيْــنَ حَزْمَــيْ شَعَـبْـعَــبِ
عَــلَوْنَ بِـأَنْــطــاكِـــيَّةٍ فَــوْقَ عِـقْـمَــةٍ
كَـجِــرْمَـــةِ نَـخْـــلٍ أَوْ كَـجَـــنَّةِ يَثْــرِبِ
وَلِلَّـهِ عَـيْــنـــا مَــنْ رَأَى مِــنْ تَـفَــرُّقٍ
أَشَـــتَّ وَأَنْـــأَى مِــنْ فِــراقِ الْمُـحَـــصَّبِ
فَـريـقـــانِ مِنْـهُــمْ جـازِعٌ بَطْــنَ نَخْــلَةٍ
وَآخَــرُ مِـنْــهُـــمْ قـاطِــعٌ نَجْــدَ كَبْـكَـبِ
فَـعَـيْـنـــاكَ غَرْبــا جَـدْوَلٍ فـي مُفـاضَــةٍ
كَـمَـــرِّ الْخَـلِيـــجِ فــي صَـفِـيــحٍ مُصَـوَّبِ
وَإِنَّـكَ لَـمْ يَـفْــخَـــرْ عَـلَيْـــكَ كَـفـاخِـرٍ
ضَـعِــيـــفٍ وَلَـمْ يَـغْــلِبْـــكَ مِثْـلُ مُغَـلَّبِ
وَإِنَّـكَ لَـمْ تَـقْــطَـــعْ لُبـانَـــةَ عـاشِــقٍ
بِـــمِــــثْــــلِ غُـــدُوٍّ أَوْ رَواحٍ مُـــؤَوِّبِ
بِـأَدْمـــاءَ حُـرْجـــوجٍ كَــأَنَّ قُـتُـودَهـــا
عَلــى أَبْلَــقِ الْكَشْـحَـيْــنِ لَيْـسَ بِمُـغْــرِبِ
يُـغَــــرِّدُ بِـالْأَسْـحــــارِ فِـي كُـلِّ سُدْفَــةٍ
تَـغَـــرُّدَ مَـيَّـــاحِ النَّـدامَـــى الْمُطَــرِّبِ
أَقَــبُّ رَبــاعٌ مِــنْ حَـمِــيــرِ عَـمــايَــةٍ
يَـمُــــجُّ لُعــاعَ الْبَقْــلِ فِـي كُـلِّ مَشْــرَبِ
بِـمَــحْـنِـــيَةٍ قَــدْ آزَرَ الضـَّالُ نَبْـتَهــا
مَــجَـــرَّ جُــيـــوشٍ غـانِــمــيــنَ وَخُـيَّبِ
وَقَــدْ أَغْتَـــدِي وَالطَّيْـــرُ فِـي وُكُنــاتِها
وَمــاءُ النَّــدَى يَجْـــرِي عَلـى كُـلِّ مِذْنَــبِ
بِــمُـــنْــجَـــرِدٍ قَـيْـــدِ الْأَوابِــدِ لاحَـهُ
طِـــرادُ الْهَـــوادِي كُــلَّ شَــأْوٍ مُـغَـــرِّبِ
عَــــلى الْأَيْـــنِ جَـيّـــاشٍ كَــأَنَّ سَــراتَهُ
عَلــى الضُّمْـــرِ وَالتَّعْـــداءِ سـَرْحَةُ مَرْقَـبِ
يُـبـــاري الْخَنُـــوفَ الْمُسْـتَـقِــلَّ زِمـاعُهُ
تَــرى شَـخْـــصَهُ كَــأَنَّهُ عُــودُ مِـشْــجَـــبِ
لَـهُ أَيْـطَـــلا ظَـبْـــيٍ وَسـاقــا نَعـامَــةٍ
وَصَهْـــوَةُ عَــيْـــرٍ قــائِمٍ فَــوْقَ مَـرْقَــبِ
وَيَـخْــطُـــو عَــلى صُــمٍّ صِــلابٍ كَـأَنَّهـــا
حِــجــــارَةُ غِـيـــلٍ وارِسـاتٌ بِـطُــحْــلَبِ
لَـهُ كَــفَــــلٌ كَــالدِّعْــــصِ لَبَّدَهُ النَّـدَى
إِلــى حــارِكٍ مِـثْـــلِ الْغَبِـيــطِ الْمُـذَأَّبِ
وَعَـيْـــنٌ كَـمِـــرْآةِ الصَّـنــاعِ تُدِيـرُهــا
لِمَـحْــجِــرِهـــا مِـنَ النَّصـيــفِ الْمُثَــقَّبِ
لَـهُ أُذُنــانِ تَـعْـــرِفُ الْعِتْــقَ فِيـهِـمــا
كَـســامِــعَــتَـــيْ مَـذْعُـــورَةٍ وَسـْطَ رَبْرَبِ
وَمُـسْــتَــفْـــلِكُ الذِّفْــرَى كَــأَنَّ عِنــانَهُ
وَمَــثْـــنـــاتَهُ فِــي رَأْسِ جِــذْعٍ مُـشَــذَّبِ
وَأَسْــحَــــمُ رَيَّـــانُ الْعَــسِــيــبِ كَـأَنَّهُ
عَـثـاكِـيــلُ قِنْــوٍ مِـنْ سُمَـيْـحَــةَ مُرْطِــبِ
إِذا مــا جَــرى شَأْوَيْـــنِ وَابْتَــلَّ عِطْــفُهُ
تَـقُــــولُ هَـزِيـــزُ الرِّيـحِ مَـرَّتْ بِأَثْــأَبِ
يُـدِيـــرُ قَـطـــاةً كَـالْمُـحــالَةِ أَشرَفَــتْ
إِلـى سَـنَـــدٍ مِـثْـــلِ الْغَبِـيــطِ الْمُـذَأَّبِ
وَيَـخْــضِــــدُ فِــي الآرِيِّ حَـتَّـــى كَأَنَّمــا
بِـهِ عُــرَّةٌ مِــنْ طــائِفٍ غَـيْــرِ مُـعْــقِــبِ
فَـيَــوْمـــاً عَــلى سِــرْبٍ نَـقِـــيٍّ جُـلودُهُ
وَيَـوْمـــاً عَــلى بَـيْــدانَـــةٍ أُمِّ تَــوْلَبِ
فَـبَــيْــنــا نِعــاجٌ يَرْتَـعِـيــنَ خَمِـيـلَةً
كَمَـشْـــيِ الْعَــذارى فِــي الْمُلاءِ الْمُهَــدَّبِ
فَـكـــانَ تَـنــادِيــنـــا وَعَـقْــدَ عِذارِهِ
وَقـــالَ صِـحــابِــي قَـدْ شَأَوْنَــكَ فَاطْــلُبِ
فَلَأيْــــاً بِلَأْيٍ مـــا حَمَـلْنــــا وَلِيــدَنا
عَـــلى ظَهْــرِ مَـحْــبُــوكِ السـَّراةِ مُحَــنَّبِ
وَوَلَّـى كَــشُـــؤْبُـــوبِ الْعَـشِــيِّ بِـوابِــلٍ
وَيَـخْــرُجْـــنَ مِــنْ جَـعْـــدٍ ثَــراهُ مُنَـصَّبِ
فَـــلِلسَّـــــاقِ أُلْهــــوبٌ وَلِلسَّـــوْطِ دِرَّةٌ
وَلِلزَّجْـــرِ مِـنْــــهُ وَقْـــعُ أَهْــوَجَ مِنْعَـبِ
فَــأَدْرَكَ لَـمْ يَـجْــهَــدْ وَلَـمْ يَثْــنِ شـَأْوَهُ
يَـمُـــرُّ كَـخُـــذْروفِ الْوَلِيــدِ الْمُـثَـــقَّبِ
تَــرى الْفَــأْرَ فِـي مُسـْتَنْقَعِ الْقـاعِ لاحِبـاً
عَـــلى جَـــدَدِ الصَّحْــراءِ مِـنْ شـَدِّ مُلْهِــب
خَـفــاهُـــنَّ مِــنْ أَنْـفــاقِهِــنَّ كَـأَنَّمــا
خَــفـــاهُــــنَّ وَدْقٌ مِــنْ عَـشِــيٍّ مُـجَــلِّبِ
فَـعـــادى عِــداءً بَـيْـــنَ ثَـوْرٍ وَنَعْـجَــةٍ
وَبَـيْـــنَ شَـبُـــوبٍ كَـالْقَـضِـيـمَــةِ قَرْهَـبِ
وَظَــلَّ لِثِـيـــرانِ الصَّـرِيـــمِ غَـمــاغِــمٌ
يُـداعِــسُهـــا بِـالسَّــمْــهَـــرِيِّ الْمُعَـلَّبِ
فَـكـــابٍ عَــلى حُــرِّ الْجَـبِــيـــنِ وَمُـتَّقٍ
بِــمَــــدْرِيَةٍ كَــأَنَّهـــا ذَلْـقُ مِـشْــعَــبِ
وَقُلْنـــا لِفِتْـيـــانٍ كِــرامٍ أَلَا انْزِلــوا
فَـعَــــالُوا عَلَيْـنــا فَضْــلَ ثَـوْبٍ مُطَــنَّبِ
وَأَوْتـــــادُهُ مـــــاذِيَّةٌ وَعِـــمـــــادُهُ
رُدَيْــنِـــــيَّةٌ فِيهــا أَسِــنَّةُ قَـعْــضَـــبِ
وَأَطــنــــابُهُ أَشْـطـــانُ خُــوصٍ نَـجــائِبٍ
وَصَهْـــوَتُهُ مِــنْ أَتْــحَـــمِــيٍّ مُـشَــرْعَــبِ
فَـلَمَّـــا دَخَـلْنـــاهُ أَضَـفْـنــا ظُهُورَنــا
إِلـى كُـــلِّ حـــارِيٍّ جَــديـــدٍ مُــشَـــطَّبِ
كَـــأَنَّ عُـيـــونَ الْوَحْــشِ حَـوْلَ خِبـائِنــا
وَأَرْحُـلِنـــا الْجَــزْعُ الَّـذِي لَـمْ يُـثَـــقَّبِ
نَـمُـــشُّ بِـأَعْـــرافِ الْجِـيـــادِ أَكُـفَّنــا
إِذا نَـحْــــنُ قُـمْــنــا عَـنْ شـِواءٍ مُضـَهَّبِ
وَرُحْـنـــا كَـأَنَّـــا مِــنْ جُؤَاثــى عَشِــيَّةً
نُعـــالِي النِّعـــاجَ بَيْــنَ عِـدْلٍ وَمُحْـقَــبِ
وَراحَ كَـتَــيْـــسِ الرَّبْــلِ يَـنْـفُــضُ رَأسـَهُ
أَذاةً بِهِ مِـــنْ صـــائِكٍ مُـــتَــــحَــــلِّبِ
كَـــأَنَّ دِمـــاءَ الْهـادِيـــاتِ بِـنَــحْــرِهِ
عُــصـــارَةُ حِــنَّـــاءٍ بِـشَــيْــبٍ مُـخَــضَّبِ
وَأَنْـــتَ إِذا اسْـتَــدْبَـــرْتَهُ سَــدَّ فَــرْجَهُ
بِـضــــافٍ فُـوَيْــــقَ الْأَرْضِ لَيْـسَ بِأَصْـهَــبِ
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.