
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمْـرُكَ مـا قَلْبِـي إلـى أَهْلِـهِ بِحُرّْ
ولا مُقْصــِرٍ يَوْمــاً فَيَــأْتِيَنِي بِقُـرّْ
ألا إنَّمَــا الــدَّهْرُ لَيَــالٍ وَأعْصـُرٌ
وَلَيْــسَ عَلــى شـَيْءٍ قَـوِيمٍ بِمُسـْتَمِرّْ
لَيــالٍ بــذاتِ الطَّلْـحِ عِنْـدَ مُحَجَّـرٍ
أحَـبُّ إلَيْنَـا مِـنْ لَيَـالٍ عَلـى أُقُـرْ
أُغَـادِي الصـَّبُوحَ عِنْـدَ هِـرٍّ وَفَرْتَنَـى
وَلِيـداً، وَهَـلْ أَفْنَـى شَبَابِيَ غَيْرُ هِرّْ
إِذا ذُقْـتَ فاهـا قُلْـتَ طَعْـمُ مُدَامَـةٍ
مُعَتَّقَــةٍ مِمَّــا يَجِيــءُ بِـهِ التُّجُـرْ
هُمَــا نَعْجَتَــانِ مِـنْ نِعَـاجِ تَبَالَـةٍ
لَـدَى جُـؤْذُرَيْنِ أَوْ كَبَعْـضِ دُمَـى هَكِـرْ
إذا قَامَتــا تَضـَوَّعَ الْمِسـْكُ مِنْهُمـا
نَسـِيمَ الصـَّبا جاءَتْ برِيحٍ مِنَ الْقُطُرْ
كَــأَنَّ التِّجــارَ أَصــْعَدُوا بِسـَبِيئَةٍ
مِـنَ الْخُـصِّ حَتَّـى أنْزَلُوهـا عَلَى يُسُرْ
فَلَمَّـا اسْتَطابُوا صُبَّ فِي الصَّحْنِ نِصْفُهُ
وَشــُجَّتْ بِمــاءٍ غَيْـرِ طَـرْقٍ وَلا كَـدِرْ
بِمَــاءِ ســَحَابٍ زَلَّ عَـنْ مَتْـنِ صـَخْرَةٍ
إلـى بَطْـنِ أُخْـرَى طَيِّـبٍ ماؤُهـا خَصِرْ
لَعَمْــرُكَ مـا إِنْ ضـَرَّنِي وَسـْطَ حِمْيَـرٍ
وَأَقْيَالِهــا إِلَّا الْمَخِيلَــةُ والسـُّكُرْ
وَغَيْـرُ الشـَّقاءِ الْمُسـْتَبِينِ فَلَيْتَنِـي
أَجَــرَّ لِســَانِي يَــوْمَ ذَلِكُــمُ مُجِـرّْ
لَعَمْــرُكَ مــا ســَعْدٌ بِخُلَّــةِ آثِــمٍ
وَلا نَأْنَــأٍ يَــوْمَ الْحِفـاظِ وَلا حَصـِرْ
لَعَمْـرِي لَقَـوْمٌ قَـدْ نَـرَى أَمْـسِ فِيهِمُ
مَرَابِــطَ لِلْأَمْهــارِ وَالْعَكَـرِ الـدَّثِرْ
أحَــبُّ إلَيْنَــا مِــنْ أُنــاسٍ بِقُنَّـةٍ
يَــرُوحُ عَلـى آثَـارِ شـَائِهِمُ النَّمِـرْ
يُفَاكِهُنــا ســَعْدٌ وَيَغْــدُو لِجَمْعِنـا
بِمَثْنـى الزِّقـاقِ الْمُتَرَعاتِ وَبِالْجُزُرْ
لَعَمْــرِي لَســَعْدٌ حَيْـثُ حُلَّـتْ دِيـارُهُ
أَحَــبُّ إِلَيْنـا مِنْـكَ فـا فَـرَسٍ حَمِـرْ
وَتَعْــرِفُ فِيــهِ مِـنْ أَبِيـهِ شـَمائِلاً
وَمِـن خَـالِهِ وَمِـنْ يَزِيـدَ وَمِـنْ حُجُـرْ
ســـَمَاحَةَ ذا وَبِــرَّ ذا وَوَفــاءَ ذا
وَنــائِلَ ذا إِذا صــَحا وَإِذا ســَكِرْ
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.