
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سَمــا لَـكَ شـَوْقٌ بَعـدَمــا كـانَ أَقْصـَرا
وَحَــلَّتْ سُـلَيْـمــى بَطْــنَ قَـوٍّ فَعَـرْعَـرا
كِنـانِـــيَّةٌ بانَــتْ وَفِـي الصـَّدْرِ وُدُّهـا
مُـجـــاوِرَةً غَـسَّـــانَ وَالْحَـيَّ يَـعْـمُـرا
بِعَـيْـنَــيَّ ظُعْــنُ الْحَـيِّ لَمَّـا تَحَــمَّلُوا
لَــدى جانِـــبِ الْأَفْلاجِ مِـنْ جَنْـبِ تَيْمَـرا
فَشَـبَّهْـتُهُـــمْ فــي الْآلِ لَمَّـا تَكَــمَّشُوا
حَــدائِقَ دَوْمٍ أَوْ سَـفــيــنـــاً مُقَـيَّرا
أَوِ الْمُكْـرَعــاتِ مِـنْ نَخيـلِ ابْـنِ يـامِنٍ
دُوَيْــنَ الصــَّفَا اللَّائِي يَلِيـنَ الْمُشـَقَّرا
سَــوامِـــقَ جَــبَّـــارٍ أَثِـيــثٍ فُـروعُهُ
وَعالَيْــنَ قِنْــواناً مِـنَ الْبُسـْرِ أَحْمَـرا
حَمَـتْــهُ بَنُــو الرَّبْـداءِ مِـنْ آلِ يـامِنٍ
بِـأَسْــيــافِهِـــمْ حَـتَّـــى أَقَرَّ وَأُوْقِرا
وَأَرْضــى بَنِــي الرَّبْـداءِ وَاعْتَـمَّ زَهْـوُهُ
وَأَكْـمـــامُهُ حَـتَّـــى إِذا مــا تَهَـصَّرا
أَطـافَـــتْ بِـهِ جَـيْـــلانُ عِنْــدَ قِطـاعِهِ
تَـرَدَّدُ فِـيـــهِ الْعَيْــنُ حَتَّــى تَحَــيَّرا
كَـــأَنَّ دُمَـــى سـَقْفٍ عَلَـى ظَهْـرِ مَرْمَــرٍ
كَسَــا مُزْبِــدَ السَّاجُــومِ وَشـْياً مُصـَوَّرا
غَـــرائِرُ فِـــي كِـنٍّ وَصَـوْنٍ وَنَـعْــمَــةٍ
يُـحَــلَّيْـــنَ ياقُـوتــاً وَشـَذْراً مُفَـقَّرا
وَريــحَ سَـنـــاً فِــي حُــقَّةٍ حِـمْـيَـرِيَّةٍ
تُـخَــصُّ بِمَـفْــروكٍ مِـنَ الْمِسْــكِ أَذْفَـرا
وَبانـــاً وَأُلْوِيّـاً مِـنَ الْهِنْــدِ ذاكِيـاً
وَرَنْــداً وَلُبْنـــى وَالْكِبــاءَ الْمُقَتَّـرا
غَـلِقْــنَ بِرَهْــنٍ مِـنْ حَبـيــبٍ بِـهِ ادَّعَتْ
سُلَيْـمــى فَأَمْـســى حَبْــلُها قَـدْ تَبَتَّرا
وَكـــانَ لَهــا فِـي سـالِفِ الـدَّهْرِ خُلَّـةً
يُســـارِقُ بِالطَّــرْفِ الْخِبــاءَ الْمُسـَتَّرا
إِذا نــالَ مِنْـهــا نَظْــرَةً رِيـعَ قَلْبُـهُ
كَمـــا ذَعَـرَتْ كَـأْسُ الصَّبُــوحِ الْمُخَمَّـرا
نَـزِيـــفٌ إِذا قامَــتْ لِـوَجْهٍ تَمـايَــلَتْ
تُراشِـــي الْفُــؤَادَ الرَّخْــصَ أَلَّا تَخَتَّـرا
أَأَسْـمـــاءُ أَمْسَــى وُدُّهـا قَـدْ تَغَــيَّرا
سَـنُــبْـــدِلُ إِنْ أَبْــدَلْتِ بِـالْوُدِّ آخَـرا
تَــذَكَّرْتُ أَهْلِـي الصَّالِحـيــنَ وَقَـدْ أَتَـتْ
عَـــلى خَـمَــلَى خُـوصُ الرِّكـابِ وَأَوْجَـرا
فَــلَمَّــــا بَـدَتْ حَـوْرانُ في الْآلِ دُونَها
نَظَــرْتَ فَلَــمْ تَنْظُــرْ بِعَيْنَيْــكَ مَنْظَـرا
تَـقَــــطَّعَ أَسْبــابُ اللُّبانَــةِ وَالْهَـوى
عَـشِـــيَّةَ جـاوَزْنـــا حَمــاةَ وَشَيْــزَرا
بِـسَــيْـــرٍ يَـضِــجُّ الْعَـوْدُ مِنْـهُ يَمُـنُّهُ
أَخُـو الْجَهْـدِ لا يُلْـوِي عَلـى مَـنْ تَعَـذَّرا
وَلَـمْ يُنْـسِـنِــي مـا قَـدْ لَقِيـتُ ظَعائِناً
وَخَمْـــلاً لَهــا كَالْقَــرِّ يَوْمــاً مُخَـدَّرا
كَأَثْـــلٍ مِــنَ الْأَعْــراضِ مِـنْ دُونِ بِيشـَةٍ
وَدُونَ الْغُـمَــيْـــرِ عامِــداتٍ لِغَضْــوَرا
فَــدَعْ ذا وَســَلِّ الْهَـمَّ عَنْــكَ بِجَـسْــرَةٍ
ذَمُـــولٍ إِذا صـــامَ النَّهــارُ وَهَــجَّرا
تُـقَـــطِّعُ غِـيــطـانــاً كَـأَنَّ مُتـونَهـا
إِذا أَظْـهَــــرَتْ تُكْـــسَى مُلاءً مُنَـــشَّرا
بَعِـيــدَةُ بَيْــنَ الْمَنْـكِـبَـيْــنِ كَأَنَّمـا
تَـرى عِنْــدَ مَجْـرَى الضـَّفْرِ هِـرّاً مُشـَجَّرا
تُـطــايِـــرُ ظُــرَّانَ الْحَصـى بِمَـنـاسِـمٍ
صــِلابِ الْعُجـــى مَلْثُومُهـا غَيْـرُ أَمْعَـرا
كَــأَنَّ الْحَصــى مِـنْ خَلْفِهــا وَأَمامِهــا
إِذا نَـجَــلَتْــهُ رِجْلُهــا خَـذْفُ أَعْسَــرا
كَــأَنَّ صَـليـــلَ الْمَــرْوِ حِـيــنَ تُطيرُهُ
صَـلِيـــلُ زُيــوفٍ يُنْـتَـقَـدْنَ بِعَـبْـقَـرا
عَلَيْـهـــا فَـتىً لَـمْ تَحْمِـلِ الْأَرْضُ مِثْلَـهُ
أَبَــرَّ بِـمِــيــثـــاقٍ وَأَوْفَـى وَأَصْبَـرا
هُــوَ الْمُنْـــزِلُ الْأُلَّافَ مِــنْ جَــوِّ نـاعِطٍ
بَنِـــي أَســَدٍ حَزْنــاً مِـنَ الْأَرْضِ أَوْعَـرا
وَلَـوْ شـاءَ كـانَ الْغَـزْوُ مِـنْ أَرْضِ حِمْيَـرٍ
وَلَكِـــنَّهُ عَمْــداً إِلـى الـرُّومِ أَنْفَــرا
بَكــى صاحِــبي لَمّـا رَأى الـدَّرْبَ دُونَـهُ
وَأَيْـقَـــنَ أَنَّـا لاحِـقـــانِ بِقَـيْـصَــرا
فَـقُـــلْتُ لَـهُ لا تَـبْـــكِ عَيْـنُــكَ إِنَّما
نُـحــاوِلُ مُلْكــاً أَوْ نَمُــوتَ فَنُـعْــذَرا
وَإِنِّــي زَعـيـــمٌ إِنْ رَجَـعْــتُ مُـمَـلَّكـاً
بِسَـيْـــرٍ تَـرى مِنْــهُ الْفُرانِــقَ أَزْوَرا
عَـــلى لاحِــبٍ لا يُهْـتَـــدَى بِـمَـنــارِهِ
إِذا ســافَهُ الْعَــوْدُ النَّبــاطِيُّ جَرْجَـرا
عَلــى كُـلِّ مَقْـصُــوصِ الذُّنابَــى مُعـاوِدٍ
بَرِيـدَ السـُّرَى بِاللَّيْـلِ مِـنْ خَيْـلِ بَرْبَرا
أَقَــبَّ كَـسِــرْحــانِ الْغَـضــى مُـتَـمَـطِّرٍ
تَــرى الْمـاءَ مِـنْ أَعْطـافِهِ قَـدْ تَحَـدَّرا
إِذا زُعْتَـهُ مِـنْ جانِـبَـيْــهِ كِلَيْـهِـمــا
مَشــى الْهَيْـدَبَــى فِـي دَفِّـهِ ثُـمَّ فَرْفَرا
إِذا قُـــلْتُ رَوِّحْــنـــا أَرَنَّ فُــرانِــقٌ
عَلــى جَلْعَـــدٍ واهِـي الْأَباجِــلِ أَبْتَـرا
لَقَــدْ أَنْـكَـرَتْـنِــي بَعْـلَبَــكُّ وَأَهْلُهـا
وَلَابْــنُ جُرَيْـــجٍ فِـي قُـرَى حِمْـصَ أَنْكَـرا
نَـشِــيــمُ بُـروقَ الْمُـزْنِ أَيْـنَ مُصــابُهُ
وَلا شــَيْءَ يَشـْفِي مِنْـكِ يـا بْنَـةَ عَفْـزَرا
مِــنَ الْقاصِــراتِ الطَّـرْفِ لَـوْ دَبَّ مُحْـوِلٌ
مِــنَ الــذَّرِّ فَــوْقَ الْإِتْـبِ مِنْهـا لَأَثَّـرا
لَــهُ الْوَيْــلُ إِنْ أَمْسَـــى وَلا أُمُّ هاشـِمٍ
قَرِيـــبٌ وَلا الْبَســـباسَةُ ابْنَـةُ يَشـْكُرا
أَرى أُمَّ عَـمْـــروٍ دَمْعُهــا قَـدْ تَحَــدَّرا
بُكــاءً عَلـى عَمْــرٍو وَمـا كـانَ أَصـْبَرا
إِذا نَحْــنُ سِرْنــا خَمْــسَ عَشْــرَةَ لَيْلَـةً
وَراءَ الْحِســـاءِ مِـنْ مَدافِــعِ قَيْـصَــرا
إِذا قُــلْتُ هَــذا صـاحِــبٌ قَـدْ رَضِيــتُهُ
وَقَــرَّتْ بِـهِ الْعَـيْــنـــانِ بُـدِّلْتُ آخَرا
كَــذَلِكَ جَــدِّي مــا أُصـاحِــبُ صـاحِـبـاً
مِـــنَ النَّــاسِ إِلَّا خـانَـنِــي وَتَغَــيَّرا
وَكُـنَّـــا أُنـاســاً قَبْــلَ غَـزْوَةِ قَرْمَـلٍ
وَرِثْنــا الْغِنَـى وَالْمَجْـدَ أَكْبَـرَ أَكْبَـرا
وَمــا جَـبُــنَـــتْ خَيْــلِي وَلَكِـنْ تَذَكَّرَتْ
مَـرابِـطَهــا مِـنْ بَرْبَـعِـيــصَ وَمَيْـسَـرا
أَلا رُبَّ يَـــوْمٍ صـــالِحٍ قَـــدْ شَهِـــدْتُهُ
بِتَـــأْذِفَ ذاتِ التَّــلِّ مِـنْ فَـوْقِ طَرْطَـرا
وَلا مِـثْــــلَ يَــوْمٍ فِـي قُـذارانَ ظِلْتُـهُ
كَأَنِّـــي وَأَصْحـابِــي عَلـى قَـرْنِ أَعْفَـرا
وَنَشْــرَبُ حَتَّــى نَحْـسِــبَ الْخَيْـلَ حَوْلَنـا
نِقــاداً وَحَتَّــى نَحْــسِبَ الْجَـوْنَ أَشـْقَرا
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.