
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألـم يـأن أن يصـغي إلى الحق عاقلُ
ويســـلك نهــج الاســتقامة عــادلُ
ويصــحو ذوو ســكر ويبصـر ذو عمـى
ويـــبرأ ذو ســقم ويحلــم جاهــلُ
فهاتيــك ســبل المســلمين تفرقـت
وشــطت بــرأي المبـدعين المخـائل
وجـاءوا بهـا نكـراء وعـراً سبيلها
مــوام بهــا سـيد الغوايـة عاسـل
فقـل للألـى حـادوا عـن الـدين ضـلة
وبـدر الهـدى فـي هالة الدين كامل
تعــالوا إلـى قـول سـواء فبيننـا
وبينكــم مــا فيــه خلـف وباطـل
نراجـع بمـا فيـه اختلفنا من الهدى
مـذاهبنا اللاتـي بهـا الحـق شامل
بـأن تجنحـوا للسـلم نجنـح لها وإن
أبيتــم فحـد السـيف بـالحق فاصـل
تــرى هــل عسـيتم إن تـوليتم بـأن
تســـنوا ســبيلاً تقتفيــه الأراذل
ولـم أدر ذا وحـيٌ عـن اللـه جـاءكم
حــديثاً ولـم تـدرك مـداه الأوائل
أم الأمــر ممـن قـد حكمتـم بشـركهم
أتــاكم وكــل فـي الشـريعة باطـل
ويـا ليـت شـعري حيـث قـام زعيمكم
إذا لــم يـك الإسـلام والـدين زائل
فــإن قـال إبراهيـم قـد كـان أمـة
فــذاك لـه الـوحي السـماوي نـازل
وإن يــدعي بـالبعض والبعـض فليقـل
لنـا مـن أولاك البعـض إن هـو قائل
وإلا فكـــل مثـــل دعــواه يــدعي
إذا لــم يصـحَّ نقـل مـا هـو ناقـل
وإن يزعمـــوا أن الكتــاب دليلــه
فكـــل فريـــق بالكتــاب يجــادل
علـى أنـه مـا نال في العلم شأوهم
ولا كـان مـن أقرانهـم لو تنازلوا
ولا نـال مـا نـالوه مـن قرب عهدهم
وشــتان مــا منــه غريــب وآهــل
ومــن يــر أهـل الاعـتزال وعلمهـم
فنســـبتهم منـــه إيــاس وباقــل
علـــى أنـــه لا نمـــتري بضـــلاله
فمـاذا عسـى بالـذكر يغني المجادل
وإن تسألوا عن بعض ما اقترف الورى
مــن الإثـم فـالرحمن للتـوب قابـل
هبــوا أنهــم جـاءوا بكـل كـبيرة
فمــا ذاك كفــر بـل فسـوق وباطـل
بـل الكفـر تحليـل الدماء التي أتى
بتحريمهـا الإجمـاع والـذكر نـازل
ولا خلَــفٌ فــي ذلكــم لــو علمتــم
وإن كنتـــم لا تعلمــون فســائلوا
وتلكــم زيــارات القبــور تـواترت
نصـــوص بهـــا مشـــهورة ودلايــل
وجــاءت إلينــا عـن يـد بيـد إلـى
صـــحابة طـــه منهـــج متواصـــل
وقــد دفـن الهـادي النـبي بحجـرة
محجبــة تزجــي إليهــا الرواحــل
ومـــن بعـــدُ حلا صـــاحباه إزاءه
وبضـــعته والــدين إذ ذاك كامــل
وحلـف بغيـر اللـه لـم يجـز عندنا
بحــد ولا فيـه لـدى الشـرع قـائل
وإن جــاء أحيانــا ففيــه كراهـة
بــه نــص أهــل الاجتهـاد الأفاضـل
ونحـــن أمرنــا باتبــاع ســبيلهم
ومـن حـاد عـن تلـك السـبيل فجاهل
ومـن حـرم التتـن الذي لم يرد لنا
بتحريمــه نــص مــن الشــرع فاصـل
ومــا لــم يحرمــه الإلــه فعنـدنا
مبـــاح وفيمــا ذلكــم لا مجــادل
وإن يســتدل الشــيخ فـي كـل مسـكر
حـرام فقـول الشـيخ بالسـكر باطـل
فتعسـاً لشـيخ خـاض فـي الجهـل لجة
غطــامط لا يلفـى لهـا الـدهر سـاحل
وصــير أمـر الـدين أحبولـة الـدنا
ومــا تلــك للشــيطان إلا حبــائل
وإن غركــم أن أجّــل اللــه نصـرنا
فمـــــا ذاك إلا للفتــــوح دلائل
وهيهـات يـوم الغـار مـن فتـح مكة
ألا إن نصــــر المســـلمين لآجـــل
وإن قتــل العبــد المزنــم سـيداً
فليــس ببــدع ذاك حيــث الأفاضــل
لقـد قتـل الرجـس ابـن ملجم حيدراً
وأردى حســيناً أخبـث النـاس جاهـل
ومـن فـوقت أيـدي القضـا سهم حتفه
فكـل الـذي يلقـاه فـي الدهر قاتل
وغيــر عجيــب إن نبــا بـك صـارم
وليــس ببــدع إن كبــا بـك صـاهل
فمـا لأولاء القـوم لـم يسـمعوا نداً
إذا مـا دعـوا للحـق والحـق فاصـل
وإن أبصــروا رشـداً تنـاهوا بغيّهـم
وعنــد التنــاهي يقصـر المتطـاول
ولـم أدر فـي الأبصـار في غيهم عمى
فلـم يبصـروا أم أبصـروا وتغافلوا
أفـــي أي شــرع أن تبــاع هجينــة
بهـا لـولي الأمـر فـي الحـقّ طـائل
وســيان أن تســرق مهــاً وحمالــة
إذا مــا أقـام الحـد قـاض وعامـل
وهــل جــائز ذبــح الرضـيع بشـرعة
فهــاتيكم الأديــان طـراً فسـائلوا
وكــان رسـول اللـه فـي كـل حربـه
لإسـلام أهـل الشـرك فـي الحرب قابل
فــإن قلتــم فــي ردة بعـد فطـرة
ففـي الشـرك مـن آبائنـا لا نجـادل
وفـي الأمـس أنتـم حـاكمون بشـركهم
بنــاء لعمـر اللـه بـالنقض هـائل
وإن قســتم لمـا رأوا بأسـنا بهـا
فـــذاك قيـــاس فـــارق ومزايــل
ولوجــاز هـذا جـاز بـالتين حلفنـا
كمــا حلــف البـاري قيـاس مماثـل
وقــد أورد اللـه الـردى أوليـاءه
فهــل أحـد مـا يفعـل اللـه فاعـل
فيـا قـوم هبـوا عـن مضـاجع جهلكم
ولبـوا لـداعي اللـه فـالأمر هـائل
ولا تعبثـوا فـي الـدين فالله غالب
علـــى أمــره ســبحانه لا يناضــل
وكلمتــه العليــا تعــالى بشـأنه
مــدمر عــاد إذ عتــوا وتطـاولوا
ومــن قبلكــم فيهـا مسـيلمة عتـا
فــدارت عليـه الـدائرات القواتـل
ومـن قبـل أهـل الـرس بـاؤوا بغيـه
وغــالت بهاتيـك القـرون الغـوائل
فتلكـم ديار القوم ينعى بها الصدى
خلاء بهــا تعـوي الـذئاب العواسـل
كــأنهم لــم يلبثــوا غيــر سـاعة
بلاغ فهـل يبغـي بهـا اليـوم عاقـل
وســرعان نزجيهــا إليكــم سـحائباً
صــواعقها بيــض الظبـا والعوامـل
عليهــا مــن الفتيــان كـل موحـد
أشـــم طويـــل الســاعدين حلاحــل
يـذب بهـا عـن بيضـة الـدين قـائلاً
ألا فـي سـبيل اللـه مـا أنـا فاعل
مِنَ القوم لم يرضوا سوى الصعب مركباً
وليـــس لهــم إلا الســيوف وســائل
غطــــاريف طلاعـــون كـــل ثنيـــة
تنـاذر فـي الأقطـار منهـا القبائل
وآســاد غيـل غيلهـا حومـة الـوغى
ولا مخلـــب إلا القنــا والمناصــل
إذا مـا الملـوك الصيد طالوا بمفخر
فمـــا منهـــم إلا ســنام وكاهــل
ولــو خفقـت تحـت العجـاج بنـودهم
لكـانت لهـا الشـم الرعـان تهايـل
صــواد إلــى شـرب الـدماء كـأنهم
مـن الـبزل هيـم عارضـتها المناهـل
يقـــرون أن الأمـــر للـــه وحــده
وكـــل لـــه داع وإيـــاه ســائل
ولـــم ينكــروا للأنبيــاء مزيــة
ولا لرجــال اللــه واللــه فاعــل
أولئك هـــم حــزب الإلــه وجنــده
إذا مــا دهـى الإسـلام أجمـع نـازل
ومـن قبـل دعـوى الصيد كادت تغيظها
فلـم نكـترث هـولاً بهـم إذ تطاولوا
بلـى منـذ وافتنـا رسـائل مـن لـدن
صــعاليك نجــد أضـحكتنا الرسـائل
وأغلـب مـن جـادلت مـن ليـس يرعـوي
وأقتــل مــن حـاولت مـن لا يماثـل
وأعلمنـا فـي الـدين مـن هـو عالم
وأجهلنــا بالــدين مـن هـو جاهـل
يمينـاً بـرب البـدن تنحـر فـي منى
صــباح منــى والحــج هـاد وغافـل
وأول بيــت قــام فـي النـاس للـذي
ببكـــة فيـــه للعصـــاة معاقــل
ومختلـــف الأملاك فـــي ملكوتهـــا
لهــم عــارج بــالأمر منـه ونـازل
بــذاك اعتقـادي قـد أمطـت حجـابه
ولا منـــه بــدٌّ لا ولا عنــه حــائل
ورثنــاه عــن آبــاء صــدق أفاضـل
حبتهــم بــه آبــاء صــدق أفاضـل
بهــذا تواصــوا قبلنــا قـدماؤنا
ونحـــن علـــى آثــارهم نتناســل
إلـى مثـل ذا فليسـع من كان ساعياً
منــــازله منــــه عليــــه دلائل
فـإن كـان قـدحي لم يطش وهو لم يطش
سـتكثر فـي تلـك العـراص الثواكـل
ويصــبح فـي أيـدي القبـائل فيئهـم
تقاســـمه إيمـــانهم والشـــمائل
وهـل أمنـوا أهـل القرى أن نزورهم
بغاشــية قــد ظللتهــا القســاطل
وهـل أمنـوا أهـل القـرى أن تحلهم
بياتــاً وكــل راقـد الطـرف غافـل
وهـل أمنـوا أهـل القـرى أن تشـلهم
صــباحاً وكــل فــي الضـلال يجـادل
مجلجلــة مبراقــة الجــو حشــوها
شـفار المواضـي والعتـاق الصـواهل
إذا طـــالعت نجــداً أقلــت بشــمه
جحافـــل حنــت أردفتهــا جحافــل
تـــدور بمـــردات طحــون عليهــم
لهـــا لهـــوات للجيــوش أواكــل
وتعــرك روقــي كــل أرعــن شـاهق
تكــاد تحــك السـحب منـه الأياطـل
إذا الحـرب عن أنيابها العضل كشرت
وحطــت علـى الآفـاق عنهـا الكلاكـل
أقلــت بهــا ســوداء ضـر يحوقهـا
لفيــف مـن الجنـد السـماوي نـازل
تعــوم بثجــاج مــن الــدم واطــف
إذا غــب منهــم هاطــل عـب هاطـل
إذا برقــت تحــت القتــام حسـبتها
بروقــاً تــدلى أو نجومــاً هـوائل
تنــوء بأعبــاء الــردى أحمديــة
بهــا صــاعد تحـت السـماء ونـازل
لهــا شـرر لـو طـار عـن قبسـاتها
لكـادت لهـا تحكـي الجمال البوازل
ويـا قـوم سـمعاً مـا أقـول فإنهـا
لتــــذكرة فيهــــا هـــدى ودلائل
حـــذار، فقــد أنــذرتكم بزواجــر
تناشـــد غطفانـــاً فتســـمع وائل
فـإن تنتهـوا يغفـر لكم ما مضى وإن
تعـودوا فمـا غيـر البنـود رسـائل
وســاء صــباح المنــذرين إذا هـوت
صــواعقها فــي أرضــهم والــزلازل
محمد رضا بن محمد بن مهدي بن عبد الصمد بن مراد الوائلي الربعي (التميمي) (1) البغدادي الشهير بالأزري. أخو كاظم: شاعر من اهل بغداد، مولده في محلة رأس القرية ببغداد، كانت لأخيه كاظم شهرة عالية في عصره (انظر ديوانه) وهو صاحب الرائية في الرد على عبد العزيز ابن محمد بن سعود صاحب نجد لما بعث برسالة إلى أهل بغداد يطلب منهم الدخول في دعوته وهي قصيدة طويلة تقع في 103 ابيات وقد أوردها السماوي في "الطليعة" وقال في ترجمته: (كان فاضلا جامعا مشاركا، وأديبا بارعا ناسكا، وشاعرا صادعا فاتكا، قوي العارضة، فخم الألفاظ، جزل المعاني، مقتدرا على فنونه، ناظما لمحاسنه وعيونه، مدح السيد مهدي بحر العلوم بقصيدة سنة ألف ومائتين، وخمس كل شطر منها تأريخ للسنة ... ولما كتب ابن سعود النجدي كتابا إلى الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه الله يدعو بهالعراقيين إلى مذهبه أجابه الشيخ محمد رضا بقصيدة هي قوله:ألم يأن أن يصغي إلى الحق عاقلُ ويســلك نهــج الاسـتقامة عـادلُثم أورد القصيدة وأتبعها ببعض شعره ثم قال:ولد سنة ألف ومائة وثلاثة وخمسين. وتوفي سنة ألف ومائتين وسبع وعشرين من الهجرة، ورأيت قصيدة في رثاء محمد رضا الأزري للسيد إبراهيم بن السيد محمد الحسني العطار الكاظمي يقول في آخرها مؤرخا عام وفاته:(لحد حوى عبد الرضا والأدب)فيكون سبعا وعشرين ومائتين وألف من الهجرة.ودفن مع أخيه الكاظم عند قبر الشريف المرتضى، رحمه الله.وترجم له السيد محسن الأمين في "اعيان الشيعة" فأورد تاريخا مختلفا لمولده ووفاته قال:الشيخ محمد رضا الأزري.نشأته وحياته ولد سنة 1162 وتوفي 1240 في بغداد. درس العلوم العربية على أخيه الكبير الشيخ يوسف الأزري وعلى غيره من فضلاء عصره. وولع بحفظ القصائد الطوال من شعر العرب فقد رووا عنه انه كان يحفظ المعلقات السبع وقسما عظيما من أشعار الجاهلية والإسلام علاوة على الخطب والأحاديث المروية عن العرب. وكان نشيطا مفتول الساعدين قوي البنية معدودا من ابطال الفتوة بين اقرانه. وهو أصغر اخوته ولم يعقب. (ثم أورد منتخبا من شعره) منها كل القصائد التي أوردها السماوي وزيادة عليها قال:وقد حدثت في زمانه واقعة الوهابيين المعروفة في التاريخ حينما احتلوا كربلا ونهبوها وقتلوا من أهلها ما يزيد على خمسة آلاف نسمة وذلك في سنة 1216 فنظم على اثرها ثلاث قصائد تشتمل على مائتين وستين بيتا ذكر بها الواقعة المذكورة وختم كلا منها بتاريخ.قال: (وإذا لاحظنا تواريخ قصائده رأينا أكثرها نظمت بعد وفاة أخيه الشيخ كاظم الأزري ومنها يظهر انه لم يتصد إلى إظهار أدبه في زمن حياة أخيه ... اما ديوانه الموجود فلا يشتمل على أكثر من ألف وخمسمائة بيت)وفي الذريعة لآغا بزرك (مجلد 9 ص 69) ترجمته مع ترجمة اخويه وفيها (ولد في نيف وستين وماية وألف وتوفي (1240) أو بعدها بقليل ترجمه أيضا سيدنا في التكملة وقال إنه إمام الأدب ولسان العرب المفضل عند علماء الأدب ... وديوان شعره كله مليح(1) ونسبته إلى تميم لم يذكرها السماوي واكتفى بقوله: (الربعي) وقد نقل الباحث الأستاذ كريم مرزة الأسدي نسبته إلى تميم عن ظهر كتاب في النحو من تاليف أخيه الأكبر يوسف ونصه (هذا ما ألفه محمد يوسف ابن الحاج محمد الازري البغدادي التميمي)، والأزري نسبة إلى بيع الأزر المنسوجة من القطن والصوف.