
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بحمـى اللـه عـذت مـن سوء كسبي
فهــو منــه إذا تخـوفت حسـبي
والـى اللـه مـن ذنوبي التجائي
فهـو منجـى منهـا ومـن كل كرب
فــإذا تبــت فهـو قابـل تـوبي
وهـو مهمـا أذنبـت غـافر ذنبي
أنــا فـي لجـة المعاصـي غريـق
وخلاصـــي عليــه ليــس بصــعب
أنــا ممـا اجـترحت فـي أزمـات
روّعـتْ مـن معاهـد الأمـن سـربي
أنــا ممـا اقـترفت فـي نقمـات
كـدّرت مـن مـواهب العيـش شـربي
أنــا ممــا جنيــت فـي ظلمـات
طبّقـت لـي مـا بيـن شـرق وغرب
حمّلتنــي أوزارُهــا كــلَّ ثقــل
أنـا منـه مـا بيـن خـوف ورعب
وغزانـــــي للابتلا أي جيـــــش
أنـا منـه مـا بيـن طعـن وضـرب
وبجـــدي بالســـيئات انتفــاءٌ
حــال فـرض الـدعاء منـه بحجـب
فبفكـري فـي أمرهـا طـار عقلـي
وبخــوفي مـن شـرها طـاش لـبي
قـد أقضـت مـن مضـجعي في حياتي
وهي أدهى إذا امتطى التربَ جَنبي
طالمــا اسـتلزمت جـزاءً وفاقـاً
فــي ارتبـاط بيـن ابتلاء وذنـب
لســت أخشــى بؤســاً ولا أتقيـه
مـن سـواها عنـد انفـرادي بربي
دهمتنـــي بكـــل خطــب وإنــي
لسـت أرجـو سـواه فـي كشف خطبي
طرقتنـــي بكـــل كــرب وإنــي
منــه مســتوثق بتفريــج كربـي
نصـــبتني حبـــاله أرهنتنـــي
للــذي مــسّ مــن عــذابٍ ونَصـب
أبــدرتني مــن الزمــان بخسـف
أدبتنــي مــن الخطــوب بحــرب
وقفتنـي فـي النـاس موقـف خـزيٍ
بــؤتُ منــه بكــل لــومٍ وعتـب
وأحــاطت بــي الخطايــا وإنـي
ليكــاد القنــوط يصــدع قلـبي
ونجــاتي أن لــو مننــت بعفـو
يتلافــى مــن علــةٍ كــلَّ صــعب
كيــف يشـفى مـن الـذنوب عليـلٌ
لــم يوفّــق مــن المتـاب لطـبّ
وإذا للمتـــاب أرهفــت عزمــاً
فـلَّ مـن سـيفه الهـوى كـلَّ غـرب
أنــا عــاصٍ وكــلّ وصــف لعـاص
نرتضــيه فــإنني عنــه منــبي
ليــس مشــي السـويّ فـوق صـراط
مســتقيم كمثــل مشــي المكــبِّ
يكــره الــذنب راغمــاً وبعيـدٌ
فعــلُ مــا لـم يكـن لـه بمحـبّ
ومــن الــبيِّن اســتحالة أمــر
هــو عيــن المكـروه والمسـتحبّ
فتنــافي الضـدين شـرعاً وطبعـاً
واضــح الحكـم فـي ثبـوتٍ وسـلب
ليــت أمــي وقدسـت لـم تلـدني
أو بكتنـــي ثكلاً ولمّـــا أشــبّ
قـد شـكاني علـى المـودة قـومي
وجفــاني علــى المحبــة صـحبي
ورويـــدا فالـــدار دار ابتلاءٍ
طالمــا أعقبتــك ســلماً بحـرب
فســـتبكّي إن أضــحكتْ وســتعري
إن كســتْ فـي قيامهـا المسـتتبّ
كــم صــحيح قـد أسـقمتْ وسـقيمٍ
قــد أصــحّت ولــم يُعـانَ بطـبِّ
وغنـــيٍّ قـــد أفقرتــه بكســب
وفقيــر أغنتــه مـن غيـر كسـب
بينمـا الشـمس قـد أنـارتْ بشرقٍ
غـالَ مـن نورهـا الأفـولُ بغـرب
والــذي سـُرّ فـي الصـباح بصـنعٍ
ربّمــا سـيء فـي المسـاء بكـرب
والعطايــا أو البلايــا حظــوظٌ
وهـي فـي القَسـْم فـي وجوب وسلب
فنصــــيب العطـــاء آتٍ بحـــدٍ
ونصـــــيبُ البلاء آتٍ بـــــذنب
والـذي قـال إنّ فـي الشـرّ خيراً
ظـــاهرٌ منــه أنّ ذلــك نســبي
يحسـن المـوت جـاء مـن غيل أسد
دون مـا جـاء منـه مـن جحـر ضبِّ
والــردى إن أتــى بغــرة بكـر
ليــس مثـل الـردى بحطمـة عضـب
انمــا الـدهر مثـل عامـل نحـوٍ
والــورى منـه بيـن خفـضٍ ونصـب
وفـــروض الوجــود أي اعتبــار
فــي مجــال مــن التفكـر رحـب
يســرح العقــل فـي حقـائق غُـرٍّ
منــه والطـرف فـي حـدائق غلـب
ويُــرَى الكـون بالكمـال شـهيداً
للـــذي زيّــن الســماء بشــهب
وإلـى العجز عن سوى العجز نلجا
إنّ حــزب الرشــاد منـه لحزبـي
ربِّ هـب لـي جـرائرا قـد دهتنـي
أنـت يـوم الحسـاب منهـنّ حسـبي
أفأخشــــى ومصـــطفاك نـــبيي
وشــفيعي وأنــت يــا رب ربــي
لــي رجــاء فــإنّ رحمـاك عمّـتْ
ومخـــاف فـــإن ذنــبي ذنــبي
ليتنــي قـد علمـت منـك مكـاني
أببعــــد وســـمته أم بقـــرب
إن يكــن دانيـا فأقضـي سـؤالي
أو يكــن نائيــا فأقضـيَ نحـبي
أنــا واللــه قـد تبلّـد ذهنـي
أنــا واللــه قــد تحيّـر لُبّـي
لســـت ممـــا جنيتــه بــبريءٍ
وهـو ممـا قضـاه لـي وهـو كسبي
غيــر أن التوفيـق عنـوان صـدق
منـه عـن سـابق السـعادة منـبي
وكــذاك الخــذلان فيــه دليــلٌ
ربمــا كــان بالشــقاوة ينـبي
وللأقـــدار بعـــد ذلـــك ســرٌّ
قـد تـوارى عـن الـورى خلف حجب
كــلّ فعــل مــن طاعـة وسـواها
فهــو جــار مـا بيـن عبـد ورب
فمــن الــرب عــن قضـاء وعلـم
ومــن العبــد باختيــار وكسـب
والتصــاريف فــي مطيــعٍ وعـاص
واقعــات مــا بيـن طـرد وجـذب
ربّ قــاصٍ تـدنيه مـن بَعـد بُعـدٍ
عكـس دانٍ تقصـيه مـن بعـد قـرب
ومحــلّ الرضــا مـن اللـه عبـدٌ
لــدواعي النهــى مجيــبٌ ملــبّ
بلســــان مـــن التلاوة رطـــبٍ
وهــو بالصـوم يـابس غيـر رطـب
ولعلّـــي إذا تـــدبرت أمـــري
ضـاق بـي مـن مـذاهبي كـلّ رحـب
فمـتى صـح لـي مـن الخيـر فعـل
خــالص القصـد مـن ريـاء وعجـب
ومــتى تـمّ لـي مـن الـبرّ أمـرٌ
طــابق الشـرع فـي وجـوب ونـدب
ربّ مهمــا غفــرت لــي فبلطــف
منـك أو (مـا) عَـدَلْتَ بـي فبذنب
ســألاني النــاس الـذي أتمنـه
ببنيـــه بمثـــل قولـــك نــبّ
ولـــو أنــي علمــت أنــك راضٍ
لــم تهلنــي شـدائد علقـت بـي
فبمــن اســتغيث ان لـم تغثنـي
ولمـــن أشــتكي ســواك بكــرب
ليــس لــي مـن وسـيلة لنجـاتي
تثمـر الفـوز غيـر رحمـة ربـي
وشــفيع لــه مــن اللــه حــبٌّ
ليــس يلفــى بضـائع فيـه حـبي
فلـــه أشـــتكي وســـرٌّ عجيــبٌ
فـي تلقـي الحـبيب شكوى المحب
وبــه أســتعيذ مـن قبـح فعلـي
وبــه أســتجير مـن سـوء كسـبي
يَفْضــُلُ الرســْلَ مـن كليـم وروح
وخليـــــل برؤيــــة وبحــــبّ
ســيد الخلــق بيـن حُمْـرٍ وسـودٍ
محــرز السـبق بيـن عجـم وعـرب
خــصّ مـن أشـرف المزايـا بخمـس
لـم ينلهـا مـن كان من قبل نُبِّي
أوضــح الحــقّ فهـو خيـر رسـول
ونـــبيّ وصـــحبه خيــر صــحب
أشــرقوا حــوله نجومــاً ولكـن
غيــر بــدع أن حُـفَّ بـدر بشـهب
كثّــر القــلّ مــن طعـام ومـاء
أنطــق العُجْــم بيــن ذئبٍ وضـبّ
ولــه البــدر شـق والشـمس رُدَّت
فتجلّــت بعــد الغــروب بغــرب
كـم لهـذا الرسـول مـن معجـزات
هـي إن عـددت علـى الألـف تُرْبـي
أودعوهــا للحفــظ إمـا صـدورا
لرجـــال إمــا بطونــا لكتــب
هـــذه نبـــذة توســلت فيهــا
بأجــــل الــــورى لأعظـــم ربّ
إن يوافـق رضـا النـبي امتداحي
فقــت فيــه الرَّضــِيّ والمتنـبي
ولــي العـذر عـن قصـوري فـإني
دون حســّان فــي القريـض وكعـب
وبـودي لـو أسـعد الـدهر قصـدي
فيُــدال البعــاد منــه بقــرب
ويــزور اللحــد المقـدّس جسـمي
بعـــد أن لــم أزرْهُ الا بكتــب
أيهـا الركـب بلّغـوا عـن مشـوق
بـــثّ مســـتعطفٍ وشـــوقَ محــبّ
وارحمــوا مغرمــاً تخلّـف عنكـم
باضــطرار ولــم يكـنْ عـن تـأبّ
بيــن لفــح مـن اللواعـج حـام
وملـــثّ مـــن المــدامع ســكب
أيهـــا الظــاعنون عنّــيَ مهلاً
لا بُليتـــم بلوعـــتي وبكربــي
ورد الصــبُّ مــن أليــم نـواكمْ
مــوردا للعــذاب ليــس بعــذب
عجبــاً إن رحلتــمُ كيــف يبقـى
فــاتقوا اللـه فـي حشاشـة صـبّ
قــال صـحبي وقـد أشـرت اليكـم
أيُّ شـيء مشـوا بـه ؟ قلت: قلبي
فضــلوعي علــى ولــوعيَ تُطــوى
ودمــوعي عــن اشــتياقي تُنْـبي
خـانني الصـبر حيـن لبّـى أنـاس
دعـوة لـم أكـن لهـا بـالملبِّي
ومـــرادي أن لــو أجــدّ رحيلا
يتقاضــى مـا بيـن فلـكٍ وركـب
ليـس مرعـى عزمـي ومرعـى همومي
غيــر روضٍ مــن الأمــاني بجـدب
أزمــع السـير كـل يـوم مـرارا
وذنـوبي عـن ذاك قـد قعـدت بـي
قيــدتني عــن المســير ولـولا
أملـي مـا استسـغت أكلـي وشربي
ليـت شـعري هل يُنزلُ الدهر رحلي
بفنــاء مـن طيبـة الطيـب رحـب
حيـث كـان الـروح الأميـن نجيّـاً
لنـــبي الهــدى بفــرض ونــدب
وســفيرا مــا بيـن عبـد حـبيب
فــي مقـام الرضـا ومـولى محـب
حيـث مثـوى الرسـول حيـا وميْتاً
يفضــح المسـكَ منـه عـاطرُ تـرب
فأنـــا دونـــه مقيــمٌ بجســم
وأنـــا راحـــل اليــه بقلــب
يـا مسـيئا مثلـي الى مكة اقصد
واجعـل الشـام بيـن جـوف وغـرب
ثـم مـن ذي الحُلَيفـة انوِ وأحرمْ
وتجـــرّد مـــن المخيــط ولــب
واحـذر الطيـب والنسـاء ودع من
قبــض اللــه آمنــا كــلّ سـرب
وطــواف القــدوم قــدم وأخــر
مــن طــواف الــوداع لاعـج حـب
والـى الكعبـة اسـتبقْ فهـي خود
قــد تـوارت عـن العيـون بحجـب
فســَتُلقى منهــا بأهــل وســهل
وتُلقَّــى الرضــا بعُشــْر ورحــب
والــى المروتيـن فـانهضْ بسـعي
والـــى زمــزم فبــادر بشــرب
وتعـــرف للـــه فـــي عرفــات
بــالتخلي اليـه مـن كـل ذنـب
وانثــن نحــو طيبــة مســتخبّاً
كــلّ ســير وســابقا كــل ركـب
وإذا مـا أتيـت سـلعاً فسـلْ عـن
منــزل الركـب بيـن شـِعْب وشـِعْب
وإذا مــا حللـت بـالجزع منهـا
فـاقْرَ مـن جسـميَ السـلامَ لقلـبي
ولــدى الروضــة الكريمـة عفّـر
كــلّ خـد واتـرك بهـا كـل قلـب
والـثرى مـن مـواطن قـد تسـامت
روِّ مــن دمعــك المعيــن بسـحب
واغْــنَ إمّـا قصـدتها عـن دليـل
فسـناها مـن مطمـح القصـد ينبي
وســيهديك مــن شــذاها نســيم
عنــبري الأريــج لــدن المهــب
محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عاصم القيسي الأندلسي الغرناطي أبو يحيى، الوزير الخطير، قاضي الجماعة في غرناطة أيام سلطانها أبي الحجاج يوسف بن نصر أبو يحيى بن عاصم: ترجم له المقري في ازهار الرياض قال: الإمام العلامة، الوزير الرئيس، والكاتب البليغ الجليل الخطيب الجامع الكامل، الشاعر المفلق الناثر، الحجة، خاتمة رؤساء الأندلس بالاستحقاق، كان من اكابر فقهاء غرناطة وعلمائها،ولى القضاء كما ذكر في شرحه تحفة والده عام ثمان وثمانين وثمان مائة، وله عدة تآليف منها شرحه العجيب على تحفة والده في الأحكام، وهو كتاب نافع، فيه فقه متين، ونقل صحيح، وكانت بينه وبين عصريه الإمام مفتي غرناطة أبي عبد الله السرقسطي، مراجعات ومنازعات في مسائل فقهية. ومن تآليفه رحمه الله: كتاب "جنة الرضى، في التسليم لمّا قدر الله وقضى" وكتاب "الروض الأريض" كأنه ذيل به إحاطة أبن الخطيب، وله غير ذلك،وقد نقل المقري من كتاب "الروض الأريض" من كتاب بخط الوادي آشي. كما نقل خلاصة كتاب "جنة الرضى" وموضوعه اتفاق أمراء غرناطة بعد نزاع فرق كلمتهم. واورد ظهيرا مطولا (يعني مرسوما ملكيا) بإكرام الوزير ابن عاصم أولههذا الظهير كريم إليه أنهيت الظهائر شرفا عليا وبه تقررت المآثر برهانا جليا وراقت .... وآخره: و كتب في صفر عام سبعة وخمسين وثمان مائة". انتهى. قال المقري: وإنّما كتبته برمته لتعلم به مصداق ما قد مناه من تمكن أبن عاصم المذكور من مراتب الاصطفاء والاحتفاءوترجم له الزركلي في الاعلام قال _ج7_الصفحة 48ابن عاصم (بعد857هجرية=..بعد 1453م)محمد بن محمد بن محمد ابن عاصم القيسي الأندلسي الغرناطي أبو يحيى قاض وزير من بلغاء الكتاب كان ينعت بابن الخطيب الثاني ولي القضاء بغرناطة سنة قاضي الوزير قاض وزير، من بلغاء الكتاب. كان ينعت بابن الخطيب الثاني. ولي القضاء بغرناطة سنة 838 ه. له شعر ونثر وتصانيف منها (الروض الأريض في تراجم ذوي السيوف والأقلام والقريض) ذيل للإحاطة في أخبار غرناطة، عدة مجلدات، و (جنة الرضا في التسليم لما قدر وقضى) يندب فيه بلاد الأندلس ويحرك عزائم المسلمين لانقاذها حين استولى الفرنجة على أكثرها. و (تحفة الحكام - خ) أرجوزة في الاحكام، منها نسخة مشروحة في الأزهرية. وكان حيا في سنة 857 ويقال: إنه توفي ذبيحا من جهة السلطان (عن: البدر الطالع 2:224 ونظم العقبان 163والصادقية الرابع من الزيتونة 4 والكتبخانة 2:248و261 ووقع اسم جده عبد الرحيم مكان عبد الرحمن خلافا لما ورد في سائر المصادر والضوء اللامع 9:93 وفيه وفاته سنة 864وهو احد من فاخر بهم المقري في "ازهار الرياض" في الفصل الذي أورد فيه محاسن اهل الأندلس قال:(وكفارس تلك الحلبة، الكاتب القاضي الرئيس، الوزير الفقيه، أبي يحيى بن عاصم، الذي حليت بعلومه اللبات والمعاصم)