
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا عَيْـنِ مَـا لَكِ لَا تَبْكِينَ تَسْكَابا
إِذْ رَابَ دَهْـرٌ وَكَـانَ الـدَّهْرُ رَيَّابا
فَــابْكِي أَخَــاكِ لِأَيْتَــامٍ وَأَرْمَلَـةٍ
وَابْكِـي أَخَـاكِ إِذَا جَـاوَرْتِ أَجْنَابا
وَابْكِـي أَخَـاكِ لِخَيْـلٍ كَالْقَطَا عُصَباً
فَقَـدْنَ لَمَّـا ثَـوَى سـَيْباً وَأَنْهَابـا
يَعْــدُو بِــهِ سـَابِحٌ نَهْـدٌ مَرَاكِلُـهُ
مُجَلْبَــبٌ بِســَوَادِ اللَّيْـلِ جِلْبَابـا
حَتَّــى يُصــَبِّحَ أَقْوَامــاً يُحـارِبُهُمْ
أَوْ يُسـْلَبُوا دُونَ صـَفِّ الْقَوْمِ أَسْلَابا
هُـوَ الْفَتَى الْكَامِلُ الْحَامِي حَقِيقَتَهُ
مَـأْوَى الضَّرِيكِ إِذَا مَا جَاءَ مُنْتَابا
يَهْدِي الرَّعِيلَ إِذَا ضَاقَ السَّبِيلُ بِهِمْ
نَهْـدَ التَّلِيـلِ لِصـَعْبِ الْأَمْـرِ رَكَّابا
الْمَجْــدُ حُلَّتُــهُ وَالْجُــودُ عِلَّتُــهُ
وَالصــِّدْقُ حَـوْزَتُهُ إِنْ قِرْنُـهُ هَابـا
خَطَّـــابُ مَحْفِلَــةٍ فَــرَّاجُ مَظْلَمَــةٍ
إِنْ هَـابَ مُعْضـِلَةً سـَنَّى لَهـا بَابـا
حَمَّـــالُ أَلْوِيَــةٍ قَطَّــاعُ أَوْدِيَــةٍ
شـــَهَّادُ أَنْجِيَــةٍ لِلْــوِتْرِ طَلَّابــا
سـُمُّ العُـدَاةِ وَفَكَّـاكُ الْعُنَـاةِ إِذَا
لَاقَـى الْـوَغَى لَمْ يَكُنْ لِلْمَوْتِ هَيَّابا
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.