
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَا تَخَـلْ أَنَّنِـي لَقِيـتُ رَوَاحـا
بَعْـدَ صـَخْرٍ حَتَّـى أَثَبْنَ نُوَاحا
مِـنْ ضَمِيرِي بِلَوْعَةِ الحُزْنِ حَتَّى
نَكَـأَ الْحُزْنُ فِي فُؤَادِي فِقَاحا
لَا تَخَلْنِـي أَنِّـي نَسـِيتُ وَلا بُلْ
لَ فُـؤَادِي وَلَوْ شَرِبْتُ القَرَاحا
ذِكْـرَ صـَخْرٍ إِذَا ذَكَـرْتُ نَـدَاهُ
عِيـلَ صـَبْرِي بِـرُزْئِهِ ثُمَّ بَاحا
إِنَّ فِي الصَّدْرِ أَرْبَعاً يَتَجَاوَبْـ
ـنَ حَنِيناً حَتَّى كَسَرْنَ الْجَنَاحا
دَقَّ عَظْمِـي وَهَـاضَ مِنِّـي جَنَاحِي
هُلْـكُ صـَخْرٍ فَمَـا أُطِيقُ بَرَاحا
مَـنْ لِضـَيْفٍ يَحِـلُّ بِـالْحَيِّ عَانٍ
بَعْـدَ صـَخْرٍ إِذَا دَعـاهُ صُيَاحا
وَعَلَيْـهِ أَرَامِـلُ الْحَيِّ وَالسَّفْـ
رُ وَمُعْتَرُّهُــمْ بِـهِ قَـدْ أَلَاحـا
وَعَطَايـــا يَهُزُّهــا بِســَمَاحٍ
وَطِمَــاحٍ لِمَــنْ أَرَادَ طِمَاحـا
ظَفِــرٌ بِــالْأُمُورِ جَلْـدٌ نَجِيـبٌ
وَإِذَا مَـا سـَما لِحَـرْبٍ أَبَاحا
وَبِحِلْـمٍ إِذَا الْجَهُـولُ اعْتَرَاهُ
يَرْدَعُ الْجَهْلَ بَعْدَما قَدْ أَشَاحا
إِنَّنِـي قَدْ عَلِمْتُ وَجْدَكَ بِالْحَمْـ
دِ وَإِطْلَاقَــكَ الْعُنـاةَ سـَمَاحاَ
فَـارِسٌ يَضْرِبُ الْكَتِيبَةَ بِالسَّيْـ
فِ إِذَا أَرْدَفَ الْعَوِيلُ الصُّيَاحا
يُقْبِـلُ الطَّعْـنَ لِلنُّحُـورِ بِشَزْرٍ
حِينَ يَسْمُو حَتَّى يُلِينَ الْجِرَاحا
مُقْبِلاتٌ حَتَّــى يُــوَلِّينَ عَنْــهُ
مُـدْبِرَاتٌ وَمَـا يُـرِدْنَ كِفَاحـا
كَـمْ طَرِيدٍ قَدْ سَكَّنَ الجَأْشَ مِنْهُ
كَــانَ يَـدْعُو بِصـَفِّهِنَّ صـُرَاحا
فَـارِسُ الْحَـرْبِ وَالْمُعَمَّمُ فِيها
مِدْرَهُ الْحَرْبِ حِينَ يَلْقَى نِطَاحا
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.