
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهاجَ لَكِ الدُّمُوعَ عَلَى ابْنِ عَمْرٍو
مَصـائِبُ قَـدْ رُزِئْتِ بِهـا فَجُـودِي
بِســَجْلٍ مِنْــكِ مُنْحَــدِرٍ عَلَيْــهِ
فَمـا يَنْفَـكَّ مِثْـلَ عَـدا الفَرِيدِ
عَلَــى فَــرْعٍ رُزِئْتِ بِــهِ خُنـاسٍ
طَويــلِ البــاعِ فَيَّــاضٍ حَميـدِ
جَلِيــدٍ كـانَ خَيْـرَ بَنِـي سـُلَيْمٍ
كَريمِهِــمِ المُســَوَّدِ وَالمَســُودِ
أَبُـو حَسـَّانَ كـانَ ثِمـالَ قَـوْمِي
فَأَصــْبَحَ ثاوِيـاً بَيْـنَ اللُّحُـودِ
رَهِيـنُ بِلَـىً وَكُـلُّ فَـتىً سـَيَبْلَى
فَـأَذْرِي الـدَّمْعَ بِالسَّكْبِ المَجُودِ
فَأُقْسـِمُ لَـوْ بَقَيْـتَ لَكُنْـتَ فِينا
عَدِيــداً لا يُكــاثَرُ بِالعَدِيــدِ
وَلَكِـــنَّ الحَـــوادِثَ طارِقــاتٌ
لَهـا صـَرْفٌ عَلَـى الرَّجُلِ الجَلِيدِ
فَـإِنْ تَـكُ قَـدْ أَتَتْـكَ فَلا تُنادِي
فَقَـــدْ أَوْدَتْ بِفَيّـــاضٍ مَجِيــدِ
جَلِيــدٍ حــازِمٍ قِــدَماً أَتــاهُ
صـُرُوفُ الـدَّهْرِ بَعْـدَ بَنِـي ثَمُودِ
وَعَـاداً قَـدْ عَلاهـا الدَّهْرُ قَسْراً
وَحِميَـرَ وَالجُنُـودَ مَـعَ الجُنُـودِ
فَلَا يَبْعَــدْ أَبُــو حَســَّانَ صـَخْرٌ
وَحَــلَّ بِرَمْســِهِ طَيْــرُ السـُّعُودِ
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.