
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَكُــلُّ حِـصْـــنٍ وَإِنْ طــالَتْ سَـلَامَـتُــهُ
يَومـــاً سَيَــدْخُلُهُ النَّكْـرَاءُ وَالْحُـوبُ
وكـــلُّ مَـنْ خَـالَ أَنَّ الْمَـوتَ مُخْـطِــئُهُ
مُـعَـــلَّلٌ بـِسَـــوَاءِ الْحَــقِّ مَـكْــذُوبُ
وَقَــدْ أَرَانِــي أَمَـامَ الْحَـيِّ مُكْــتَلِئاً
ثَغْـراً بِـهِ مِـنْ دَوَاعِـي الْمَـوتِ تَثْـوِيبُ
أَرْعَــى أَجِـمَّــتَــهُ وَحْـدِي وَيُؤْنِـسُـنِـي
نَهْـــدُ الْمَرَاكِــلِ صـَلْتُ الْخَـدِّ مَنْسـُوبُ
مَــاءُ جَــوَادٍ عَتِـيــقٍ غَيْــرِ مُؤْتَـشِـبٍ
تـَضَــمَّــنَــتْـــهُ لَـهُ كَبْـدَاءُ سُرْحُـوبُ
يـَعْـــلُو بِفَـارِسِــهِ مِنْــهُ إلـى سَنَـدٍ
عَــالٍ وَفِيْــهِ إِذَا مَــا جَـدَّ تَصْـوِيــبُ
وَفـي اليَـدَيْنِ إِذَا مَـا الْمَـاءُ أَسـْهَلَهُ
ثَنْـــيٌ قَلِيــلٌ وَفِـي الرِّجْلَيْـنِ تَجْنِيـبُ
فَكُـــلُّ قَـائِمَـــةٍ تَهْــوِي لِوُجْهَـتِـهَـا
لَهَـــا أَتِــيٌّ كَفَــرْغِ الـدَّلْوِ أُثْعُــوبُ
لَا فـــي شَظَـــاهُ وَلَا أَرْسَاغِـــهِ عَتَــبٌ
وَلَا مِشَـــكُّ صَفَـــاقِ الْبَطْـــنِ مَنْــقُوبُ
وَضَـابِـــعٍ إِنْ جَــرَى أَيّــاً أَرَدْتُ بِــهِ
لا الشــَّدُّ شــَدٌّ وَلَا التَّقْرِيــبُ تَقْرِيــبُ
بَيـــنَ النَّعَـامِ وَبَيْـنَ الْخَيْـلِ خِلْقَتُـهُ
خـَاظٍ طَـرِيــقَــتُــهُ أَجَـشُّ يَـعْــبُــوبُ
ظَـــلِلْتُ أَخْــضِــــبُهُ كَــأَنَّهُ رَجُــــلٌ
دَامِــي الْيَــدَيْنِ عَلَـى عِلْيَـاءَ مَسـْلُوبُ
أَو هَيَّـبَـــانٌ نَجِـيــبٌ نَـامَ عَـنْ غَنَـمٍ
مُسْـتَـوْهِــلٌ فِـي سـَوَادِ اللَّيْـلِ مَـذْؤُوبُ
أَشْـعَــثُ أَقْـرَنُ قَـدْ طَـالَتْ نَسِـيـلَتُــهُ
مِـــنَ الظِّــبَـــاءِ كَــأَنَّ رَأْسَـهُ كُـوبُ
كُــلُّ امْـرِئٍ بِلِقَــاءِ الْمَـوْتِ مُرْتَـهَــنٌ
كَــأَنَّهُ غَـــرَضٌ لِلْمَـــوْتِ مَـنْــصُـــوبُ
فَالْعَـيْـــنُ قَادِحَــةٌ وَالرِّجْـلُ ضَارِحَــةٌ
وَالْيَــدُ سَـابِــحَــةٌ وَاللَّـوْنُ غِرْبِـيـبُ
وَالشَّــدُّ مُنْـهَـمِــرٌ وَالْمَـاءُ مُنْـحَــدِرٌ
وَالقُصْــبُ مُضْـطـَمِــرٌ وَالْمَتْــنُ مَلْحُـوبُ
أَبو دؤاد الإياديّ هو جارِيةُ بنُ الحجّاج بن بحر، من قبيلةِ إياد المنحدرةِ من قبائلِ نزار العدنانيّة، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 70ق.هـ/555م. اتّصلَ بِبلاط المنذرِ بن ماءِ السّماء وكانَ مشرفاً على خيلِه، كما أنّه عملَ في التّجارة. يُعَدُّ أحدَ أهمّ الشّعراءِ العربِ في وصفِ الخيل، ويرى عدد من النّقّاد أنّهُ يقفُ على رأسِ مدرسةٍ شعريّةٍ خالصةٍ عُنِيَت بوصفِ الخيلِ على وجهِ التّحديد، إلّا أنّ أغراضَ شعرِهِ تتنوّعُ وتتجاوزُ الوصفَ إلى الحكمة والحماسةِ والرّثاء وغيرِها من الأغراض