
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تغرّبـت عـن أهلـي إليـك ومـالي
وأعرضــْتُ عـن قيـلٍ عـداكَ وقـالِ
تماثـلَ فـي دنيايَ إذ أنتَ مطلبي
محــبٌ لــه شــوق إلــيّ وقــالِ
ســَموتُ علــى قَصـدٍ إليـكَ بهمّـةٍ
تـرى عيـش كسـرى مثـل عيش دلالِ
ولاحَـت لـي الدُّنيا فأبصرت عمرها
ولــو زيـدَ أضـعافاً كَحـلِّ عقـالِ
ومــا عَيْشــُها إلاّ كظــلّ غمامـةٍ
ومــا ملكُهــا إلاّ كطيــفِ خيـالِ
وهـل بعـد أن أسـدى إليَّ لطائفا
يقصــِّرُ عــن تبيــانهنَّ مقــالي
وباشــرَ قلـبي بـاليقين مُـبرّداً
حــرارة إشــكالٍ أخــلَّ بحــال
أرى رافعـاً صـوتي الى غير جاههِ
وأبســط للمخلــوق كــفَّ سـؤال
أبعـدَ سـطوعِ الشّيب في ليلِ لمتي
ونــأي ضــَلالي بَعْــدَ فيـءْ ظلال
أهيـم بـدُنيا مـا تُسـاوي قُلامَـةً
وأخضــَعُ مُرتــاداً لنيـلِ نَـوالِ
أبـي ذاكَ لي قصدٌ الى الله صاعدٌ
وعلـمٌ سـما بـي فيـه نحو كمال
فهـا أنا نحو النّحوِ أسمو بهمتي
وفي اللّغوِ أخطار اللُّغات ببالي
ولا منطقـي بطّلـتُ فـي عِلْـمِ منطقٍ
يعــدُّ حُســاماً فـي مجـالِ جـدال
وليــس كلامـي فـي الكلامِ أقـودُه
كمــا قيـدَ صـعبٌ للشـماسِ مُـوالِ
ولا عارضـَتْ علـمَ العـروض عنايتي
لأجعلــــهُ قبّــــانَ نظــــم لآلِ
وأحســَبُ تـدقيقَ الحسـاب بطالـةً
لإبطـــال وقــتٍ لا يــردُّ بحــالِ
ولكنّنــي مهْمَــا نحــوْتُ تفقُّهـا
خلعــتُ عــذاري موضـحاً لخلالـي
ألا لسـْتُ أعنـي بـالتفقُّه ما حوَتْ
دفــاترُ تملـى مـن ظُنُـونِ رجـالِ
ولكنــه فقــه علا عــن تنــاقضٍ
وليـــس لآراءِ الـــورى بمجَــالِ
تُريــكَ اطـراداً منـه كـلُّ قضـيّةٍ
أنـابيبَ تبـدو فـي متـون عوالِ
قضــايا جلايـا مثلمـا لاح سـاطع
يصــولُ بجنـدِ اللّيـل أيَّ صـيالِ
قضـايا إذا وُفّقْـتَ يشـفيك حُكْمُها
وإلاّ فلا تعـــرضْ لطِـــبِّ عُضـــَالِ
فلستَ لها في الكُتْب يوماً مُطالِعاً
ولا ســامعاً فيــه نِظــامَ مقـالِ
وفي عَقْلِ ذي القلبِ المتيّم رقمُها
يـبين بـه عـن كـلِّ أنـوَكَ سـَالِ
فـإن أنـتَ لم تُوصَلْ لحال وصالها
فــدعني وايّاهــا حليــفَ وِصـالِ
محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود (أو سعود) أبو عبد الله الحاحي المشهور بالعبدري نسبة إلى عبد الدار : صاحب الرّحلة المعروفة باسمه. أصله من بلنسية بالأندلس وكان يسكن في بلدة (حاحة) بالمغرب الأقصى فنسب إليها. وقبره معروف فيها ويطلق عليه اسم (سيدي أبو البركات)خرج في رحلته لأداء فريضة الحج مع ابنه يوم 25 ذي القعدة سنة 668 هجرية الموافق 11 كانون الأول ديسمبر 1289م. وبعد قضائه فريضة الحج وبعد أداء فريضة الحج عرّج على فلسطين وزار بعض مدنها وأقام فيها بعض الوقت "كما أقام في القاهرة والإسكندرية والتقى هناك شرف الدين الدمياطي وابن دقيق العيد وغيرهما ثم قفل راجعا إلى بلده عن طريق الجزائر وتلمسان وفاس ومكناس حتى بلغ أزمور التي تقع على شاطئ المحيط الأطلسي حيث لحقت به أسرته".وتوفي نحو سنة 725هجرية 1325م.واعتبر كلامه عن بونة مجانبا للصواب فتصدى للرد عليه أحمد بن قاسم البوني بكتابه : (التعريف ببونة افريقية بلد أبي مروان الشريف)وكان المستشرق الفرنسي فانسان أول من نوّه في العصر الحديث بقيمة رحلة العبدري: في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية (سنة1845م)ثم تحدث عنها بإعجاب المستشرق الفرنسي شربونو في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية سنة1854م وأتبعه بترجمة بعض فصولها ووالى كبار المستشرقين الإشارة إليها والإشادة بها.ويبدو أن الأمر قد التبس على الزركلي إذ جعل له ترجمتين متتاليتين على أنهما شخصان مختلفان ووقع في الوهم نفسه عمر رضا كحالة في "معجم المؤلفين"عن : كتاب الرحلة المغربية من تحقيق الأستاذ الدكتور سعد بوفَلاَقة وكتاب الرحلة المغربية للمحقق الدكتور علي إبراهيم كردي. تقديم الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق. و(ديوان العبدري) سلسلة ذخائر التراث الأدبي المغربي