
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيــا فاضــلاً قـد سـما للسـّماح
فلـم يصـغِ أذنـاً إلـى قـولِ لاح
هنيئاً لــك المجــدُ مــن فاضـلٍ
هــدى مــن نحــاهُ طريـقَ الفلاحِ
ســما صــنوكَ الفــذُّ فـي علمـه
إلــى غايــةٍ واثقـاً بالنّجـاحِ
فأدركهــــا ســـامياً عاليـــاً
وخُصــّص فيهــا بفــوزِ القـداح ِ
وأجريـــتَ مــن خلفــهِ ثانيــاً
عنــانَ جــوادٍ عظيــمِ المَــراحِ
فــــأدركتَه فـــائزاً حـــائزا
بمـا قـدْ منحـتَ كريـمَ امتـداحِ
فأوضـــحْتَ لغــزاً دجــا ليلــهُ
ومــذْ لاحَ أزرى بضــوءِ الصـّباحِ
وذلــــك لفـــظ لـــه أحـــرف
غــرائبُ فــي خفيــةٍ واتّضــاحِ
فأوّلهــــا لا يُــــرى شــــكله
وثالثهــا وهمــا فـي الصـّحاحِ
همـــا يُـــذكران ولا يُبصـــران
كعنقــاء مغربــةٍ فـي النّـواحِ
وأعجـــبْ بشـــيء لـــه صـــحّة
عــديمِ الوجـود لعيْـن التمـاحِ
وثــاني الحُــروف يُــرى ظـاهراً
وعلّتـــهُ مالهــا مــنْ بَــراح ِ
وكيــف بــذي صــحّة قــد خفــي
ضــنى وعليــلٍ بــدا كالصــّحاحِ
ومـــن شــاء إبرازهــا لفظــة
بغيــرِ ارتيــاءٍ وغيـر انـتزاحِ
فشـــعر زهيـــرٍ لهـــا مَســْرحٌ
أنــاخَتْ ببعـضِ القـوافي الملاحِ
ومـــن عجـــب إنّهــا إن تــزدْ
بحـرفٍ عـدتْ عـن طريـقِ انشـراحِ
وأولتــك فــي الحيــن تعبيسـةً
تريـــك محيّـــاً بغيــر ســماحِ
وســاء المــذاق ونـاء الشـّقاقُ
وحــقّ الفــراقُ بغيــر انفسـاحِ
ومهمــا حــذفْتَ أخيــر الحـروفِ
فقــد فهـتَ حقـاً بلفـظِ افتتـاحِ
وإن زدتَـــه الحـــذفَ مــن أولٍ
فحــرفٌ قبيــحٌ ســليلُ القبـاحِ
وإن زدتَ محـــــذوفها أخــــراً
فحـــذف يزيـــنُ نحــورَ الملاح
وإن شـــئت تبيـــانُهُ فـــأتينْ
بقلــبِ افتتــاحٍ تفـزْ بـاقتراحِ
وأخفيتــم اللّغــزَ فــي لفظــةٍ
تكـلّ الشـّبا مـنْ رؤوسِ الرّمـاحِ
أشـــرتُمْ إليهـــا بأوصـــافها
لمـن هـو مـن سـكْرةِ الجهـلِ صاح
وقـــد ســـطّرتْ لفظــةً مثلهــا
ســواء فزدهــا بفـرطِ ارتيـاح
وقــلْ هــي مقلــوب مــا سـطّرتْ
أناملنـــا مــا بــه مــن تلاح
وفـــي غربنـــا لفظــةً صــرّفت
مشـــهرة كاشـــتهارِ الصــّباحِ
ولكنّهـــــا فظّـــــة جهمــــة
إذا أقبلــتْ قُــوبلتْ بالصــّياحِ
وتــألفُ أشـكالها فـي القبـاحِ
ومــا عرّجَــتْ بـالوجوهِ الصـّباحِ
وإن صــُحفَ اللّفــظُ مــن لغزكـمْ
بــدتْ سـمجة حقّهـا فـي اطـراحِ
وأخــرى علــى شـرطكمْ قـد أتـتْ
تــزادُ إليهُــنّ وفــقَ اقــتراحِ
فخــذْ مــن مقـرّ بفـرطِ القُصـور
يفـرُّ إلـى العجْـز خـوفَ النّطاحِ
صـــــفيّ لعليـــــاكمُ ذي ودادٍ
كمـا قـدْ علمـتَ كليـمَ النّـواحِ
فســــامحْ محبّــــاً صـــفا ودُّهُ
وصـــنهُ بصــفحكَ عــن لحــوِ لاحِ
وأقـــرأ منــي عليكُــمْ ســلاماً
كريــمَ الغــدوّ كريــمَ الـرّواحِ
محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود (أو سعود) أبو عبد الله الحاحي المشهور بالعبدري نسبة إلى عبد الدار : صاحب الرّحلة المعروفة باسمه. أصله من بلنسية بالأندلس وكان يسكن في بلدة (حاحة) بالمغرب الأقصى فنسب إليها. وقبره معروف فيها ويطلق عليه اسم (سيدي أبو البركات)خرج في رحلته لأداء فريضة الحج مع ابنه يوم 25 ذي القعدة سنة 668 هجرية الموافق 11 كانون الأول ديسمبر 1289م. وبعد قضائه فريضة الحج وبعد أداء فريضة الحج عرّج على فلسطين وزار بعض مدنها وأقام فيها بعض الوقت "كما أقام في القاهرة والإسكندرية والتقى هناك شرف الدين الدمياطي وابن دقيق العيد وغيرهما ثم قفل راجعا إلى بلده عن طريق الجزائر وتلمسان وفاس ومكناس حتى بلغ أزمور التي تقع على شاطئ المحيط الأطلسي حيث لحقت به أسرته".وتوفي نحو سنة 725هجرية 1325م.واعتبر كلامه عن بونة مجانبا للصواب فتصدى للرد عليه أحمد بن قاسم البوني بكتابه : (التعريف ببونة افريقية بلد أبي مروان الشريف)وكان المستشرق الفرنسي فانسان أول من نوّه في العصر الحديث بقيمة رحلة العبدري: في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية (سنة1845م)ثم تحدث عنها بإعجاب المستشرق الفرنسي شربونو في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية سنة1854م وأتبعه بترجمة بعض فصولها ووالى كبار المستشرقين الإشارة إليها والإشادة بها.ويبدو أن الأمر قد التبس على الزركلي إذ جعل له ترجمتين متتاليتين على أنهما شخصان مختلفان ووقع في الوهم نفسه عمر رضا كحالة في "معجم المؤلفين"عن : كتاب الرحلة المغربية من تحقيق الأستاذ الدكتور سعد بوفَلاَقة وكتاب الرحلة المغربية للمحقق الدكتور علي إبراهيم كردي. تقديم الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق. و(ديوان العبدري) سلسلة ذخائر التراث الأدبي المغربي