
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـبابٌ لـدى عهدِ الشّبيبة قد عَسا
أعلّـلُ فيـه النّفـس علّيَ أو عسى
لعـلّ ربوعـاً مـن حُلاهـا عواريـاً
تعـود لهـا تلـك المفاخرُ ملْبَسا
لعـلَّ نجومـاً كُنْـتُ هالـةَ بَـدْرِها
سـتجلو ظلامـاً حـلّ أفقـي فألبسا
لعـلَّ انتظـامَ الشَّمل يرجع ثانياً
ويعطـف بالإحسـانِ دهـرٌ بنـا أسَا
رَمـاني زمـاني بـالنّوى من أحبّةٍ
لــبينِهمُ عــادَ الأنيـسُ معبّسـا
نـأى عُمَـرُ الحِبْـرُ الإمامُ بحاضِري
فكيـف ألاقـي مـنْ زمـاني تأنُّسَا
وقـدْ حظيـتْ أغْمـاتُ منـه بماجِـدٍ
تـدرّع مِـن عُـزِّ الفضـائلِ ملْبَسَا
لقـد هِنْـتُ حـتى شـطَّ عنّـي مزارُهَ
ونـالَتْ بـه أغمـاتُ مجداً مؤسسا
وكنـــتُ مقَيلاً للهُـــداةِ تَــؤمُّهُ
فَصــرْتُ لأخلاطِ الغُــواةِ مُعرَّســا
وكنتُ لباغي الجُودِ والعلْمِ ملتقى
فـإنْ شـئت مقراةً وإن شئتَ مدْرَسا
وكـمْ كنتُ للضرغام والظبي مألفاً
أنسـيكَ إنْ أبصـرْتَ خيسا ومكنسا
أراغِـمُ ريـب َالـدّهْرِ منـه بماجدٍ
إذا ضـاقَ خطـب أو تفـاقمَ نفّسـا
فجلّلــتُ عـن تلـك الجلالـة حلـةً
وعوضـتُ عـن تلـك الأهلّـةِ حندسا
فهـا أنـا أشـدو إن نطقتُ تمثلاً
وليـلُ همومي قد دجا بي وعسعسا
وبُـدّلتُ قرْحـاً داميـاً بعـد صـحةٍ
لَعَــلّ منايانــا تحـولن أبؤُسـا
محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود (أو سعود) أبو عبد الله الحاحي المشهور بالعبدري نسبة إلى عبد الدار : صاحب الرّحلة المعروفة باسمه. أصله من بلنسية بالأندلس وكان يسكن في بلدة (حاحة) بالمغرب الأقصى فنسب إليها. وقبره معروف فيها ويطلق عليه اسم (سيدي أبو البركات)خرج في رحلته لأداء فريضة الحج مع ابنه يوم 25 ذي القعدة سنة 668 هجرية الموافق 11 كانون الأول ديسمبر 1289م. وبعد قضائه فريضة الحج وبعد أداء فريضة الحج عرّج على فلسطين وزار بعض مدنها وأقام فيها بعض الوقت "كما أقام في القاهرة والإسكندرية والتقى هناك شرف الدين الدمياطي وابن دقيق العيد وغيرهما ثم قفل راجعا إلى بلده عن طريق الجزائر وتلمسان وفاس ومكناس حتى بلغ أزمور التي تقع على شاطئ المحيط الأطلسي حيث لحقت به أسرته".وتوفي نحو سنة 725هجرية 1325م.واعتبر كلامه عن بونة مجانبا للصواب فتصدى للرد عليه أحمد بن قاسم البوني بكتابه : (التعريف ببونة افريقية بلد أبي مروان الشريف)وكان المستشرق الفرنسي فانسان أول من نوّه في العصر الحديث بقيمة رحلة العبدري: في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية (سنة1845م)ثم تحدث عنها بإعجاب المستشرق الفرنسي شربونو في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية سنة1854م وأتبعه بترجمة بعض فصولها ووالى كبار المستشرقين الإشارة إليها والإشادة بها.ويبدو أن الأمر قد التبس على الزركلي إذ جعل له ترجمتين متتاليتين على أنهما شخصان مختلفان ووقع في الوهم نفسه عمر رضا كحالة في "معجم المؤلفين"عن : كتاب الرحلة المغربية من تحقيق الأستاذ الدكتور سعد بوفَلاَقة وكتاب الرحلة المغربية للمحقق الدكتور علي إبراهيم كردي. تقديم الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق. و(ديوان العبدري) سلسلة ذخائر التراث الأدبي المغربي