
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَدِّعْ لَمِيــسَ وَدَاعَ الصـَّارِمِ اللَّاحِـي
إِذْ فَنَّكَــتْ فـي فَسـَادٍ بَعْـدَ إِصـْلَاحِ
إِذْ تَســـْتَبِيكَ بِمَصــْقُولٍ عَوَارِضــُهُ
حَمْــشِ اللِّثَــاتِ عِـذَابٍ غَيْـرِ مِمْلَاحِ
وَقَــدْ لَهَـوْتُ بِمِثْـلِ الـرِّئْمِ آنِسـَةٍ
تُصــْبِي الْحَلِيـمَ عَـرُوبٍ غَيْـرِ مِكْلَاحِ
كَـأَنَّ رِيقَتَهـا بَعْـدَ الْكَرَى اغْتَبَقَتْ
مِـنْ مـاءِ أَصـْهَبَ في الْحَانُوتِ نَضَّاحِ
أَوْ مِــنْ مُعَتَّقَــةٍ وَرْهـاءَ نَشـْوَتُها
أَوْ مِــنْ أَنــابِيبِ رُمَّــانٍ وَتُفَّـاحِ
هَبَّـتْ تَلُـومُ وَلَيْسـَتْ سـَاعَةَ اللَّاحِـي
هَلَّا انْتَظَـرْتِ بِهَـذا اللَّـوْمِ إِصْباحِي
قَاتَلَهـا اللـهُ تَلْحَـانِي وَقَدْ عَلِمَتْ
أَنِّــي لِنَفْســِيَ إِفْســَادِي وَإِصـْلَاحِي
إِنْ أَشْرَبِ الْخَمْرَ أَوْ أُرْزَأْ لَهَا ثَمَناً
فَلَا مَحَالَــةَ يَوْمــاً أَنَّنِــي صـَاحِي
وَلَا مَحَالَــةَ مِــنْ قَبْــرٍ بِمَحْنِيَــةٍ
وَكَفَـــنٍ كَســَرَاةِ الثَّــوْرِ وَضــَّاحِ
دَعِ الْعَجُــوزَيْنِ لَا تَسـْمَعْ لِقِيلِهِمـا
وَاعْمَـدْ إِلَـى سـَيِّدٍ في الْحَيِّ جَحْجَاحِ
كَــانَ الشـَّبَابُ يُلَهِّينـا وَيُعْجِبُنـا
فَمَــا وَهَبْنــا وَلَا بِعْنـا بِأَرْبَـاحِ
إِنِّـي أَرِقْـتُ وَلَـمْ تَـأْرَقْ مَعِي صَاحِي
لِمُســْتَكِفٍّ بُعَيْــدَ النَّــوْمِ لَــوَّاحِ
قَـدْ نُمْـتَ عَنِّي وَبَاتَ الْبَرْقُ يُسْهِرُنِي
كَمَــا اسْتَضــاءَ يَهُــودِيٌّ بِمِصـْبَاحِ
يَـا مَـنْ لِبَـرْقٍ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ
فــي عَـارِضٍ كَمُضـِيءِ الصـُّبْحِ لَمَّـاحِ
دَانٍ مُســـِفٍّ فُوَيْــقَ الأَرْضِ هَيْــدَبُهُ
يَكَــادُ يَـدْفَعُهُ مَـنْ قَـامَ بِـالرَّاحِ
كَـــأَنَّ رَيِّقَـــهُ لَمَّــا عَلَا شــَطِباً
أَقْـرَابُ أَبْلَـقَ يَنْفِـي الْخَيْـلَ رَمَّاحِ
هَبَّــتْ جَنُــوبٌ بِــأَعْلَاهُ وَمَـالَ بِـهِ
أَعْجَــازُ مُــزْنٍ يَســُحُّ الْمَـاءِ دَلَّاحِ
فَالْتَــجَّ أَعْلَاهُ ثُــمَّ ارْتَـجَّ أَسـْفَلُهُ
وَضـَاقَ ذَرْعـاً بِحَمْـلِ الْمَـاءِ مُنْصَاحِ
كَأَنَّمـــا بَيْـــنَ أَعْلَاهُ وَأَســـْفَلِهِ
رَيْــطٌ مُنَشــَّرَةٌ أَوْ ضــَوْءُ مِصــْبَاحِ
يَنْــزَعُ جِلْـدَ الْحَصـَى أَجَـشُّ مُبْتَـرِكٌ
كَـــأَنَّهُ فــاحِصٌ أَوْ لَاعِــبٌ دَاحِــي
فَمَـــنْ بِنَجْــوَتِهِ كَمَــنْ بِمَحْفِلِــهِ
وَالْمُســْتَكِنُّ كَمَــنْ يَمْشـِي بِقِـرْوَاحِ
كَــأَنَّ فِيــهِ عِشــَاراً جِلَّـةً شـُرُفاً
شـُعْثاً لَهَـامِيمَ قَـدْ هَمَّـتْ بِإِرْشـَاحِ
هُــدْلاً مَشــَافِرُها بُحّــاً حَنَاجِرُهـا
تُزْجِـي مَرَابِيعَهـا فـي صَحْصـَحٍ ضَاحِي
فَأَصـْبَحَ الـرَّوْضُ وَالْقِيعـانُ مُمْرِعَـةً
مِــنْ بَيْـنِ مُرْتَفِـقٍ مِنْهـا وَمُنْطَـاحِ
وَقَـدْ أَرَانِـي أَمَـامَ الْحَـيِّ تَحْمِلُنِي
جُلْذِيَّــةٌ وَصــَلَتْ دَأْيــاً بِــأَلْوَاحِ
عَيْرَانَــةٌ كَأَتَــانِ الضـَّحْلِ صـَلَّبَها
جَــرْمُ الســَّوَادِيِّ رَضــُّوهُ بِمِرْضـَاحِ
ســَقَى دِيـارَ بَنِـي عَـوْفٍ وَسـَاكِنَها
وَدَارَ عَلْقَمَــةِ الْخَيْــرِ بْـنِ صـَبَّاحِ
أَوسُ بنُ حَجَرٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقَدَّمٌ، كانَ يُعَدُّ شاعِرَ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَتَقَدَّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى نَشَأَ النّابِغَةُ وَزُهَيْرٌ فَأَخْمَلاهُ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، وَكانَ زُهَيْرٌ راوِيَتَهُ، وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، وَكانَ أَوسٌ مُعاصِراً لِعَمْرِو بنِ هِندٍ، وَنادَمَ مُلُوكَ الحِيْرَةِ. عُمِّرَ طَوِيلاً وَتُوُفِّيَ نَحْوَ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.