
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وهـبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي
قَصـُرَتْ دونهـا الهبـاتُ الرِّغابُ
هَـبْ لراجيـكَ مـا عليه فإِنَّ اس
مَــك وهــبٌ ووَســْمك والوهّـابُ
أنـت بحـرٌ ومـن له تَجتبي الأم
والَ بحـــرٌ لجــانبيه عُبــابُ
فارغبـا عـن مِداد شِعْبي فليست
فيــه إلا صــُبَابةٌ بــل سـرابُ
وارثيــا لامــرئٍ ألَــحَّ عليـه
للزمــان الصـَّؤول ظُفْـرٌ ونـابُ
سـلَبته الخطـوب مـا فـي يديه
ولـــه مـــن تَجمُّــلٍ أثــوابُ
وإذا الصــبر والتجمـل دامـا
للفــتى الحــر هـانت الأسـلابُ
إن بحــراً يُمِــدُّ بحـراً بشـعْبٍ
فيــه أدنــى صــُبابةٍ لَعُجـابُ
فلـكَ الحُجَّـةُ الصـحيحة إن قـل
تَ كـذا تُحلِـبُ البحـورَ الشِّعابُ
ومـن المِـرَّةِ الضـعيفةِ فـالمِر
رَة تُلـــوَى فتُحكــم الأســبابُ
غيـر أنْ ليـس فـي خراجي وحدي
مــا بــإِغلاقِه يسـوغ الشـرابُ
لـك فـي مُكـثري الرعيّـةِ دوني
حَلَــبٌ كيــف شــئت بــل أحلابُ
ومــــتى رام رائمٌ كخصوصـــي
قلــتُ مـا كـلُّ دعـوة تُسـتجابُ
بــل لقــومٍ وســائلٌ يسـتحقّو
نَ إذا ما دَعوا بها أن يجابوا
ومفاتيـــحُ للخصــوص وكــانت
بالمفاتيــح تُفتــح الأبــوابُ
منهــمُ معشــرٌ ومنهــمْ أنـاسٌ
فَضـــَّلَتهُمْ بفضــلها الألبــابُ
وأديــبٌ لــه ثنـاءٌ بمـا يُـسْ
دَى إليـــه وللثنــاء ثــوابُ
ولبعـض الرجـال فضـلٌ علـى بع
ضٍ بمـــــا نفَّلَتْهُــــمُ الآدابُ
ولقـد جـاء فـي الرواية والآ
ثـار أنَّـا علـى العقـول نُثابُ
وأحاشــيك أن أفهِّمَــك الحــج
جَـــةَ أنَّــى يُفَهَّــمُ الكُتَّــابُ
سـيما الكاتبُ المُبِرُّ على النا
س بمـــا لا يعُـــدُّهُ الحُســَّابُ
لا تُحلنـي علـى سـواك فمـا أص
بــح للطــالبين غيــرَك بـابُ
أنـت في العَدْل بالمكارم أَوْلى
مـــن وُلاةٍ دُعــاتُهم لا تجــابُ
يقصـدُ القاصـدون منهـم لئاماً
مــا لهـم مـن وجـوههم حُجَّـابُ
مســتهينين للهجـاء فمـا مـن
هـــمْ لــه خــائفٌ ولا هَيَّــابُ
كلهـم حيـن يُسـألُ العَـرَضَ الأد
نـى جَمـودُ البنـانِ لا يُسـتذابُ
يتلقَّــى مســائلَ النـاس منـهُ
عَـــرَضٌ ســالمٌ وعِــرْضٌ مُصــابُ
مُســتخفِّين بالمديـح وهـل كـا
نــت تُـثيب العبـادةَ الأنصـابُ
لهـفَ نفسـي إن اجتـبيتَ خَراجي
وحَـــوَتْهُ عُفاتُـــك الخُيِّـــابُ
أنــا جـارٌ قريـبُ دارٍ وتَجْـبي
نــي ويَجْبيــك نــازحٌ مُنتـابُ
أَلِشـُكرٍ فعنـديَ الشـكر والحـم
دُ الــذي لـم يـزل لـه خُطَّـابُ
لا تُضــِعْني فــإن شــكريَ كنـزٌ
يتهـــادَى تُراثَـــهُ الأعقــابُ
واسـتجِدَّ اليـدَ الـتي سلفتْ من
ك علــى أنّهــا فتــاةٌ كَعـابُ
لـك عنـدي صـَنيعةٌ مـا سـقاها
غيــرُ وَســْميِّك القـديمِ سـحابُ
فاسـقِها من وَليِّك الجَودِ واربُبْ
هــا تَهَـدَّلْ لهـا ثمـارٌ عـذابُ
وهـي الشـكرُ والمحامـد تَنْثـو
هـا أقـاويليَ الرِّصـانُ الصُّيابُ
مِــدَحٌ مـن بنـاتِ فكـريَ أبكـا
رٌ حِســـانٌ كـــواعبٌ أتـــرابُ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297