
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدا الشـيبُ فـي رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
كمــا كشــفتْ ريـح غمامـاً تَطَخْطَخَـا
ولا بــدّ للصــبح الجلِــيّ إذا بـدت
تباشــيْره أن يسـلخ الليـل مسـلخا
وأضــحت قنـاةُ الظَّهْـر قُـوِّسَ متْنُهـا
وقــد كـان معـدولاً وإن عشـتُ فخخـا
وأحـدث نقصـانُ القُـوىَ بيـن نـاظري
وسـمعي وبيـن الشـخصِ والصوت بَرْزخا
وكنــت إذا فَــوَّقتُ للشــخص لَمحَـتي
طـوتْ دونـه سـَهْباً مـن الأرض سـَرْبَخَا
وكنــتُ ينــاديني المنـادي بعَفْـوِهِ
فَيَغْتَــالُ سـمعي دون مَـدْعَاهُ فرسـخا
فحــالَتْ صـروفُ الـدهر تنسـخ جِـدَّتي
ومــا أُمْلِيَـتْ مـن قبـلُ إلا لتُنْسـَخا
وأصـــبحتُ عَمَّــا للفتــاة مُــوَقَّراً
وقـد كنـت أيـام الشـباب لهـا أَخَا
ومـــا عَجَــبٌ أن كــان ذاك فــإنه
إذا المـرء أشـْوَتْهُ الحـوادثُ شـَيَّخَا
بَلَــى عجــبٌ أنـي جَزعـت ولـم أكـن
جَزوعـاً إذا مـا عضـَّهُ الـدهرُ أَخَّخَـا
عَــزَاءَكَ فــاذكرهُ ولا تنــس مِدْحــةً
لأَبْلَــجَ يحكــي سـُنَّة البـدر أبلْخَـا
لــه ســِيمِياءٌ بيــن عَيْنَـيْ مُبَـارَكٍ
إذا ما اجتلاها رَوْعُ ذي الروع أفْرَخَا
صـَريخٌ لـو اسْتَصـْرخْتَه يـا ابن طاهرٍ
علـى الـدهر إذ أخنـى عليـك لأَصْرخا
مــن المُصــْعَبيين الــذين تفرَّعـوا
شــَمَاريخَ أطْـوادٍ مـن المجـد شـُمَّخا
أُنــاسٌ مــتى ســاءلت نَـافَس حظَّهـمْ
بأيَّـامهم فـي الجـود والبأس بَخْبَخَا
إذا مـا المسـاعي أُجْريَـتْ حلباتُهـا
بَـدَوْا غُـرراً فـي أَوجُـه السَّبْق شُدَّخا
بِهـم جُعِـل المجـدُ التَّليـدا مُصـَدَّراً
وليـــس بإنْســـيٍّ ســواهم مُؤَرَّخــا
تَعَـدَّ وأسـرف فـي مديـح ابـن طـاهرٍ
فلســت علــى الإِسـراف فيـه مُوَبَّخَـا
أبــو أحمــدٍ ليــثُ البلاد وغيثهـا
إذا حطْمَـةٌ لـم تُبق في العظم منقخا
فـتى لـم يـزل في رأس علياءَ دونها
بمَرْقَبـــة بـــاضَ الأُنُــوقُ وفَرَّخــا
إذا راح فــي رَيَّــا نَثَــاه حسـبتَه
هنالِــك بالمســك الــذَّكيِّ مُضــَمَّخا
يُنِيــخُ المَطــيَّ الراغبــون ببـابه
ولــو لــم ينيخُــوه إذن لَتَنَوّخــا
تَظــلّ متَــى صــافحتَ أســْرارَ كَفِّـه
تَمَــسُّ عيونــاً مــن نَــداهُنَّ نُضـَّخَا
إذا وَعَــدَ اهْــتزت لـه الأرض نَضـْرَةً
وأنبـت منهـا كـلُّ مـا كـان أسـْبَخا
وإن أوْعَــدَ ارتَجَّـت فـإن تـمَّ سـُخطهُ
تهـاوت جبـال الأرض فـي الأرض سـُوَّخا
ولســتَ تُلاقــي عالمــاً ذا براعــةٍ
بــأبرَعَ منــه فـي العـوم وأرسـخا
ولـم تـر نـاراً أوقـدت مثـل نـاره
لـدى الحـرب أشـوى للأعـادي وأطْبخا
كفــى زمنــاً أدّى الأميــرَ وأَهْلَــه
بـه وبهـمْ إن حـاول البَـذْخَ مَبْـذَخَا
هـو الطِّـرْفُ أجرتْـه الملـوك ومسـَّحت
قــديماً لــه وجهــاً أغـرَّ مُشـَمْرَخَا
إذا هـو قـاد المُصـعبيين فاغتـدَوا
جَحَاجحَـــةً تَهْــدي غَطــاريف شــُرَّخا
فأيَّــةَ دارٍ للعــدا شــاء جَاســَها
وأيـــةَ أرضٍ للعــدا شــاء دَوّخــا
بــه أيَّــدَ اللَّــه الخلافـة بعـدما
وَهــى كُــلَّ وَهْــيٍ رُكْنُهــا فتفسـَّخا
هو الطَّاهر ابن الطَّاهرين الألى مَضَوْا
ولــم يَلْبَسـوا عرضـاً مُـذالاً مُطَيَّخـا
ومُســْتَمْنِحِي مــدحاً كمـدحيه بعـدما
تمكَّـــن إخلاصـــي لـــه فَتَمَخَّخَـــا
فقلــتُ لــه عنــي إليـك فلـن أرى
هــواك لمثلــي فـي رمـادك مَنْفَخَـا
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297