
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تجــرَّدَ مـن غمـدين سـيفٌ مُهَنَّـدُ
هُمـامٌ مضـت أسـلافُهُ فهـو أوْحَـدُ
شـهابٌ أجاد البدرُ والشمسُ نَجْلَهُ
وغابا فأمسى وهو في الأرض مُفرَدُ
قـد اعتَضـَدَتْ بالله والحقِّ نفسُه
فأصـبح مَعضـوداً ومـا زال يُعْضَدُ
فلا يفرحــنَّ الشــامتون فإنمـا
يُصــمِّمُ حـدّ السـيف حيـن يجـرَّدُ
ولا يعْثُــرَنَّ العــاثرون فإنمـا
لهـم جنـدَلٌ يُدمي الوجوهَ وجلمَدُ
مضـى شـافعاً من كان يخطىء مرة
فلا تُخْطئنْ رِجْــلٌ ولا تُخطئنْ يَــدُ
أتـاكمْ صريحُ العدل لا ظُلمَ عنده
ولا خُلُـــقٌ للظـــالمين مُمهَّــدُ
أراكـمْ ولـيَّ العهد حامي حماكُمُ
ومُــردي عـداكم والمـآثمُ شـُهَّدُ
أتـاكمْ أبـو العباس لا تنكرونَهُ
يُســَلَّلُ فيكــم تــارةً ويجــرَّدُ
كريـمٌ يظـلّ الأمـسُ يُعْمـلُ نحـوه
تلفُّــتَ ملْهـوف ويشـتاقُهُ الغَـدُ
يــودُّ زمـانٌ ينقضـي عنْـه أنـه
عليـه إلى أن ينْفَدَ الدهرُ سرمَدُ
تواضـَعَ إذ نال التي ليس فوقها
مَنـالٌ وهـل فوق التي نال مَصْعَدُ
سـوى غُرُفـات أصـبحتْ نُصـبَ همَّـةٍ
لـه فـي جـوار الله منهن مَقعَدُ
وذاك إذا مــرّتْ لـه ألـف حجَّـةٍ
وســلطانُه فـي كـل يـوم يؤكَّـدُ
سـتفتح أبـوابُ السـماء برحمـة
وتنــزل عــن بــرٍّ لـه يتصـعَّدُ
وبالعـدل أو بالحقِّ من أُمرائنا
تُفَتَّــحُ أبـوابُ السـماء وتوصـَدُ
إليـك ولـيَّ العهـد أُهْدي مقالةً
مســـدَّدةً لا يجتويهـــا مُســَدَّدُ
وليـتَ بنـي الـدنيا فَنُكِّرَ مُنْكرٌ
وعُــرِّفَ معــروفٌ وأُصــْلح مُفْسـَدُ
وأنـت أبو العباس إنْ حاصَ حائصٌ
وإن لَـزِمَ المُثلـى فإنـك أحمـدُ
نـذيرٌ لما تُكْنَى به لذوي النُّهى
بشـيرٌ لمـا تُسـْمى بـه لا تُفنّـدُ
لـك اسـمٌ وجـدناه بخيـرك واعدٌ
وإن قـــارَنَتْهُ كُنْيــةٌ تتوعَّــدُ
عِـدات لمن يأتي السَّداد وراءها
وعيـدٌ لمـن يطغـى ومـن يتمـرّدُ
ألا فليخـفْ غـاوٍ ولا يخشـى راشدٌ
فَعَــدلُكَ مســلولٌ وجـوْرُكَ مُغمَـدُ
وعِــشْ والــذي كَنَّيْتَــهُ بمحمَّـدٍ
ذوي غبطــةٍ حــتى يشـيخ محمّـدُ
ولا برحـت مـن ذي الأيادي عليكُمُ
أيـادٍ تـوالت فـي شـبابٍ تُجـدَّدُ
ومـن لا تخلِّـده الليـالي فكلُّكُمْ
بِخُلْـدِ الـذي يبنـي ويَثْني مُخَلَّدُ
وسـمعاً أبـا العباس قولاً مُسدَّداً
أتــى مـن ولـيّ مجتـبيه مُسـَدَّدُ
لعمـري لقـد حَـجَّ الولاةَ خَصِيمُهُمْ
وأنَّـى لسـيفٍ أمكـن الجورَ مُغْمَدُ
فمــا يَنْقِمـون الآن لا درَّ دَرُّهـم
وقـد قام بالعدل الرضيُّ المحمَّدُ
وفي العدل ما أرضاهُمُ غير أنهم
حصـائد سـيف اللـه لا بـدَّ تحصَدُ
وقد كان منهنّ الكَفُور ابن بلبل
فهـل راشـدٌ يهـديه غـاوٍ فيسعدُ
كفــورٌ أبـى إلا جُحُـوداً لنعمـةٍ
تُكــذِّبه شــهّادُها حيــن يجحـدُ
ألا فعليــه لعنـةُ اللـه دِيمـةً
ووبْلاً كــثيراً شــِرْبه لا يُصــرّدُ
ألا وعلــى أشـياعه مثـل لَعْنَـةٍ
رمــاهُ بهـا داعٍ عليـه وأوْكَـدُ
حَبَـاك بهـا عـن شـكر أصدق نِيَّةٍ
وَلـيٌّ ومـوْلى فـي الـولاءِ مـردّدُ
يـرى أن إهلاك الكفور ابن بلبلٍ
حيــاة لــه أسـبابُها لا تُنكَّـدُ
ويُسـألُ للعَظْـم الـذي كان هاضَه
جُبـوراً بِرِفْـدٍ والمرجِّيـكَ يُرْفـدُ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297