
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أوَّلُ الشـــــهرِ أولُ الأســــبوعِ
طلــعَ الطالعــانِ خيــرَ طُلــوعِ
مُقبـــلٌ فيـــه مقبــلٌ بســعودٍ
وَقَعــا بالســواء خيــرَ وقــوع
ضــَّم صــدريهما اتفــاقٌ ينـادي
يــا لـه مُسـعِفاً بـرأب الصـُدوع
مثــلَ مـا ضـمَّ عـاتبين اعتنـاقٌ
عنـــد وصـــلٍ مجـــدَّدٍ ورُجــوع
جـاء شـهرٌ تحبُّـهُ يـا ابـن يحيى
لا لمـا فيـه مـن سـجايا المَنُوع
بـل لمـا فيـه مـن وِفاقـكَ فيما
يصــحبُ الـدين مـن تُقـىً وخُشـوع
وصـــلاةٍ تقيمهـــا كـــلَّ إنْــيٍ
مـــن ســـجودٍ تُطيلــهُ وركــوع
وعفـافٍ فـي القلـبِ والطَّرفِ والأط
رافِ عـــن كــل مَحــرمٍ ممنــوعِ
رهبــةً للإلــه بــل رغبــةً مـن
ك بقــدرٍ عــن الخنــا مرفــوعِ
أقبــل الطـائرُ المبـاركُ محمـو
داً جميــلَ المــرْئيِّ والمســموعِ
ولـك الفضـلُ يـا ابن يحيى عليه
غيــــرَ مُســـتنكرٍ ولا مـــدفوع
إن يكــن جـاء خيـرُ بـاعثِ جـوعٍ
فســـيلقاك خيــر قاتِــل جــوع
شــكرَ اللَــهُ رَبُّــهُ لــك عنــه
خيــرَ صــنعٍ فــي مثلـه مصـنوع
لــك نُعمــى عليـه تخنـع للحـقْ
ق مُقــرّاً بهــا أشــَدَّ الخُنُــوعِ
جاء في الصيف فاغتدى وهو من ظلْ
لــكَ بــل مـن نـداكَ كـالمربوعِ
وقــديماً مـددتَ ظلَـك فـي القـي
ظِ عليــه دون الحُــرور السـُّفوع
مــا عليـه أن لا يـرى فيـه راءٍ
آخــرَ الــدهر صـوبَ غيـثٍ هَمُـوع
قـد كفـاه مـا يَمْـتري منـك فيه
خوفُــكَ اللَــه مـن نـدىً ودمـوع
فــابْقَ حــتى تـرى لشـهركَ هـذا
ألـــفَ مثـــل بمثلــه مشــْفوع
نــاعمَ البــال ذا عــدوٍّ شــقيٍّ
آمــنَ الســِّربِ ذا عــدوٍّ مــروع
سـالمَ النفـس ثـاويَ الوفر لا تع
دَم حــال المــرزوءِ لا المفجـوع
مُتلفــاً مخلفــاً مُفيتـاً مفيـداً
جِـــذمَ مــالٍ مُســتهلكٍ مرجــوعِ
لا مُغِبّــاً نــدىً ولا مــدَدُ اليُـسْ
ر مــن اللَــهِ عنــكِ بـالمقطوع
مُمْجِـــداً منجـــداً كأنــك عــدٌّ
دائمُ الســَّقي زاخــرُ الينبــوع
ذا ثــراء مُبــذَّرٍ فـي العطايـا
دون عِــــرض مــــوفَّرٍ مجمـــوع
لا تصــونُ الأمـوالَ بـل تقتنيهـنْ
نَ لصــونِ الأحسـاب مثـلَ الـدروع
فـي سـرورٍ من شيمةِ الشاكر الصا
بــرِ لا شــيمة الفـروحِ الجـزوع
يـا ابـن يحـي لينـزع المتعاطي
مــا تعاطــاه فهـو شـهر نُـزُوع
إن مـــن ظــنَّ أنــه لــك نِــدٌّ
لشـــبيه المصـــدِّق المخـــدوع
لا يقارعْـكَ يـا ابن يحي عن السؤ
دُدِ شـــيءٌ فلســـتَ بـــالمقروعِ
أنـت أصلُ الأصول في الفضل والخي
رِ إذا حُصـــِّلا وفـــرعُ الفــروع
لـو تُسـامي بمجـدكَ البدرَ والشم
سَ إذاً أوْطـــآكَ خـــدَّيْ خُضـــوعِ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297