
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحسـن مـا كـان الدقيق موقعا
مــن رجـل أفلـس حـتى أدقعـا
إذا أتـى يسـعى حثيثـاً مسرعا
مـن بعـد ما مس الغلاء الأشنعا
ولحــق الســبعين أو ترفَّعــا
عــن ذاك لا يرحـم مـن تضـرعا
ومـد ذو العيلـة فيـه الإصبعا
يشكو إلى الله ويمري المدمعا
وأصـبح القـوم البطـانُ جُوَّعـا
وخشــي الجــائع أن لا يشـبعا
يـا مـن تنـاهى منظراً ومسمعا
جمــال وجــه وثنــاء أروعـا
أفزعنـي الـدهر فكن لي مفزعا
فكــم تســمَّحتَ وكــم تمنعــا
وكــم تحســنت وكــم تشــنَّعا
ولـم يـزل فضـلك فيـه مرتعـا
للمقحطيــن الممحليـن ممرعـا
وكُــبرُ ظنـي أن تقـول مسـمعا
لبيــك لبيــك لعــاً ودَعْـدَعا
بُـدِّلت مـن بؤسـك عيشـاً خروعا
يشــهد أنـي حـافظٌ مـن ضـيَّعا
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297